26 نوفمبر، 2024 3:50 م
Search
Close this search box.

المالكي لن يعود للسلطة وسيكون نسيا منسيا

المالكي لن يعود للسلطة وسيكون نسيا منسيا

كل الدلائل والمؤشرات على الأرض تؤكد أنّ الانتخابات القادمة لن تكون نسخة مكررة من الانتخابات الماضية , وجماهير الشعب ستذهب إلى صناديق الاقتراع هذه المرّة من أجل تحقيق المصالح والحقوق الضائعة , وليس من أجل حماية المذهب كما فعلت في المرّات السابقة , فأكذوبة حماية المذهب انتهت وماتت في يقين جماهير الفقراء والمحرومين , بعد أن أدركت هذه الجماهير أنّ حماة المذهب والدين هم مجموعة من اللصوص والمزوّرين والأفّاقين .
والذين يراهنون على القطار الأمريكي أو القطار الإيراني من أجل إعادة انتخاب المالكي  لولاية ثالثة , فاقول لهم إنّ قطار السلطة القادم لن يكون غير القطار العراقي , وهذا القطار لن يحمل المالكي وزمرة اللصوص الذين خرّبوا البلد ونهبوه , وقد يتصوّر البعض إنّ هذا تفاؤل مبالغ به وهو مجرد أحلام لا أساس لها على أرض الواقع , لكنّ من يتابع على الأرض تنامي واتساع حركات الاحتجاج الغاضبة ضدّ الفساد ونهب المال العام وفقدان الأمن وترّدي الخدمات وتدّني المستوى المعاشي وارتفاع معدلات البطالة , سيصل إلى نتيجة أنّ التغيير الجذري قادم , وأنّ المالكي وزمرته الفاسدة سيكونون نسيا منسيا .
كما إن الظروف التي جائت بالمالكي وهذه العصابة الحاكمة , لم تعد قائمة الآن , والشحن الطائفي لم يعد كافيا للتغطية على جرائم فساد رجالات السلطة , فالاسماء التي كانت لامعة يوما ما , سقطت جميعها في مستنقع الفساد , وحتى المرجعيات الدينية التي ساهمت في إيصال هؤلاء اللصوص والأفّاقين إلى السلطة , أصبحت اليوم تنأى بنفسها عنهم , بل وأصبحت هي الأخرى تنتقد فسادهم في كل خطبة لصلاة الجمعة , وحتى الولايات المتحدة الأمريكية التي أعطت الضوء الاخظر لولاية المالكي الحالية , هي اليوم من أكثر الساعين لاستبداله والإطاحة به , بما لديها من أدّلة دامغة على تورط حكومة المالكي فيما يعرف بقضية الجسر الجوي الإيراني إلى سوريا .
ويبقى ملف الفساد والنهب المنظم للمال العام هو العامل الحاسم الذي سيطيح بالمالكي وعصابته الفاسدة , فغسيل الفساد القذر الذي ينشر يوميا في الاعلام والقنوات الفضائية , قد خلق ردّة فعل عنيفة عند عامة الناس وجعلتهم في حالة صدمة وذهول لحجم هذا الفساد والتهب للمال العام والذي أطال كل أركان الدولة العراقية , في وقت يعاني فيه الشعب من الفقر والجوع والإرهاب الذي يفتك بارواحهم في الشوارع والأسواق .
ودعوة المالكي لعدم استغلال ملفات الفساد لأغراض سياسية  لن تجديه نفعا ولن تقلل من غضب الشارع العراقي , بل وعلى العكس من هذا فقد لاقت هذه الدعوة استهجان الجميع وتندّرهم , لأن الجميع بات مقتنعا إنّ الذين يحكموهم هم زمرة ضالّة من اللصوص وقطّاع الطرق وصلت للحكم في غفلة من الزمن .

أحدث المقالات