23 ديسمبر، 2024 1:57 م

المالكي . لم يرضى بجزه .. سيرضى بجزه وخروفين !!

المالكي . لم يرضى بجزه .. سيرضى بجزه وخروفين !!

أصبحت الأزمات اليوم هي الماركة المسجلة بأسم هذه الحكومة وبامتياز فمن أزمة لأزمة أخرى وهلما جرى . غير آبهين بمشاعر الناس وماضين بنهب ثرواتهم وسلب حقوقهم في وضح النهار . والناس اليوم يعيشون كارثة حقيقية من الجوع والظلم والحرمان . والحكومة كأن الأمر لا يعنيها وتارة تلقي باللوم على الشعب وعلى الحالة الأمنية تارة أخرى . وكل هذا نابع من اعتقادهم المريض والغرور الذي أصابهم فباتوا يعتقدون أنهم منزهين عن الخطأ ومنزلون من السماء وبنصوص قرآنية غير قابلة للتأويل ولا للاجتهاد . ورئيس الوزراء هذا يذكرني بحكاية الرجل الذي احترق بيته واتصل على الإطفاء طلبا” للمساعدة وبعد أن جاء الاطفائيون وأطفئوا البيت وهذا هو صميم عملهم . حظر المسؤول عنهم وقام بمصادرة المتبقي من أثاث البيت الذي لم تطاله النار !! فتعجب الناس وصاحب الدار من هذا الفعل وسأله لما قمت بمصادرة أثاث بيتي ؟ قال له هذا الأثاث ملكي لأنه لولاي لكان هذا الأثاث قد احترق مع ما احترق من البيت !!!! فانا الذي أمرت بإطفاء النار .!!
وعلى هذه الشاكلة كانت حكومة رئيس الوزراء وحزبه فقد سيطروا على كل دوائر الدولة بطريقة الوكالة وكأني بهم في القريب العاجل سيأخذون وكالة رويتر ( بالوكالة ) ووكالات الطحين والغذائية ( بالوكالة ) !!! هذا هو نهج الدكتاتوريين وديدنهم وهو حب التسلط والسلطوية العمياء في كل شئ واخذوا يتفننون بظلم الناس غير مكترثين بالنتائج والعواقب الوخيمة والتي لا يتضرر فيها سوى المواطن المسكين . ولا يشعرون المواطن بأنهم قادته ومن أبناء وطنه بل جعلوا المواطن يشعر بأنهم من بقايا الاحتلال أو مكملين للأجندة الأمريكية في العراق ألا وهي الفوضى الخلاقة .. وكما ولاحظ المواطن اليوم واكتشف تجرد الساسة من الوطنية والإنسانية وأصبح كل همهم هو الحفاظ على المكتسبات الشخصية والكراسي والمناصب بأي ثمن كان . وخير مثال على ذلك الأزمة الأخيرة والتي لازلنا نعيش أحداثها ألا وهي خروج الجماهير بمظاهرات سلمية مطالبين برفع الحيف عن الناس والقيام بإصلاحات شاملة والقضاء على الفساد وحفظ كرامة العراق والعراقيين وكل هذه المطالب هي مطالب مشروعه مع بعض التعديلات الطفيفة كان يمكن للحكومة حلها بكل بساطة إلا إن الحكومة كانت تكيل بمكيالين ففي كفة هي من المعارضين لعودة البعثيين إلى وظائفهم وتستميت بكل ضراوة على بقاء البعثيين بعيدة عن الساحة السياسية والأمنية ولكن في الكفة الأخرى نرى رئيس الوزراء المتشدد على إبعاد البعثيين قد استثنى أكثر من 16 ألف بعثي ( مشكل ) وأكثر من 7 آلاف من قيادات الفروع والشعب والفرق والأعضاء العاملين !!! فماذا بقي للمسائلة والعدالة يا رئيس الوزراء ؟ !! ( حلال عليك وحرام على غيرك !! ) حتى بات الناس يسمون حزب الدعوة بـ ( حزب الدعوة العربي الاشتراكي ) ! وأيضا” بسبب وجود المخبر السري المتصل بأربعة كباب بحيث ان هذا المخبر السري مصدق الكلام حتى لو علموا بكذبه !! وللإنصاف ان حكومة المالكي هي أول حكومة تكرم الكذابين على كذبهم .. وأما اعتقال النساء بدل أزواجهن او أخوتهن او أبنائهن فهذه آخر المشتركات بين الحزبين ونسي المالكي ان العرب قالت ( الحرمة وداعة الخير ) ولكن الإنسان الظالم عندما يصبح حاكما” ينسى قدرة الله عليه .. يا رئيس الوزراء اتقي الله في العباد ولاتكن كعبد الملك بن مروان حيث يقال انه كان يكثر من قراءة القرآن ولكنه حين تولّى الخلافة ،، أغلق مصحفه وقال ( هذا فراق بيني وبينك ، وهذا آخر العهد بك ) . ما هكذا تدار الأمور يا رئيس الوزراء فقد كان الأجدر والأولى بك حل هذه الأزمة بحكمة و الإشراف على حلها بالمباشر وعن طريق الحوار الصريح لا باستفزاز المتظاهرين ونعتهم بما لا يليق بهم فمرة تقول مرتزقة ومرة تصفهم  بالفقاعة وأخرى بالنتنة ويقبضون الدولارات .. وعملت ما عملت من تأجيج للطائفية وكل هذا من اجل كسب الأصوات الانتخابية … متوهم بأوهام مستشاريك وبعض المتملقين والوصوليين بأنها مسالة بسيطة ومسالة وقت وتنتهي .
لكن لم تأتي الرياح بما اشتهت سفنك فالمظاهرات مستمرة ليومنا هذا وأعدادها بازدياد وعلا سقف المطالب وسيعلو أكثر وأكثر وسيكون التنازل أيضا” أكثر وأكثر ومن لم يرضوا بالمطالب القانونية سيرضون حتى بالمطالب الغير قانونية ورئيس الوزراء الذي يطل علينا في الإعلام بصورة القوي الذي لا يلين والحاكم الذي لا يتنازل عن مبادئه وكبريائه ..لكن الأيام القادمة ستشهد الكثير من التنازلات . والي ما رضه بجزه سيرضى بجزه وخروف .