كل الدلائل والمؤشرات على الأرض تؤكد أنّ الانتخابات القادمة لن تكون نسخة مكررة من الانتخابات الماضية , وجماهير الشعب ستذهب إلى صناديق الاقتراع هذه المرّة من أجل تحقيق المصالح والحقوق الضائعة , وليس من أجل حماية المذهب كما فعلت في المرّات السابقة , فأكذوبة حماية المذهب انتهت وماتت في يقين جماهير الفقراء والمحرومين , بعد أن أدركت هذه الجماهير أنّ حماة المذهب والدين هم مجموعة من اللصوص والمزوّرين والأفّاقين .
والذين يراهنون على القطار الأمريكي أو القطار الإيراني من أجل إعادة انتخاب المالكي لولاية ثالثة , فاقول لهم إنّ قطار السلطة القادم لن يكون غير القطار العراقي , وهذا القطار لن يحمل المالكي وزمرة اللصوص الذين خرّبوا البلد ونهبوه , وقد يتصوّر البعض إنّ هذا تفاؤل مبالغ به وهو مجرد أحلام لا أساس لها على أرض الواقع , لكنّ من يتابع على الأرض تنامي واتساع حركات الاحتجاج الغاضبة ضدّ الفساد ونهب المال العام وفقدان الأمن وترّدي الخدمات وتدّني المستوى المعاشي وارتفاع معدلات البطالة , سيصل إلى نتيجة أنّ التغيير الجذري قادم , وأنّ المالكي وزمرته الفاسدة سيكونون نسيا منسيا .
كما إن الظروف التي جائت بالمالكي وهذه العصابة الحاكمة , لم تعد قائمة الآن , والشحن الطائفي لم يعد كافيا للتغطية على جرائم فساد رجالات السلطة , فالاسماء التي كانت لامعة يوما ما , سقطت جميعها في مستنقع الفساد , وحتى المرجعيات الدينية التي ساهمت في إيصال هؤلاء اللصوص والأفّاقين إلى السلطة , أصبحت اليوم تنأى بنفسها عنهم , بل وأصبحت هي الأخرى تنتقد فسادهم في كل خطبة لصلاة الجمعة , وحتى الولايات المتحدة الأمريكية التي أعطت الضوء الاخظر لولاية المالكي الحالية , هي اليوم من أكثر الساعين لاستبداله والإطاحة به , بما لديها من أدّلة دامغة على تورط حكومة المالكي فيما يعرف بقضية الجسر الجوي الإيراني إلى سوريا .
ويبقى ملف الفساد والنهب المنظم للمال العام هو العامل الحاسم الذي سيطيح بالمالكي وعصابته الفاسدة , فغسيل الفساد القذر الذي ينشر يوميا في الاعلام والقنوات الفضائية , قد خلق ردّة فعل عنيفة عند عامة الناس وجعلتهم في حالة صدمة وذهول لحجم هذا الفساد والتهب للمال العام والذي أطال كل أركان الدولة العراقية , في وقت يعاني فيه الشعب من الفقر والجوع والإرهاب الذي يفتك بارواحهم في الشوارع والأسواق .
ودعوة المالكي لعدم استغلال ملفات الفساد لأغراض سياسية لن تجديه نفعا ولن تقلل من غضب الشارع العراقي , بل وعلى العكس من هذا فقد لاقت هذه الدعوة استهجان الجميع وتندّرهم , لأن الجميع بات مقتنعا إنّ الذين يحكموهم هم زمرة ضالّة من اللصوص وقطّاع الطرق وصلت للحكم في غفلة من الزمن .