23 ديسمبر، 2024 12:12 م

المالكي : كساع الى الهيجاء دون سلاح !

المالكي : كساع الى الهيجاء دون سلاح !

يتحدث السيد المالكي هذه الايام ،عن ضرورة بناء الدولة على أسس سليمة ، من اجل وضع حد لحالة اللااستقرار التي تعيشها البلاد. وحالة التشرذم والتردد في اتخاذ القرارات المصيرية التي تهم الشعب العراقي ، وهذا برأيي كلام جميل لكن المراقب للواقع الحالي في العراق ، ولما يجري من احداث تظهر ان الامر ليس بيد السيد المالكي لان الرجل اولا لايمتلك الادوات التي تمكنه من امتلاك زمام المبادرة وثانيا لانه لايسمع من غير المقربين اليه من اجل الشروع بالتغيير والانطلاق نحو مرحلة جديدة يشعر بها المواطن ؛ مرحلة البناء الحقيقي للدولة التي توفر الامن والرخاء للمجتمع.
 أدواتهُ صَدِأة ؛ وهي تمثل الدائرة الضيقة من حزبه التي تحيط به، جل اهتمامها الاحتفاظ بالسلطة مهما كلف الأمر. مجموعة ليس لها الخبرة ولا الحنكة السياسية التي توظفها لمساعدة رئيس الوزراء في تنفيذ اجندته هذا اذا كانت هناك اجندة محددة. هَمُ كل واحد منهم البقاء في منصبه باي ثمن حتى وان كان على حساب المالكي نفسه ؛ الجاه والمال والسلطة شغلتهم وأنستهم المبادئ الحزبية التي جاء بها حزب الدعوة على يد مؤسسه السيد محمد باقر الصدر. ضربوا طوقا حول الرجل وجعلوه لايرى ولا يسمع سوى مشورتهم ؛ بالغوا في كل شئ بحيث جعلوا من نظرية المؤامرة تتلبسه ، لا يرى الاخلاص والخبرة والدراية الا فيهم بينما الاخرين من خارج الحزب مهما كانت توجهاتهم ، وخبرتهم ، ومهما بلغ حسهم الوطني ، فهم يمثلون خطرا عليه عاجلا ام اجلا. وهاهم اعضاء الحزب ونظرائهم في الأئتلاف الوطني يبحثون عن شخصية تكون مقبولة من قبل الكتل الاخرى لكن ليس بالضرورة ان تمتلك المؤهلات القيادية لشغل منصب وزير الداخلية في الوزارة الحالية لكي لاتتقاطع والوكيل الاقدم في الوزارة الذي يرونه هو الانسب والاكفأ لشغل منصب الوزير والدليل على كفائته مايتعرض له العرقييون من ذبح مستمر على يد الارهابيين الذين يختارون المكان والزمان لتنفيذ اعمالهم الارهابية في استهداف المواطنين الابرياء الذين اوصلوه ومن معه الى هرم السلطة. ان التفجيرات الاخيرة التي راح ضحيتها اكثر من 100 قتيل و300 جريح في اكثر من 12 مدينة في عموم مناطق العراق خير برهان على ذلك. قد يمتلك السيد الوكيل ستراتيجية لكنها قطعا ليس في  المجال الامني بل في مجالات اخرى!.
ليس بالضرورة ان يكون الوزراء الامنيين من ذوي الكفاءة والاختصاص لوضع حد لدائرة العنف والقتل التي راح ضحيتها الاف المواطنين الابرياء ونتج عنها اكبر عدد من الارامل والايتام في اغنى بلد في الشرق الاوسط ، من المهم ان يتفق حوله الفرقاء السياسيين وان لا يتقاطعوا لكي يبقى كل في موقعه “لاضر ولاضرار”.!
ليعلم السيد المالكي ان ال 91 صوتا التي حصل عليها ائتلافه في الانتخابات لم تكن بسبب بسطه للامن بشكل كامل او توفيره للخدمات الاساسية ومنها الكهرباء التي شكل غيابها عقدة نفسية لكل المواطنين بل لانه ضرب المجاميع الخارجة على القانون في البصرة وهذه اعطت بارقة امل للمواطن المتعطش للامن عسى ان يستتب بشكل تام في معظم ارجاء العراق ، لذلك اندفع الناس للتصويت لأتلافه، لكن المظاهرات العارمة التي انطلقت من ساحة التحرير في بغداد التي هدت احد حواجز المنطقة الخضراء ، وظهور المتظاهرين وهم يَعضون على اصابعهم ندما للتصويت لدولة القانون ، اثبتت ان المواطن قد اصيب باحباط لانه لم يلمس اي تغيير وظل مشروعا قائما للقتل في اية لحظة من قبل الارهابيين وعصابات الجريمة المنظمة هذا ناهيك عن غياب الخدمات ، والفساد الرهيب الذي ينخر بجسد الدولة.
والسؤال لماذا كل مرة يُخْذَل هذا الشعب المسكين؟ منذ استلام مجلس الحكم للسلطة وحتى يومنا هذا، قدم مئات الالاف من الشهداء ليس لسبب سوى لانه اوصلكم الى سدة الحكم لتضعوا ايديكم على خزائن العراق على امل ان تنصفوه !
 بالله عليكم ، أهكذا تكافؤه؟ عجزتم من ان تحموه او توفروا له اقل حق من حقوق المواطن الا وهي الكهرباء التي تنعم بها حتى الشعوب الاكثر فقرا في العالم!
بَخَلتُم على الشعب العراقي حتى بالبحث عن الرجال الاكفاء المخلصين الذين لديهم القدرة على توفير الامن له وتخليصه من دوامة العنف ، اذ ابيتم إلا ان يكونوا ممن هم اعضاء في احزابكم ؛ حتى وان كانوا غير مؤهلين والشواهد على ذلك كثيرة. لكن عندما يطرح المخلصون الاكفاء انفسهم من اجل تسلم المسؤولية في هذه الوزارة او تلك ليكونوا في خدمة الشعب ، ترفضونهم بشكل مباشر او غير مباشر. فمن يشاهد الفريق نجيب الصالحي وهو يدلي بشهادته على التاريخ من خلال قناة الاتجاه ، يدرك جيدا ان الرجل قد اصيب باحباط كبير لانه قد هضم حقه مرات كثيرة من قبل الاحزاب التي عمل معها في المعارضة. تحدث الرجل بعفوية ولغة مباشرة خلت من التزويق والمراوغة التي اعتاد عليها سياسيي العراق الجديد. استمد ثقته من درايته بالواقع الذي عاشه ايام المعارضة ومعرفته بمعدن كل السياسيين الذين عملوا معه انذك ، خبرته الطويلة في المجال العسكري الذي تخللته ايام ومواقف عسيرة مر بها الصالحي ، اكسبته ثقة عالية بالنفس جعلته لايخشى المواجهة مهما كان نوعها وتداعياتها خاصة اذا كان مؤمنا بسلامة موقفه وهذا ما لاحظناه عندما طرح عليه الامريكان قبل بدء عملية احتلال العراق ارفع منصب في العراق الجديد لكنه رفضه كونه ،حسب ماذكره في شهادته ، سيكون  في ظل الاحتلال وهذا مالم يستطع هضمه فلذلك رفض العرض الذي كان يسيل له لعاب الكثير من الانتهازيين.
اذا سيادة رئيس الوزراء لاينبغي الخوف من هكذا نوع من الرجال الرجال الذي لايحيد عن مبدئيته والتزامه مهما كانت الظروف ، يمكن ان يساعدكم في توفير الامن والامان للعراقيين من خلال تبوئه احد المناصب الامنية ، الامن الذي اصبح اشبه بالسراب خاصة ونحن نشهد صيف ساخن جدا ، والمنطقة المحيطة بالعراق تمر بمخاض عسير لايمكن ان نستبعد هبوب رياح عاتية تهب من الجنوب تطالب بالتغيير وهذه المرة كما يقولون قد لاتسلم الجرة.
[email protected]