22 نوفمبر، 2024 6:45 م
Search
Close this search box.

المالكي .. لماذا كثّرَ الساخطون عليه ؟!

المالكي .. لماذا كثّرَ الساخطون عليه ؟!

لايوجد انسان يسعد , بوصوله للحقيقة وهو مغلوب او خاسر .. واعتقد ان السيد المالكي سوف يختار موقف القبول  بالامر الواقع ( وان فُرض عليه بخلاف استحقاقه الدستوري ) ..لانه رجل يمتلك شجاعة الفرسان , ووطني يهمه مصير بلد مهدد بالضياع .

وكي نكون مقاربين لشيء من الموضوعية  .. فإن الثمان سنوات الماضية من حكم المالكي .. كان فيها العراق والمنطقة تعيش في حالة مركبة من الازمات والمؤامرات والفوضى .. ابتداءا من استقطاب المحتل الاميركي لفلول الارهاب العالمي , وجعل العراق ساحة لتصفية الحساب مع فلوله , وانتهاءا بخطايا حاكمه بريمر في حل الجيش العراقي , وقوى الامن فيه , واحالة اغلب قياداته الى مخططين ومنفذين للارهاب القاعدي الوافد بحجة مقاتلةالمحتل .. ولقد دخلت على خط استقطاب وتدريب ودعم القاعدة , جميع الدول التي تُهدّد مصير انظمتها  نجاح تجربة الديمقراطية الوحيدة في العراق ,, ولهذا كان القرار بان لابد من تشويه هذه التجربة , لكي لايطالب احد من شعوبها بتغيير الانظمة الاسرية والقبلية  الحاكمة , او تطالها رياح الربيع العربي , فعمت الفوضى في العراق وتونس وليبيا واليمن ومصر , وهي تصب في صالح اسرائيل ولوبيها الحاكم في اميركا .. واخيرا تطوّر مشروع الفوضى الاميركي الى صناعة داعش الاجرام , وما قامت به من اجتياح لكثير من ارض العراق  – لايمكن تصديقه – سبقه مماطلة اميركية , وتعمّد بعدم تسليح الجيش العراقي , وبناء قوته الجوية – هجوما ودفاعا – بعد ان وجدت مجاميع الاجرام هذه , الترحيب وتسهيل مهمة الاجتياح من ابناء الوطن – شركاء المالكي في الحكومة – كالنجيفي أثيل واخوه ومسعود  والقيادات الميدانية العاملة في امرتهم .. وكذلك البعث وزعامات عشائرية ودينية معارضة , تتّخذ من اربيل مقرا لها .. مع ارتياح مبطّن من قبل شركاء المالكي في التحالف الوطني – المواطن – الاحرار .. نكاية به , لان المالكي يقف حجر عثرة  في طريق مطامحهم للحصول على رئاسة الحكومة .

في هذه الاجواء المُلَبَّدة بالنكايات والازمات , مرت الثمان سنوات من حكم المالكي , وكان المالكي بين مطرقة البناء للدولة ومؤسساتها الامنية والخدمية , والسعي لتسليح قواته المسلحة , بالرغم من معارضة التحالف الكوردي والمتحدون  والصدريين وبقايا العراقية .. وسندان الارهاب الذي لم تتوقف عمليات التفجير له لهذه الساعة , ولا اعتقد ان الخطايا والاخطاء التي حصلت يتحملّها شخص رئيس الحكومة وحده , وانما الجميع بلا استثناء .. لان نظام الحكم محاصصي , ليس ديمقراطي حقيقي .. فالجميع همه المكاسب الفئوية والحزبية , وان كان ذلك يتقاطع مع بناء مؤسسات الدولة الوليدة , ويساهم في هدم اركانها .

ختاما نقول ان رئيس الحكومة الجديد او غيره سوف بلاقي نفس مصير المالكي  من المناكفين , والكثير من الساخطين عليه –  من الداخل والخارج –  لان مسؤلياته وصلاحياته الدستورية تتعارض مع اجنداتهم واطماعهم .. والاّ بربكم هل يعقل هذا العُرس والفرح الجماعي – العراقي –  العربي –  الدولي –  إحتفاءا بتنصيب العبادي , وان كان بانتهاك لاستحقاق دوستوري واضح ؟!  سوى ان المالكي لم يستجب لهوى الطواغيت ولم يلّنْ لاطماعهم !  لك الله ياعراق الخير .

أحدث المقالات