18 ديسمبر، 2024 3:52 م

المالكي لايحتاج الى انقلاب لكي يحكم..لأنه الحاكم  الفعلي  للعراق!!

المالكي لايحتاج الى انقلاب لكي يحكم..لأنه الحاكم  الفعلي  للعراق!!

كثر الحديث هذه الايام عن نية المالكي القيام بـ ( انقلاب ) وهو يمهد الطريق الان للعودة مجددا الى واجهة السلطة,,لكن كل الدلائل تشير بما لايقبل الشك ان المالكي هو من يحكم خلف الستار,,أما العبادي فهو لاحول له ولا قوة، وليس بمقدوره ان يضع حدا لتدخلات المالكي ولا يرغب كما يبدو في الاصطدام معه، لأسباب يعرفها الكثيرون من مقربي العبادي والمالكي على حد سواء!!
تصريحات المالكي ومقابلاته التلفزيونية الصارخة هذه الايام واحاديثه خلال جولاته على مقربة من ساحات العمليات وتأكيده على دعم ايران الكبير له، وانه يعد رجلها في العراق، هو رسالة من المالكي الى الجميع بمن فيهم العبادي انه مازال يمسك بمقود السلطة من أوسع أبوابها، وانه عائد اليها شاء الكثيرون أم أبوا ..ومن لايرضى بعودة المالكي فليضرب رأسه بأقرب حائط ، وهو الان في موضع يحميه من متراكمات المرحلة السابقة، ويعمل على تجديد خلايا حكمه من خلال جماعات مسلحة وفر لها كل وسائل الدعم والاسناد، وما زالت تعلن ولاءها له في السر والعلن، وهو يجد فيها ضالته في احراق مدن العراق مرة أخرى وابقاء الفوضى والفلتان هي السائدة!!
بل ان الحرب الاهلية هي من يسعى المالكي الى ايقاد نيرانها من جديد وهو الان يجمع عيدان الثقاب بعد ان وفر لها الزيت الكافي، بإنتظار اللحظة المناسبة لإشعال فتيلها!!
ومشكلة رئيس الوزراء الحالي الدكتور حيدر العبادي انه طيب القلب ويريد عدم الاصطدام بالجميع ، وهو يدرك ان مهمته عسيرة ، وهو وسط بحر هائج تتلاطم امواجه من جميع الجهات ، وهو بالرغم من انه يعرف كل الاعيب المالكي ويدرك اهدافه ونواياه ، الا انه لايأخذ مخططات المالكي والاعيبه على محمل الجد، بل ان العبادي طلب من مجلس النواب في الجلسة الاخيرة اعفاءه من منصبه اذا كان يرى ان المصلحة العراقية تتطلب ذلك وان حكومته لاتنفذ تعهداتها للاخرين او يرون فيها انها غير قادرة على تحقيق الاهداف المطلوبة!!
الخطأ الوحيد الذي كان على العبادي ان لايروج له انه لاتوجد الان ميليشات في العراق، بالرغم من انها تسرح وتمرح على هواها، ولا أحد بمقدوره ان يرفع حتى حاجبه بوجهها..والمالكي هو من يحرض كل هذه الجماعات وهو من يعمل على تفجير الوضع الامني لافشال حكومة العبادي والاخير يعرف اسرار اللعبة لكن ليس بمقدوره التعبير عنها علنا، لكنه فهم الرسالة الان، حتى انه ادرك ان الخطر لن يأتي في يوم ما من المكون السني بل من أقرب مقربيه، وهو يرغب بتنفيذ مطالب المكون السني ويتفاعل معها لكن المالكي يعمل على تأجيج الشارع العراقي وتفجير الوضع الامني في كل خطوة يقدم فيها العبادي على ابداء المرونة مع مطالب المكون السني العربي وحتى مع مطالب الكرد، ما يضطر العبادي تحت ضغط الرأي العام الذي تم تحريضه في ساحات التحالف الوطني، للتخلي عن التزاماته، ويعود لمواجهة الضغوط الاميركية وضغوط الكتل السياسية المطالبة بابعاد دور الميليشيات عن الساحة العراقية، وهو أي العبادي يعرف هو الآخر اهدافها ونواياها الخطيرة ضده قبل ان تكون اهدافها الخبيثة ضد المكون الآخر، لكنه لم يتخذ من وسائل الردع حتى  الان ليكبح جماحها، وهو لو وقف مع رغبة الكتل السياسية والمكون السني ونفذ مطالبه ولو في حدها الادنى لتحقق لحكومة العبادي الدعم والاسناد المحلي والاقليمي والدولي عدا ايران، التي تجد هي الاخرى ان حكومة العبادي مجرد مرحلة مؤقتة، وهي تهيء المالكي للعودة مجددا الى الاضواء ومن ثم الامساك بمقود السلطة من اوسع ابوابها، ولا يهم طهران ان احترق العراقيون بنيران الحرب الطائفية، كونها هي الفرصة الملائمة للانقضاض على العراق ليكون عاصمة الدولة الفارسية من جديد ، وليذهب الاسلام وشعاراته الخادعة الى الجحيم!!