23 ديسمبر، 2024 1:49 م

المالكي والجدار الايل للسقوط  

المالكي والجدار الايل للسقوط  

لم يكن امام المالكي الا ان يسير على ذات النهج الديكتاتوري الذي انتهجه االنظام السابق  لكي يبقى في سدة الحكم فطريقة دعم المالكي للقوات المسلحة بهدف كسب ولاءها وطاعتها هي ذات الطريقة التي سار عليها صدام المقبور عندما كان يحتاج الى خدمات هذه القوات وعندما كان يريدها ان تصطف الى جانبه وتدفع الخطر عن نظامه وسلطاته في حالاته وظروفه الحرجة والصعبة ، والمالكي كقائد عام للقوات المسلحة يحاول ان يدفن رؤوس الجميع في التراب لكي لا يروا فضائح هذه القوات الكارتونية وضعفها المخزي امام مخططات الارهاب وجرائمه التي تأكل الضحايا من العراقيين كل يوم ولكي يتكلم بعد ذلك بكل صلافة وقبح عن بسالة جنوده وضباطه وشجاعتهم في مواجهة الارهابيين واجهاض مخططاتهم وتضحياتهم الكبيرة في حفظ الامن والاستقرار ويُطالب الاخرين بدعمها والوقوف الى جانبها في محنتها وخيبتها متناسياً المطالبة بدعم  العراقيين والوقوف الى جانبهم وهم يدفعون ثمن هذا الفشل بتضحياتهم وخسائرهم اليومية في الارواح والممتلكات بسبب هشاشة الجهاز الامني وانعدام الوطنية والحماس لدى قياداته السيئة لانها ذات القيادات التي كانت تكذب وتتملق وتمارس كل انواع النصب والاحتيال لتحصل على رضا القائد ( الضرورة ) ومكارمه السـخية ، ولكي يطمئن المالكي على ولاء قياداته الامنية ( الوطنية جداً ) فانه أوحى اليهم بالتجربة وأكد لهم عملياً بأنهم في مأمن من الحساب والعقاب مهما تقاعسوا واخترقوا وتعاونوا مع قاتلي الشعب ومدمري الوطن وسيغمض عينيه عن الفساد المستشري بشكل غير معقول بين صفوف هؤلاء المرتزقة وسيدافع عن الصفقات العسكرية المشبوهة بكل ما اوتي من سلطات وعساكر ونواب برلمان جاهزين للدفاع ومستعدين للفداء . ويبدو ان المالكي اصبح رمزاً تقتدي به قيادات الجيش والشرطة في تمسكه بتلابيب السلطة وعدم اعترافه بقصوره أو تقصيره تجاه ما تعانيه البلاد من ازمات ونكبات فالمسؤولين الامنيين بعيدين كل البعد عن تحمل المسؤولية عن الخروقات الكبيرة وما تتركه من تدمير وضحايا وهم لا يعرفون معنى الوطنية ولا يفقهون فضيلة الاعتراف بالخطأ والانسحاب من الموقع والمنصب وتركه للاكفأ والاجدر وبدلاً من ذلك فهم يمارسون شتى الاساليب الملتوية التي تمرسوا عليها في السابق لكي يحصلوا على ما يريدون من مغانم وامتيازات ولا طول زمن ممكن . واذا كان المالكي يعتقد بنجاح هذا النهج الداعم لهذه المؤسسة الامنية المتهالكة والفاسدة في دعم سلطانه وسطوته فانه يعلم علم اليقين ان قيادات هذه المؤسسة تلعب على كل الحبال وليس لها عهد أو شرف يجعلها وفية وناصحة لقائدها المتباهي بها والفخور جداً بانجازاتها الوهمية ، فكيف سيوفق بين هذا وذاك ؟ وكيف سيمنح ثقته واطمئنانه لهذه القيادات المتأرجحة والمتلونة في الوقت الذي يتكأ فيه على جدارها الايل للسقوط  ؟ .