7 أبريل، 2024 6:05 م
Search
Close this search box.

المالكي ليس زنيما ردا على سلام الجمال

Facebook
Twitter
LinkedIn

لقد استوقفتني اللغة التي كتب بها السيد سلام الجمال مقاله في موقع كتابات الموقر، مع تاكيدي على ان كلامي ليس دفاعا عن حاشية ومقربين، فهؤلاء لا يعنوني بشيء، ما يعنيني هو حزب الدعوة الاسلامية، والمالكي بوصفه الامين العام، ققد استوقفتني لغة المقال خاصة وان مفردات العنوان كانت هابطة “الى كلاب الولاية الثالثة ،،،”، وقد الصق اسم السيد مقتدى الصدر بهذه الكلمات الرديئة، وكان الاجدر به ان ينتقي كلمات تليق بالسيد مقتدى الذي يدعي انه يحبه، ولكنه اخطأ مرتين، مرة عندما حشر اسم السيد مقتدى وسط كلمات السباب البذيئة، والثانية عندما اطلق كلمة كلاب وزنيم في غير موقعها، لفظ زنيم ورد في قوله تعالى {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} ويطلق على الفاحش اللئيم، وقال معظم المفسرين أريد بالزنيم الوليد بن المغيرة لأنه ادعاه أبوه بعد ثمان عشرة سنة من مولده، وكان الوليد يبغض رسول الله (ص) إذ قال : ان ابن ابي كبشة، وهو اخزاه الله يقصد النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، ما هو الا ساحر يفرق بين الرجل واهله وولده، فانزل الله به الآية، ويطلق الزنيم على من في نسبه غضاضة من قبل الأمهات، ومن ذلك قول حسان في هجاء أبي سفيان
وأنت زنيم نيط فـي آل هـاشـم     كما نيط خلف الراكب القدح الفرد
وإن سنام المجد مـن آل هـاشـم     بنو بنت مخزوم ووالدك العـبـد
يريد جده أبا أمه وهو موهب غلام عبد مناف، وكانت أم أبي سفيان سمية بنت موهب، وعلى كل حال هي صفة اطلقها الله تعالى على كل فاحش لئيم، وبهذا اجزم ان الكاتب لم يتحر الصدق، فليس في المالكي صفة من هذه الصفات، فهو من عائلة مالكية معروفة النسب شريفة، اضافة الى ان تاريخه الجهادي مشرف، فللتاريخ اشهد وانا مسؤول امام الله عما اقوله، لقد رايت المالكي بعيني متنكبا سلاحه في شمال العراق، يقود مجموعات جهادية تقاتل نظام الطاغية يوم ذاك، ولا ادري اين كان يقاتل سلام الجمال، والى اي حزب كان منتميا يومها، اما الكلمة الثانية التي اتحفنا بها الكاتب هي كلمة كلاب، ولا ادري ايقصد بالكلاب الدعاة ؟ وهذا بهتان ان يشتم حزب اسلامي تحفل سجلاته باسماء الشهداء، بهذه الطريقة، وانا على يقين بان كلاما كهذا يمس بكرامة كل العراقيين ويغيظهم، بمن فيهم السيد مقتدى الصدر، فوالده الشهيد، السيد محمد محمد الصدر رضوان الله عليه واحد من الذين تزينت سجلات شهداء حزب الدعوة باسمائهم، ولكن يبدو ان الكاتب لا يفقه مسؤولية الكلمة، فعندما قال امير المؤمنين علي عليه السلام المرؤ مخبوء تحت طي لسانه، انما اراد ان ينبه الى خطورة اللسان، والالتفات الى تفكيك تلك الخطورة في استعمالاته، فانت تستطيع ان تقول لخصمك اجهد على ان تصيب الحقيقة افضل من قولك له اخطات، على الرغم من ان معنى القولين واحد، فلا احد ينكر على الجمال نقد المالكي والكشف عن الفساد ايام حكمه، او فساد بعض المقربين منه، ان كان يمتلك ادلة، امّا شتمه بهذه الطريقة فينكره الجميع، ولا اظن ان التيار الصدري، المنتسب الى الشهيد الصدر الثاني، لا ينكر ذلك بل اقطع انه ينكره ويرفضه، ولكن اللسان حصان، قد يكون جوادا لا تؤثر فيه الكبوة، وقد لا يكون، فهو عندما يكون جوادا يكون قسيم القلب، كما يقول الشاعر زهير بن ابي سلمى في معلقته
لسانُ الفَتَى نِصْفٌ وَنِصْفٌ فُـؤَادُهُ     فَلَمْ يَبْـقَ إَلا صُورَةُ اللَّحْمِ وَالـدَّمِ
ولكن يبدو ان استخدام اللسان مرهون بالمحيط الثقافي والاخلاقي لمستخدمه، فاتذكر صباح يوم ما كنت مع صديق لي عند محل فرّان بقصد شراء الخبز وكان عند ذاك الفرّان طير ببغاء، وكان يتلفظ بكلمات، لم انتبه اول الامر الى ما كان يتلفظ به ذلك الببغاء، ولكنني عندما اصغيت جيدا سمته يقول كلمات بذيئة، يبدو ان صديقي سمعها ايضا فقال لي هذا الطير سيء فقلت له لا، السيء هذا الفرّان، فهذا الطير يردد كلمات المحيط الذي عاش فيه، لو كان هذا الطير تربى في محيط اخر لسمعت منه كلاما آخر، فوافقني الراي، فكلام الجمال هذا الذي لا يفهم الا السباب لا ينتسب الى محيط الشهيد السيد محمد الصدر، وهو محيط كلمة الحق التي ارتفعت مدوية في وجه السلطان الجائر، وهي افضل الجهاد بشهادة الصادق الامين رسول الله محمد (ص) وكان جهادا قد ختم بالشهادة، فهو بحق نور على نور، وهو المحيط نفسه الذي تربى فيه السيد مقتدى الصدر، فالكلام يكشف عن صاحبه، وان اللسان كثيرا ما جر صاحبه الى متاهات كان الاولى به تجنبها، وقد التفت العرب الى هذا فقالوا رب كلمة تقول لصاحبها دعني، وفوق هذا كله ان الله سبحانه وتعالى امرنا بحسن استخدام اللسان بما يحقق خيرا عاما ويجنبنا والوسط الذي نعيش فيه مشكلة الكلمة السيئة في الحاضر والمستقبل، فالكلمة تترتب عليها مسؤولية دينية واخلاقية وقانونية، والدساتير اليوم تجرم الكلمة التي تدعو الى الكراهية والفرقة والصراع وفي العراق على سبيل المثال تجرم الكلمة التي تهدد امن المجتمع مثل الدعوة الى الارهاب والطائفية وما الى ذلك، وان كان التجريم فقط على الورق، فالذين يمزقون نسيج المجتمع العراقي بخطب التحريض والكراهية احرار لا يلاحقهم اي قضاء.انا اخاطب التيار الصدري، هذا التيار الاسلامي العريق، ان يحذّر هذه الاصوات النشاز من ان تتكلم باسمه، لانها اصوات لا تشبه مسيرته، وهي قطعا لا يمكن ان تنتمي الى الشهيد الصدر الثاني، الذي كانت علاقته بالمالكي وثيقة، مبنية على اسس الاسلام التي ستضيع ان تحدث امثال الجمال باسم التيار الصدري، وادعو الاخ الجمال اذا اراد ان يستمر كاتبا في الصحافة البيضاء ان ينظف معجمه من الفاظ السباب والشتائم، فتلك مفردات صحافة صفراء، قطعا ليس منها موقع كتابات، وانبهه اخيرا من ان اتهام المالكي بالزنيم يعد قذفا، قد يعرض قائله الى الملاحقة القانونية، وهو في الوقت نفسه يعرضه الى الملاحقة العشائرية، من قبل عشيرة بني مالك، فهو اما ان يتهم احد ابنائها بانه لصيق بها، واما ان اتهامه يطال العشيرة العربية العريقة نفسها.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب