تحالُف : زُناة العصر كذبة التاريخ باعة الفضيلة..
يتحقق مشروع الحفاظ على بقايا وطن إسمه “العراق” بدل الحفاظ على نظام ورئيس. بعقد مؤتمر وطني جامع. ينجح حين يبادر ويحضر من لم تتلطخ يداه بدماء وأموال العراقيين. ويؤمن بحق كل العراقيين بالمساواة والحرية. كل العراقيين تعني الكل وليس فريقاً. في الحرية لا توجد أقلية وأكثرية. يوجد الإجماع. أعرف صعوبة هذا ولكن الوطن يبقى هو الأغلى وخطأ الفرد يجب أن لا تدفعه الجماعة. ولا وحدة التراب.. كيف وأين ومتى يعقد هذا المؤتمر..؟ يطرح الواقع العراقي بما انتهى إليه سؤالاً: ما الحل، وكيف يمكن تحقيقه، ومتى يبدأ البحث عنه..؟ يبدأ البحث عنه اليوم قبل الغد. يمكن تحقيقه بنصر أحد الفريقين وقد تعذر. أو بلقاء الفريقين في مؤتمر وطني يمنع فيه خروجهم، كما (الكرادلة في اختيار بابا الفاتيكان)، قبل أن يجدوا حلاً لمشكلة بقاء وطن لا مشكلة من سيترشح ومن سيفوز ومن سينصرف ومن سيُمدد. إنه مجرد مدخل للحل. أو يستمر القتل. المؤتمر بظروفه وتوقيته بديل أفضل لانتخاباتٍ محسومة نتائجها لصالح المالكي و(شبيحته) من (بعض) مرشحي السُنة لانتخابات 2014 النيابية. سيأتيه خراجها بائتلافهم معه بعد أن يضع الإقتراع أوزاره. وقد إذن لهم المالكي بقذفهم له علناً وتحالفهم معه سراً. اللعن والتسقيط جاذب لأصوات السُذج المخدوعين لصناديق المُخادعين كتعبير وتنفيس عن همومهم.
هؤلاء لا يكتفون بموتنا وقتلنا ولكنهم يبيعون أشلاءنا وتاريخنا، هويتنا وذريتنا ومصائرنا، ويكتبون تاريخاً من الأكاذيب والتزوير. لصوص ويمثلون دور الأطهار. غواني يرتدين الجلباب. ويتحدثن عن الفضيلة. قديماً كان للزنى بيوته الرسمية وقد أُغلِقّت. حديثاً إفتتحوا مكاتب وواجهات سياسية للزنى يمارس داخلها الزنى السياسي، وأنظمة يمارسون معها الزنى. الفارق هو.. في زِنى الجسد أنت تدفع. في الزنى السياسي يدفع المزني به لا الزاني. إنهم يدفعون ثمن بقائهم بما يعطون من ذلهم وكرامتهم. يركبهم الأجنبي أو وكيله التبعية ويصيحون آه فرحاً بدلاً من آخ ألماً. ربما لأنهم إعتادوا. المُغتصبة تخجل وتفزع إلى الله وتخشى الفضيحة. المُنتشية تضحك وتطلب المزيد. إنهم يطلبون المزيد من كل شيء. إنهم زُناة العصر وكذبة التاريخ ويبيعونك الفضيلة.