لا اعتقد ان موضوع التدهور الذي يمر به العراق ومنذ تولي نوري المالكي لإدارة الدولة اصبح خافيا او غير واضح للعراقيين بصورة عامة او لأي متتبع للشأن العراقي حيث بدأت المالكي ينتقل من فشل لآخر فكان الفشل في الملف السياسي والملف الاقتصادي والملف الاداري وغيرها من الملفات واصبح العراق يحتل الصدارة في الفساد في اغلب مرافق الحياة وقبل اقل من سنة تقريبا بدأ المالكي في ملف جديد من الفشل وهو الملف العسكري والذي بدأ العمل فيه في احداث الفلوجة والانبار لينتقل الى محافظات ديالى وصلاح الدين ولينتهي بسقوط الموصل بيد الارهابيين القادمين من خلف الحدود وكان الفشل في هذا الملف يتركز في الالية التي يتبعها السيد المالكي في ادارة المؤسسة العسكرية حيث ان النظرية التي يؤمن بها المالكي والتي تعود الى السبعينات والثمانينات من هذا القرن والتي يصر على تطبيقها كان لها الحظ الاوفر في هذه الادارة والنظرية المبنية على الخداع والمراوغة والكذب وشراء الذمم والابتزاز والملفات فكانت الضوابط التي تتبع في تولي المناصب في القوات المسلحة هي ان يكون بعثيا ومرتشيا وفاشلا ومن الذين تم اعطاءهم الرتب العسكرية بمهزلة الدمج وان يكون الولاء للمالكي فقط واما الولاء لله والدين والوطن فهذه امور لا توجد في قاموس المالكي وحزب الدعوة الجديد واما الكفوء والمخلص وصاحب الخبرة فمكانه يتراوح بين دائرة المحاربين او الامرة او كما يعبر عنه بعض الضباط بالثلاجة وفوق كل هذا يتبع المالكي نظرية الاذن الصماء في الادارة فهو لا يسمع راي احد الا الفاشلين ولا ينظر بعين احد الا الخونة والاراذل والنكرات ولتؤدي هذه الامور وغيرها الى ارباك المؤسسة العسكرية وانهاكها وجعل الفساد ينخر فيها ولتنتهي بمأساة سقوط الموصل على يد البربر الجدد ثم تتبعها المناطق الواحدة تلو الاخرى واخيرا الانسحاب من الانبار الذي يزعم اعوان المالكي انه تكتيكي ولربما تطول القائمة لينتقل التكتيك الجديد الى الانسحاب من بغداد وغيرها من محافظات العراق وخلاصة الكلام والذي اعتقد انه اصبح واضحا ولا يحتاج الى بيان ودلائل وهو ان السيد المالكي آل على نفسه الا ان يكون فاشلا في كل شيء ولا يوجد له نجاح طيلة حكمه الا في نقطة واحدة وهي تحسب له الا وهي استغفال الشعب العراقي وخصوصا الشيعة وخداعهم ليرتكز في اذهانهم انه مختار العصر وانه الحامي المحامي عن حرم الدين وانه المدافع عن المذهب ولولاه لسبينا سبي الترك او الكابل واما بقية الامور فلا اعتقد ان هناك منافسا له في الفشل وانا لله ولنا اليه راجعون .