23 ديسمبر، 2024 6:21 ص

المالكي .. كاسرٌ لظلعِ الزهراء!

المالكي .. كاسرٌ لظلعِ الزهراء!

قم يا علي فإنني ..رضيتك من بعدي إماماً وهادياً

فمن كنت مولاه فهذا وليه ..فكونوا له اتباع صدق موالياً

هناك دعا اللهم وال وليه .. وكن للذي عادا علياً معاديا

فيا رب انصر ناصريه لنصرهم ..إمام هدىً كالبدر يجلو الدياجيا

معظمكم يعرف مستهل كلامي ألذي ابتدأت به، قصيدة حسان بن ثابت، شاعر النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ألتي ألقاها يوم الغدير، بمحضر من الرسول الأعظم.

عيد الله الأكبر، ثالث و أخر الأعياد، نحتفل به في الثامن عشر من ذي الحجة في كل عام هجري، هو يوم تنصيب ولي الله من قبل رسوله الأكرم، مولىً للمسلمين من بعده، بعد عودة المسلمين من حجة الوداع إلى المدينة المنورة، في مكان يُسمى بـ “غدير خم” سنة 10 هـ، شيعياً؛ خطبة رسولنا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، دليل ولاية أميرنا علي، وأحقيته بالخلافة والإمامة بعد وفاة النبي، وسنياً؛ تلك الخطبة قد بينت فضائل علي، للذين لم يعرفوا فضله، وحث على محبته وولايته، لما ظهر من كذب وافتراء المنافقين عليه، وبغضهم له.

اعتدنا الاحتفال بهذا اليوم، ألذي نجدد خلاله البيعة لأمير المؤمنين علي ابن ابي طالب (عليه السلام)، كل منا يحتفل كما يريد بما لا يضر بالأخرين، من قريب أو بعيد، نوقد الشموع، نتبادل التهاني والتبريكات، ونتمنى للجميع الثبات على ولاية آل بيت رسول الله الكرام.

ما حصل في منطقة البياع/بغداد يوم أمس، أمر يدعو للبهجة والسرور، حيث قام أحد أصحاب محال المعجنات، بإعداد كعكة عيد بحجم كبير، وأخذ يعمل بها منذ الصباح الباكر، ليشارك جموع الأهالي فرحتهم، وتزينت شوارع المنطقة بلافتات ونشرات ضوئية، وفعاليات جميلة، وقام الرجل بتوزيع كعكته على الناس، مبادلاً إياهم مشاعر الفرحة بهذا العيد، بعد أن أقيمت احتفالات واسعة في المنطقة، وبدت شوارعها مزهرة بسعادة ساكنيها.

صفحات مأجورة، سعت إلى إفشال فرحة الناس، وعكس الموضوع بصورة سلبية، قامت بنشر صور الاحتفال، وتحدثوا عنها بكلام بذيء، واصفين إياه بـ”الجاهل والمتخلف”، ولو كان وزعها على النازحين والمتعففين، لكان أفضل! ولو إنه شارك بقيمتها المادية، لإعالة الجرحى والمحتاجين، لكان أفضل! كلام سلبي أصاب اغلب المتتبعين بالإحباط، وغياب الفرحة عنهم، لما تحاول تلك النفوس الضعيفة، والجهات الصهيونية الفكر، من طمر ذكر آل بيت رسول الله، وعدم إحياء ذكرهم.

لم يكن رئيس وزراء، أو وزير، أو نائب برلماني، أو مدير عام إحدى المؤسسات الحكومية، لكي يسرق، وينهب، ويختلس، ليقيم احتفالاً، فتنهال عليه شتى الاتهامات والشتائم، في محاولة منهم لدثر ذكر آل البيت، كان صاحب متجر، كاسب فقير، يسعى جاهداً لكسب قوته اليومي، ولكن؛ هذا ما اعتدناه من اتباع آل البيت، يرخصون الغالي والنفيس، وكل ما يملكون، لابتغاء مرضاة الله في حب اولياءه وآل بيت رسوله.

من الجدير بنا أن نذكر كيف يحتفل المطبلون، عندما أحيت النجمة اللبنانية مادلين مطر حفلاً في متنزه الزوراء، في العاصمة العراقية، بغداد، بدعوة من نقابة الصحافة العراقية، وبرعاية رئيس مجلس الوزراء السابق نوري المالكي، ومحافظ بغداد السابق صلاح عبد الرزاق، وذلك بمناسبة عيد الصحافة العراقية في ذكراها الثالثة والاربعين بعد المئة، لتأسيس جريدة الزوراء، وهنالك شواهد على تفاجئ مادلين بالكم الهائل من الجمهور، الذي كان بانتظارها منذ ساعات الصباح الأولى، في ذلك اليوم.

سياسيون بارزون، وحكوميون مرموقون، ومتنفذون في الحكومة السابقة، حضروا ذلك الحفل الذي قدمت خلاله الفنانة مجموعة من أغانيها، وسط تصفيق حار من الجمهور السياسي، لكن؛ الكارثة إن الحفل كان في أكثر أيام الشيعة كرباً ومصابا، أكثر الأيام ألماً وعذابا، في يوم استشهاد أم أبيها، فاطمة الزهراء (عليها السلام)، والذي اتفق فقهاء الشيعة على ثلاث روايات لذلك الحدث.

حزن شديد، خيم على نفوس موالي آل بيت رسول الله (عليهم السلام)، لما لاقوه من إهانة كبيرة، وعدم احترام، لهذه المصيبة، التي لا تقل وطأة عن واقعة الطف بأكملها، من قبل رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، وبعض اتباعه، المحتفلون بذكرى استشهاد مولاته، برعاية مادلين مطر، فكان كمن شارك في قتلها، وسفك دم ابنها!

فمن كان أخف وطأة على الشيعة من الشيعة؟!