لايشك الا من يسبح في غمار الاطر الضيقة بتهافت المؤامرات الداخلية والخارجية على العراق كوطن وشعب ، واصبحت مؤامرة تقسيم العراق وولادة حروب اهلية قومية او طائفية حقيقة تكاد ان تلامس ارض واقعنا الهزيل ، وبغض النظر عن الاسباب والمسببات التي ادت الى نشؤ واقعنا المتردي والذي كانت طبقتنا السياسية بمعظمها مشتركة في ولادة هذا الواقع فان اليوم تتلاشى عنده كل القضايا ما خلا قضية وحدة العراق….
واليوم نكتشف تخندق الساسة بين ثلاث معسكرات لاغير ، فالاول يرفض مقدمات التقسيم فضلا عن التقسيم ذاته ويمثله المالكي ، والثاني يتحرك الى التقسيم بفعل الاوامر الخارجية تمهيدا لصياغة وضع اقليمي جديد رسمته امريكا واسرائيل ، والثالث متذبذب لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء ينتظر الموجة الاعلى ليركبها صائدا للمغانم الشخصية والفئوية ، والفئة الثالثة هم الجل الاعظم من ساستنا وللأسف الشديد ….
في خضم هذا البلاء المستحكم نشهد الشعب في غيبوبة عناخطر مرحلة يمر بها العراق ، وسبب هذه الغيبوبة هم هؤلاء الساسة انفسهم الذين اعتبروا ملكا لهم دونا عن شعبه فعززوا سياسة التجهيل والاستغباء التي ورثناها عن المقبور ونظامه ، الشعب الذي ترتكز في وجدانه وحدة العراق وحبه الشديد هو الوحيد القادر على اجهاض مشاريع التقسيم وتدمير العراق ، واما الرهان على الجهات السياسية الخاوية من الاتباع خيار لامحالة يؤدي الى الهزيمة النكراء ….
ومن هنا فعلى السيد المالكي وبما يملكه من كارزما انتجتها ثقافة الشعب المتخلفة والموروثة من نظام الطاغية المقبور ةالتي عززها ساسة اليوم ، على السيد المالكي ان يستثمر هذه الكارزما ويوظفها لتعبئة الشعب عموما ضد مشاريع التقسيم ومروجيها …..
ان عملية التعبئة تقتضي من السيد المالكي التحرك وبسرعة الى مناطق العمق الشعبي من البسطاء والفقراء في جميع مناطق العراق باعتبارهم هم الاخلص للعراق ووحدته والاكرم في بذل النفوس في سبيل الوطن …
ان تحرك المالكي في الاوساط الشعبية وترويج خطاب وحدة العراق هو الخيار الوحيد ازاء المؤامرات البشعة التي تنهال علينا ، مع الاخذ بنظر الاعتبار الحرص الشديد على حياته ، فعملية استهداف حياة المالكي اليوم اصبح من الاولويات القصوى لدى عرابي تقسيم العراق من الخارج والداخل …
وليلتفت المالكي والساسة الى حقيقة التهميش الذي عانى منه الشعب في ظل هذه الطبقة السياسية ، فالتدليس والكذب بتهميش السنة تناقضه حقيقة ان الشعب بمكوناته من السنة والشيعة والكرد هو المهمش لاغير واما الطبقة السياسية من شيعة وسنة وكرد هم الذين همشوا الشعب ويهمشون بعضهم بعضا ، ولهذا فان المالكي سيجد قلوبا قبل الاذان تصغي وتتفاعل مع خطاب الدفاع عن وحدة العراق لدى الاوساط الشعبية في العراق من اقصاه الى اقصاه ، وسوف لايستطيع ان يميز الاوساط الشعبية الى سنية وشيعية وكردية في درجة التفاعل مع وحدة العراق ….
فهل ياترى يبادر المالكي باشراك الشعب ام يركن الى مباديء ومواثيق الطبقة السياسية بتهميش الشعب واستخدامه كورقة لاغير في مهاتراتهم ومغانمهم ؟؟؟؟