23 ديسمبر، 2024 9:40 ص

المالكي والاكراد ولعبة الانتخابات ..!!

المالكي والاكراد ولعبة الانتخابات ..!!

يسعى نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي لدورتين سابقتين، لأن يعود لولاية ثالثة الى سدة رئاسة الوزراء، وبأية طريقة كانت ،حتى لو إحترق نصف العراق،والنصف الآخر يسلمه لتنظيم داعش الارهابي مرة أخرى، كما فعلها في ولايتيه السابقتين،ومن يراقب تصريحات وتوجهات المالكي الحالية ، يدرك تماما ان هذا الرجل لايهمه، سوى المنصب، ونشر الطائفية ، ونهب أموال العراق هو وحزبه، وإقصاء مكونات الشعب العراقي،حسب خطته في أضعاف الاخرين ،والسيطرة عليها بالترغيب والترهيب،لكي يتسّيد هو وحزبه الساحة السياسية ،ويحقق شعاره السيء الصيت في الحكم (حتى ما ننطيها)، في إشارة الى دكتاتوريته الطائفية القميئة، التي أوصلت العراق الى قاع الدمار والخراب والافلاس ،التي تسعى الى إقصاء وإبعاد المكونات والطوائف عن السلطة،والبقاء لقرون في السلطة ،لأشباع شهوته، للسلطة والتسلط، ففي مقابلة له مع قناة روداو الكردية، لعب المالكي على وتر خاص هو إستمالة التحالف الكردستاني تمهيدا للتحالف معه في الانتخابات المقبلة، وتحريض الاكراد على العبادي وحكومته ، خاصة في قضية الاستفتاء ، ورواتب الموظفين في الاقليم ونسبة الاكراد في الموازنة، وتصدير النفط وعائداته ، وإجراءات العبادي وقراراته ضد الاقليم بعد الاستفتاء، وقضية إستعادة كركوك والمناطق المختلف عليها، في حين ويعلم الجميع، أن المالكي لاغيره هو من قطع رواتب موظفي الاقليم، وسعى لتقليل نسبة الاكراد في الموازنة، وافشل قانون النفط والغاز وهو من إنسحب من كركوك والمناطق المتنازع عليها ، وهو من خرق الدستور، وأخل بالاتفاقيات الموقعة ،كإتفاق اربيل والنجف مع الاكراد، وهو أول من حشد الجيش والحشد ضدهم في أكثر من مكان ،وقام بالهجوم على البشمركة في طوزخورماتو، وكان دائما يصرح بعلاقة الاكراد بداعش، والتنسيق معهم في سقوط الموصل ، فما حدا مما بدا ، ليظهر الآن ويتباكى على –الاكراد- ،وهو أول من نقض العهد والوعد معهم في اكثر من اتفاقية،إذن هناك جملة مبررات أجبرت المالكي للاستدارة الى الاكراد والتحالف معهم، ومن هذه المبررات، أن المالكي لم يجد من يتحالف معه في التحالف الوطني، الكل يريد الابتعاد عنه وعدم التحالف معه ،لأن ورقته الانتخابية قد إحترقت في الشارع العراقي، والتحالف معه مجازفة، ولم تعد بيده سلطة لأعادة إنتخابه بالتزوير والترهيب والرشا،كما كان يمتلك السلطة والمال ،وسطوة الاجهزة الامنية والجيش والشرطة والحشد الشعبي التي خسرها كلها، ولم يتبق له إلا التحالف مع كتل من خارج التحالف الوطني، ثم نضيف أن الامريكان يعدّون له –مفاجأة- من العيار الثقيل قبل الانتخابات،قد تودي به خلف القضبان،في أكثر من قضية تخص سقوط الموصل والفساد وغيرها ،اليوم المشهد الانتخابي شديد الخطورة ،ما بين إلغاء الانتخابات أو تأجيلها ، والتحالفات أغلبها يسودها الطائفية، والولاء للمذهب والحزب والمكون ، وهذا مما يعيد إنتاج المحاصصة الطائفية بصورتها البشعة ، ويبقي الوضع على ما هوعليه من إحتراب طائفي ودستور طائفي وحكومة محاصصة طائفية ، إن ما يقوم به المالكي من تحشيد طائفي هو الهدف منه الفوز برئاسة الوزراء ،بغض النظر عمن سيفوز من الكتل الاخرى، لذلك وهنا بيت القصيد ، إن تصريحات المالكي لروداو الفضائية ،هي للتقرب من الحزب الديمقراطي الكردستاني والسيد مسعود برازاني ،لايهامه بخطأ العبادي في قراراته ضد الاقليم، ومغازلته للتحالف معه لضمان الفوز، وليس للاعتراف بحقوق الشعب الكردي، فهو يلعب بورقة خبيثة جدا ،هدفها توسيع هوة الخلافات والصراعات بين الاقليم والمركز وتحريض الاقليم على الحكومة والعبادي شخصيا، خصمه اللدود لأشعال الازمة ثانية بينهما ليس حبا بموسى ولكن كرها بفرعون ، وربما الضغط على طرف للرضوخ للتحالف معه،وسبق للمالكي أن أعلن أن فصائل وقادة الحشد الشعبي ،سيدخلون الانتخابات ،فخرجت المرجعية والعبادي وقالوا لايجوزللحشد الشعبي ومنتسبيه ان يرشحوا في الانتخابات، وعلى إثرها قام قادة الحشد الشعبي باعلان التنصل وحل الفصائل عسركيا وتحويلها الى منظمات مدنية ن،بغية المشاركة في الانتخابات، ومنها الناطق باسم الحشد الشعبي ، فيما اعلن السيد مقتدى وقيس الخزعلي وهادي العامري ،بحل فصائلهم للدخول في الانتخابات، وهو ما كان يعول عليه المالكي ، حتى قيل ان رئاسة الوزراء محجوزة للحشد الشعبي ،مما يعني أن رئاسة الوزراء ستذهب للحشد، وان نوري المالكي لن يفوز بها ، وهذا ما دفعه للبحث عن تحالفات (سنية مضمونة )، فاطلق تصريحاته لفضائية روداو، التي يشم منها رائحة النفاق والمؤامرة ضد العبادي ،وإدخال العملية السياسية في نفق الاحتراب السياسي، ليصل لحكومة الاغلبية التي يحلم بها منذ عامين،ان التحالف الوطني ، الذي يعاني من الانشقاقات والصراعات والخلافات ،قد اصبح من الماضي، فهو بلا رئيس ، وقد إنشق منه السيد مقتدى الصدر والسيد عمار الحكيم ومنظمة بدر ورساليون والفضيلة ، ولم يبق إلا المجلس الاسلامي بزعامة همام حمودي ودولة القانون ، وإن التحالفات التي تجري الان في العراق ، هي تحالفات لاتنتج الا نفس الوجوه ونفس رؤوساء وحيتان الفساد وزعماء الطائفية، فما لم تلغ المحاصصة والدستور وعودة النازحين وإطلاق سراح المعتقلين الابرياء،وإجراء مصالحة وطنية حقيقية ،لن يستقر العراق،وسيبقى يدور في حلقة الاحتراب الطائفي ،المتنامي داخل الطبقة السياسية والاحزاب الحاكمة، وهو ما تريده جهات إقليمية مثل ايران ودولية مثل امريكا ، من يلقي نظرة على المشهد الانتخابي ،يرى أن الاحزاب كلها تلعب لعبة ايهام الشعب العراقي واستغفاله ،وذلك باعلان قيادات من الاحزاب بتشكيل قوائم واحزاب وكتل سياسية للدخول الى الانتخابات على اساس ان القائد الفلاني إنشق أو ترك الحزب ، ليعود بعد الانتخابات الى نفس الحزب ويخيل له ان (فبركته ) وفبركة حزبه ستنطلي على الشعب العراقي الموصوف أنه (مفتّح باللبن)، وهذا ما يحصل في الحزب الاسلامي الان ، وحزب الدعوة والمجلس الاسلامي الاعلى ،تتشظى لتضمن الفوز ، انه الغباء السياسي والمراهقة السياسية لتمرير أجندة سياسية ، والعودة للسلطة من الشباك، بعد خروجهم من الباب ، وهذا ما اعلنه نوري المالكي صراحة لقناة فضائية ،حينما قال بالحرف ، سنتحالف مع العبادي ووبدر والحكمة والمجلس( حتى بعد ما ننطيها) ،هكذا بكل وقاحة وصلف وتبجح يعلن عن طائفيته، ويكشف عن وجهه الانتخابي الطائفي القبيح ، أن تحالفه مع حزب البرازاني اذا ما تحقق فهو فخ للبرازاني، نحذره منه ، فنوري المالكي لعب لعبة قذرة مع جميع الكتل وحتى مع شركائه داخل التحالف الوطني وغدر بهم ، لذلك من المستحيل ان يصدق مع التحالف الكردستاني الذي وصفه ويتهمه ،بأنه ( رديف وداعم لتنظيم داعش)، (وأحد اسباب سقوط الموصل بصفقة البرازاني مع داعش )، إن اللعبة الانتخابية القذرة للمالكي لن تمر على احد لان الجميع كشف ألاعبيه ومشروعه التخريبي والتدميري للعراق، ويعمل لأجندة خارجية معروفة ، نعم المالكي يلعب بورقة التقارب مع الاكراد لاهداف مصلحية ضيقة ، تخفي وراءها الكثير ، وفضح هذه اللعبة ، بات واجبا وطنيا ، فحذاري من أساليبه والاعيبه وغدره ،ولكن إنها لعبة الانتخابات القذرة التي تختفي فيها الاخلاق والمصداقية ، ويبقى هدفها إعادة إنتاج الوجوه الطائفية القذرة التي تقف وراء تدمير العراق ….