23 ديسمبر، 2024 8:35 ص

المالكي, نحو استبدال الدعوة بالتحالف الوطني.

المالكي, نحو استبدال الدعوة بالتحالف الوطني.

السيد نوري المالكي, الأمين العام لحزب الدعوة, ورئيس الوزراء العراقي السابق, يدعو لمراجعة أفكار حزب الدعوة ومنهجيته, وذلك في مقال نشره في جريدة الأخبار اللبنانية.
المالكي يزعم أن أفكار المراجعة هذه تراوده منذ العام 2007, ولكن لكثرة مشاغله بقيت أفكاره حبيسة الأوراق, وبما أنه أصبح اليوم متفرغ بوظيفة نائب رئيس الجمهورية, التي هي من الوظائف المسمنة لصاحبها, فهي في الحقيقة وظيفة فائضة عن حاجة الدولة, وكأنها خصصت للمتقاعسين أو المبدعين, فتكون محمية لأصحاب الفكر الرائد, كما خصصت محمية للرسام الكبير (سلفادور دالي), من قبل ملك إسبانيا, ليمارس فيها فنه وإبداعه الفريد.

القائد العام لو كان مشغولاَ إلى هذه الدرجة, لما رد صخيل على هاتف أمراء الحرب, ليخبرهم بأن القائد العام نائم, وبأن انسحبوا من الموصل, ليتبالشوا بينهم؛ داعش والموصل. وحينما سألوه؛ ماذا عن المعدات؟ طلب منهم أن ينفذ كل منهم بجلده.

المالكي بهذه المراجعة اليوم, سيحاول مأسسة حزب الدعوة, وتحويله إلى مصدر القرار, يلتزم به أعضاءه, ومن ضمنهم حيدر العبادي, وبما انه الأمين العام لحزب الدعوة, فأنه يعود ليحكم البلد مرة أخرى, وبهذا يضرب عصفورين بحجر واحد؛ التغلب على غرمائه السياسيين دعاة التغيير الأوائل, الذين يدعون لمأسسة التحالف الوطني, لتحويله إلى مصدر القرار, وبالتالي الاستمرار بإضعاف التحالف الوطني, كما فعل سابقاَ, والإمساك بزمام الأمور مرة أخرى.
الإعلان, على الأقل؛ عن مبدأ إعادة المراجعة في الأفكار والتوجهات, في زمن التفرد بالحكم, قد يجعلنا نلوذ بالصمت, ونقول أن الفكرة ليست وليدة مرحلة العقم السلطوي, وإنما هي نية مبيتة مسبقاَ, لتطوير العمل الفكري والعملي والعقائدي لحزب الدعوة.

الاستمرار بالحديث عن أن فكر حزب الدعوة, هو يراع السيد الصدر, هو تزويق وتزوير للحقائق, فكلنا نعرف أن الصدر تبرأ من حزب الدعوة سابقاَ, وكذلك فعل ابنه اليوم, وإن حزب الدعوة هو يراع الأخوان المسلمين.

الإمام الكاظم عليه السلام يقول, (ليس منا من لم يحاسب نفسه كل يوم: فإن عمل حسناَ أستزاد ا—ه منها, وإن عمل سيئاَ أستغفر ا—ه وتاب منها) ولم يقل حاسبوا أنفسكم بعد الفراغ من الجاه والسلطة, أم لعلك كنت تستغفر كل يوم.