بعد انكسار هيبة الدولة في الهجوم المسلح على سجني التاجي وابوغريب فتح الملف الدولي للتقييم والمساءلة في أروقة السياسات الخارجية الدولية بجميع محافلها، لان الذين خرجوا من السجون العراقية هم قادة اعتى منظمة إرهابية تخيف العالم وتهدد الامن والسلام الدوليين.
ويعتبر احتجازهم وتنفيذ الأحكام بحقهم مطالب دولية لتجفيف منابع الإرهاب العالمي ومهما كانت الظروف والادعاءات والمسببات لخروجهم من السجون لا يعد الا تمويلا مباشرا للموارد البشرية لتنظيم القاعدة أقسى من التمويل المالي, وإذا كانت وزارة الخزانة الأمريكية تتابع النظم المالية بغية تجفيف منابع الإرهاب الدولي فان حكومة المالكي في عراق التجربة الديمقراطية والرعاية الدولية والمعاهدة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية تقف عاجزة عن مسك الملف الامني وادارة السجون لترفد منظمة القاعدة بالطاقات المدربة والقيادية المحتجزة في السجون العراقية دفعة واحدة لتنهض الروح في خططها احياءا للقتل والدمار.
وبعد العزلة الدولية والإقليمية لحكومة المالكي يخطط الآن رئيس الوزراء نوري المالكي لفك المحاصرة الدولية والإقليمية السياسية والأخلاقية لحكومته المنهارة تجاه فعلته المشينة لتهديد الامن والسلم العالمي بعدم الاحكام على السجون والسماح لكبار قادة التنظيمات الإرهابية بالهروب لمزاولة أعمالهم بالعنف والتفجير وكان للشعبين العراقي والسوري حصة الأسد في التفجيرات التي حدثت في الأيام التي تبعت خروجهم.
توجهت أنظار المالكي إلى الدخول في قناة الاتصال التي يروم فتحها روحاني مع الولايات المتحدة الأمريكية ، يفكر من خلالها بطريقة بدائية في عالم السياسة واشتباك مصالحها ولم يقيم وضعه الداخلي والخارجي تقييما واقعيا ليؤشر من خلاله بوصلة القبول السياسي للاستمرار باستلام مقاليد الحكم من عدمها ولا يريد ان يعترف بفقدانه جميع مقومات البقاء.
فقامت قواته بمحاصرة معسكر اشرف وتعريضهم لأقسى الممارسات اللاإنسانية والعقوبات الجماعية وعدم احترام القواعد الدنيا للقوانين الدولية لمعاملتهم كلاجئين سياسيين أصحاب قضية.. وقبلها سمحت قواته للمليشيات المسلحة المدعومة من قبل النظام الايراني بقصف معسكر ليبرتي بوابل الصواريخ على أفراد عزل وتعريضهم للموت والدمار.
وبذلك يقوم المالكي تقديم نفسه برسالة جديدة إلى الرئيس الإيراني روحاني انه مستعد لتدمير البنى التحتية لمقومات المعارضة الإيرانية المتمثلة بمجاهدي خلق ، بغية إلحاقه بركب القناة الحوارية الجديدة مع الأمريكان ودعمه للبقاء في السلطة بالضغط على الأطراف السياسية الأخرى في الساحة العراقية وإذعانهم لدعمه، على الرغم من التدني المستفحل في الأداء الحكومي والسياسي وانزلاق العراق في منعطف خطير لا تحمد عقباه.
فكانت قراءة المالكي قاصرة لان الولايات المتحدة ونظام الحكم في طهران لا يراهنون على الخيول الخاسرة.
[email protected]