18 ديسمبر، 2024 11:47 م

المالكي وأنا ووزير الشباب !!!

المالكي وأنا ووزير الشباب !!!

المواجهة الشريفة هي صفة الفرسان إن كانت هذه المواجهة أو تلك  سياسية أو ثقافية أو رياضية وينطبق هذا الوصف أيضاً على جميع القضايا التي تستحق المواجهة وهناك قصص وأمثال كثيرة عن تلك المواجهات …. إن ما أردت أن أصل به ، هو أن هناك أشخاص لا يستحقون أن يكونوا على هرم المسؤولية ، بل أن بعضهم كان سبباً في إيذاء ودمار المسمى الذي يعملون في نطاقه وما أكثرهم في هذه المرحلة الحساسة من عمر عراقنا الجريح ..  شاءت الصدف أن يتصل بي نقيب الصحفيين الزميل مؤيد اللامي وليبلغني بأن هناك موعداَ قد (ضرب) مع دولة رئيس الوزراء وأن اسمك تم إدراجه ضمن الوفد الصحفي الذي سيلتقي به سيادته .. صراحة وأنا في الطريق إلى مقر نقابة الصحفيين  راودتني أفكار شتى وخاصة إنني كنت الصحفي الرياضي الوحيد الذي ضمّه الوفد وهذا سيتيح لي الفرصة كاملة لأتحدث عن الواقع الرياضي أمام المسؤول الحكومي الأول في العراق .. بقيت اقلب بأفكاري لعلي أصل إلى موضوع محدد يخص الواقع الرياضي والشبابي البائس الذي لا يسرّ أحداً والمعالجات المطلوبة والتي يمكن أن أشير لبعضها مستغلاً تلك الجلسة لأمور غير شخصية .. وأنا في دوامة الأفكار تلك ..  نبهني سائق سيارة الأجرة الذي كان يقلّني  بأننا وصلنا للمكان المقصود ، ترجلت من السيارة والأفكار تأبى أن  تغادرني ..  بعد أن تجمع الوفد الذي كان يضم أكثر من خمسة عشر إعلاميا وصحفياً ، انطلقت بنا الحافلة التي كانت تنتظرنا إلى مقر مجلس الوزراء وبعد انتظار لم يدم طويلاً  في صالة الاستقبال أشعرتنا ببساطة المسؤول الذي يريد تعويد أبناء شعبه أنّه منهم وهم منه ، توجهنا إلى إحدى القاعات المخصصة للاجتماعات ليطل علينا دولة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي الذي بدأ حديثه بالترحيب بنا وطالباً منّا التحدث عن  العمل الإعلامي والمعوقات التي تواجه هذا المفصل الحيوي والمهم ، أتتني الفرصة وتعمّدت أن أكرّس حديثي أمام دولة الرئيس في مجالٍ أعرفه مختاراً الطريق الصعب ليكون حديثي  صريحاً وواضحاً ، إذ قلت له أن الرياضة تعاني من قلة البنى التحتية وعنيت بها المنشآت الرياضية المتمثلة بالملاعب والقاعات والمدارس التخصصية والشخصيات الرياضية التي تقود العمل الرياضي والإداري ، ثم تطرقت في حديثي أيضاً إلى الواقع المزري الذي تعيشه وزارة الشباب والرياضة والفساد المستشري بين أركانها والذي ازكم الأنوف إضافة إلى المحسوبية والمنسوبية التي تسود عملها مع أنّها مؤسسة حكومية تهتم بأكبر شرائح المجتمع العراقي .. نقلت هذا وغيره من الذي يسّرني به الله بكل أمانة وكان دولة الرئيس مستمعاً جيداً ويدون الملاحظات التي يجدها تستحق الاهتمام أو التدخّل من جنابه … عندما تحدثت وكشفت ما يجري ويدور في هذه الوزارة ، فاني لم ابغ شيئاً خاصاً لي أو كنت طامعاً بمنصب فيها أو خارجه … يشهد الله أني أردت من كل هذا ليس أكثر من إيصال الحقيقة المجردة وانتشال شبابنا ورياضتنا من واقعهما المزري ولكن ماذا جنيت من وراء ذلك ؟!.. يعتصرني الألم وأنا أكشف ما حدث لأني توهّمت للحظة أننا نعيش عصراً ديمقراطياً تغلّفه الشفافية !.  لقد تم إعلان الحرب عليّ شخصياً ومن ثمّ على  ولدي الذي يعمل موظفاً في وزارة الشباب والرياضة ولتطال آثار تلك الحرب ، الصحيفة التي ارأس تحريرها والتي تتكوّن هيئة تحريرها من مجموعة من الصحفيين المستقلين الذين نذروا أنفسهم لقول الحقيقة ، فقرر السيد الوزير أن يبدأ حملة الإيذاء بقطع الإعلانات عن الصحيفة ليخنقها مالياً ، فإما ترضخ له وتكون من أتباعه أو يتخلّص منها بعد أن يشعرها بعجزها المالي والكل يعلم أن روح أي صحيفة تكمن في الإعلانات كانت تلك الحلقة الأولى من ذلك المسلسل .. أما الحلقة الثانية فكان عنوانها إقامة الدعاوى القضائية ضدي (شخصياً) وضد صحيفة رياضة وشباب التي يعلم الجميع عنها أنّها تحتل المركز الأول في العراق بين مثيلاتها من الصحف كما أنّها تعد ملجأً لجميع الرياضيين وبكافة أطيافهم .. نحمد الله أن قضاءنا وكما عودنا دائماً كان منصفاً وعادلاً ، لتأتي الحلقة الثالثة والتي حوت أحداثها إشهار المفتش العام لوزارة الشباب والرياضة سيفه الذي أراد أن يطعننا به فلم يستطع ، ليقيم هو الآخر دعوى قضائية إضافية ضدنا ، لكن القضاء انتصر مرة أخرى للحق فلم يجدوا أخيرا سوى التفكير بإيذاء ولدي (الموظّف) في الدولة العراقية على ملاك وزارة الشباب والرياضة وليس عندهم في محاولة للإطاحة  به نكايةً بأبيه عبر إلصاق التهم الكيدية والفارغة من كل معنى قانوني وقضائي ونعلم أنّ ذلك سيفشل أيضاً لأني عندما اخترت السير في الدرب الذي اختاره قبلي سيد بلغاء الأرض الإمام عليّ عليه السلام  علمت أن هناك أشواكاً ستجرحني ولكنها لن تميتني وإن حدث فهناك غيري من مناصري الحق والباحثين عن الحقيقة .. نعم هذا ما جنيت بعدما قلت الحقيقة أمام دولة رئيس الوزراء ، وثبت فعلاً لي إن قول كلمة الحق في هذا الزمان أصبحت تهمة جاهزة تودي بصاحبها إلى المهالك وأكثر من (المشانق) قطع الرزق هذا إذا لم تصل إلى حد القتل .. أنا لا أريد أن أضيف أو أزيد في كلماتي فالوزير المعني أو أي شخص أخر لم يمتلك الشجاعة ويقوم  بالرد من خلال حق الرد المكفول في الصحافة والإعلام وساعتها كنّا سنقول أن هذه المنازلة أو المواجهة أصبحت شريفة ولا غبار عليها كونها سارت بالطريق الصحيح وحسب قانون الصحفيين النافذ ، لكن أن يتبعوا أساليب ملتوية ورخيصة وتهم كيدية فاعتقد بل اجزم أنها ليست من شيم أو صفات الفرسان ومع كل الذي جرى ويجري فإنني واثق بان الحقيقة لا بد أن يعرفها الشارع الرياضي فالغطاء بالدين الذي يتبرقع به البعض ، أصبح مكشوفاً بفعل الأدلة والشواهد . لن نحيد عن طريق الحق رغم بقاء الوزير في منصبه وتجديد الولاية له وقولنا الحقيقة أمام دولة رئيس الوزراء  ورغم محاربتهم لرزقنا وعيالنا فان صوت الحق لا بد أن يشق الآذان الصماء لأننا نعرف بوجود أمثالكم من الأتقياء …