18 ديسمبر، 2024 10:47 م

المالكي والركوع عند اقدام البرزاني…..مشهد يستحق التامل!

المالكي والركوع عند اقدام البرزاني…..مشهد يستحق التامل!

قلنا قبل فترة بان مسعود البرزاني هو الشخص الوحيد من بين جوقة سياسيي العراق الجديد ممن لم يستطع المالكي التخلص منه او ليّ ذراعه او حتى مجرد ثنيه عن موقف ما.
فالشخص ورغم اختلافي معه فقد استطاع ان يجمع بيديه الكثير من الخيوط التي كلما احتاج الى احدها سحبه سحبة بسيطة فتغيرت موازين القوى لصالحه.
في الخلاف الاخير,كشف البرزاني عن ورقة لطالما ارعبت الشيعة الا وهي ورقة المياه. فالشيعة يعلمون بان مشكلتهم هي المياه,والاكراد يعلمون بان المياه هي مصدر قوتهم الاكبر ,وان الاكراد والسنة العرب يتحكمون بالمياه التي تصل الى الجنوب ,واذا كان الشيعة يهددون السنة والاكراد بقطع النفط فتتوقف سياراتهم. فان بمقدور الاكراد والسنة قطع المياه عن الشيعة وسوف يموتون عطشا!.
رغم كل التهديدات والعنتريات التي نفخها المالكي تارة ونفختها الزينبية حنان الفتلاوي تارة اخرى,فان نهاية كل تلك التهديدات ضد الاكراد انتهت بان ركع المالكي امام البرزاني وسمح له ببيع النفط حسبما يشتهي ,وسمح له باخذ حصتهم من الميزانية,وسمح له فوق هذا وذاك بان يجعل حلبجة محافظة رغما عن المالكي وعن “ابو اللي خلف المالكي” !!.
لقد اثبت البرزاني بان المالكي مثل الكلب الاجرب لا ينبح الا على من يخاف منه,وكلما ارتعبت منه زاد نباحه عليك,وكلما واجههته ووقفت في وجهه او رميته بحجر او هددته بـ”النعال” ولى بعيدا وراسه بين رجليه!.
انظروا كيف هدد وتوعد اهل الانبار,ثم انتهى بعد شهرين من المعارك بان يتصالح مع ابو ريشة تارة(رغم انه كان قد صنفه ضمن اربعة ارهاب قبل اشهر),وتارة يرسل الوسطاء للتصالح مع علي حاتم السليمان (رغم انه هدده بالاربعة ارهاب وحاول خطفه قبل فترة من بيته في الكرادة),وزاد على ذلك بان بدا يتوسط عند الاردن وعند الامارات لاقناع بعض شيوخ وعلماء اهل السنة هنالك للتوسط لانهاء ازمة الانبار شرط ان يخرج بما تبقى من ماء وجهه,ولم يبق امامه سوى التوسط عند داعش لكي ترضى بان ينسحب جيشه من الانبار مشيا على القدام بعد ان انتهت جميع همراته في سلة مهملات الفلوجة!!.
اوراق البرزاني التي يهدد بها المالكي كثيرة,وورقة الضغوط الخارجية او ورقة المياه هي مجرد اوراق خفيفة,فاوراق البرزاني الاخطر هي تلك الملفات التي بحوزة البرزاني عن جرائم المالكي وعملياته الارهابية التي كان (وما زال) يقوم بها في الدول العربية وغير العربية,خصوصا صوره عندما كان يجتمع ببعض مخابرات الموساد في كردستان قبيل احتلال العراق,فضلا عن فضائح جنسية وغير اخلاقية تجعل من فضيحة محمد عبد الجبار الشبوط مجرد “مقبلات” ليس اكثر ولا اقل!!.
ورقة البرزاني القادمة هي مجموعة من القضايا التي سوف يرفعها جماعة من اهل السنة وبعض الاكراد بحق المالكي وبحق شلة من اتباعه امام القضاء في كردستان,وعلى اثرها سوف يكون من حق البيشمركة وحتى الانتربول اعتقال المالكي او الفتلاوي او علي شلاه ,وما يؤخر رفع تلك القضايا هو شعرة معاوية التي ما زال البرزاني ماهر في الحفاظ عليها,فان اضطر لقطعها,فسوف يحرم على المالكي الخروج من بغداد مثلما حرم عليه زيارة بريطانيا بعد ان حاصرته القضايا المرفوعة ضده هناك .
المطلوب اليوم من الاكراد والسنة,بل من الشيعة ايضا,ليس مجرد طرد المالكي من الحكومة,وانما الاصل ان يطالبوا باعتقاله ومحاكمته على جرائمه بحق الانسانية ,فضلا عن جرائمه بالاختلاس والسرقة والفساد . فلو ركز الاعلام على جرائم المالكي الارهابية القديمة والحديثة,ولو ركز على جرائمه ضد الانسانية وجرائم الابادة الجماعية التي اقترفها ضد السنة في مناطق عدة بعد ان ثبت تواطئه في تشكيل الميليشيات الشيعية فضلا عن جرتئم جنوده التي يتحمل شخصيا تبعاتها,فسوف يعاقب المالكي بالاعدام مليون وخمسمائة وستة وسبعين مرة,فضلا عن السجن لمدة ثلاث ملايين وخمسة وتسعين سنة بسبب ملفات الفساد الاخلاقي والغير اخلاقي!!.
المشكلة ليس في هيمنة المالكي على القوات الامنية,فقواته اضعف من ان تخيف قطة عمياء,لكن المشكلة ان معارضي المالكي كلهم فئران يخاف احدهم من نفسه قبل ان يخاف من خصمه,وقد قيل سابقا ان الناس لا تمتطي الا من يحني ظهره لهم !.