قد يعتقد البعض إنّ المعارك الضارية التي يخوضها شعبنا العراقي وقواته المسلّحة البطلة في الموصل وباقي مدن الغرب العراقي , هي معارك بين قواتنا المسلّحة البطلة من جهة وبعض الشراذم من عصابات القاعدة وداعش والبعث الصدّامي من جهة أخرى , وربّما هذا هو العنوان الذي سعت إلى ترسيخه بعض وسائل الإعلام والقنوات الفضائية الصفراء المعادية للعراق والشعب العراقي , وبعض المواقع الألكترونية التي يديرها أذناب البعث الصدّامي المجرم وزبانيته , لتوهم الرأي العام العراقي والعالمي إنّ إدارة رئيس الوزراء نوري المالكي للملف الأمني وقيادته للقوات المسلّحة العراقية هي السبب في هذا التدّهور الأمني الخطير وهذه الاندحارات والانكسارات التي حصلت في الموصل والرمادي والفلوجة وسامراء , ولتقول أيضا أنّ حكومة المالكي وبالرغم من كل هذه الإمكانات وما تملكه من جيش وأجهزة أمنية عاجزة عن مجابهة عصابات خارجة عن القانون استفحلت لتسقط المدن الواحد بعد الأخرى , ولتقول أيضا إنّ رئيس وزراء بهذه الإمكانات لا يستطيع تحقيق الأمن لشعبه , غير جدير بالبقاء والاستمرار في رئاسة الحكومة , وهذا هو بيت القصيد ومربط الفرس .
لكنّ الحقائق الدامغة على الأرض والساطعة سطوع الشمس في رابعة النهار , هي عكس ما تتناقله هذه الفضائيات الصفراء وأذناب البعث الصدّامي وايتامه على صفحات التواصل الاجتماعي وبعض الصحف الألكترونية , فالشعب العراقي وقواته المسلّحة البطلة يقاتلون اليوم أعتى وأشرس جيوش الشر والإرهاب في العالم , ويجابهون وحشا نمى وترعرع في إحشاء ما يسّمى بساحات العز والكرامة , وحش صغير تحوّل بفضل فتاوى بعض رجال الدين وخطابات بعض السياسيين وتحريض بعض شيوخ العشائر , إلى مارد جبار استطاع أن يستقطب عشرات الآلاف من أبناء سنّة العراق في مناطق الغرب العراقي إلى صفوفه , ومن يدّعي ويقول إنّ هذا المارد قد جاء من خلف الحدود هو كذّاب أشر لا ينقل الحقيقة كما هي . نعم هنالك أعداد من هؤلاء الإرهابيين الأوباش قد جاؤوا من خلف الحدود , لكنّ هذه الأعداد لا تتجاوز خمسة بالمئة من حجم الأعداد المهاجمة للمدن , وأحداث الرمادي والفلوجة وسامراء والموصل قد أثبتت أنّ هذه المدن ما كانت لتسقط بيد هؤلاء الاوباش لولا تواطئ وخيانة القيادات الأمنية في هذه المدن , فهل لعاقل أن يصدّق أنّ أكثر من خمسين ألف من منتسبي الأجهزة الأمنية في مدينة الموصل يذوبون ويتبّخرون خلال ساعات ويتركون سلاحهم ومقراتهم وملابسهم في الشوارع لتستولي عليها هذه القطعان من الإرهابيين ؟ وهذا الكلام لمحافظ الموصل الهارب والذي قال فيه إن الاجهزة الأمنية قد تبّخرت بالكامل وتركت المدينة من دون الدفاع عنها , أليست هذه الأجهزة الأمنية هي من أبناء هذه المدن ؟ فلماذا لم يدافعوا عن مدنهم وشرفهم وتركوا سلاحهم ومقراتهم ومعسكراتهم ومدنهم المكلفين بحمياتها والدفاع عنها إلى اوباش القاعدة وداعش ؟ ولماذا لم يبقى محافظ الموصل وأعضاء مجلس المحافظة ويقاوموا هذه القطعان من الإرهابيين ليكونوا قدوة ومثالا لرجال الأمن والجيش ليدافعوا عن شرفهم وعرضهم ؟ .
فهل ممكن لمنصف بعد هذا التخاذل والخيانة أن يقول إنّ إدارة نوري المالكي وقيادته هي السبب في هروب محافظ الموصل وأعضاء مجلس المحافظة والقيادات الأمنية المكلّفة بحماية المدينة ؟ أم أنّ المؤامرة على الشعب العراقي ونظامه الديمقراطي الوليد هي السبب وراء ما يحصل الآن في الموصل وباقي مدن الغرب العراقي ؟ لماذا لا ينهار الوضع الأمني في محافظات الفرات الأوسط والجنوب ؟ ولماذا لم تجد القاعدة وداعش حواضن لها في هذه المحافظات ؟ أليس من حقنا أن نسأل هذه الأسئلة ؟ من أين تاتي داعش بالمال والسلاح الذي تقاتل به دولتين وحكومتين ولا زالت بهذه القوّة ؟ .
إنّ أبناء شعبنا العراقي الصابر المجاهد لن يتخاذلوا ولن يخونوا الأرض والعرض ويهربوا كما هرب الآخرون , وسيقاتلون داعش ومن يقف ورائها خلف راية ابن الشعب العراقي وقائده نوري كامل المالكي وسيرخصون الأرواح دفاعا عن كل شبر من بلدهم , ومهما كان حجم المؤامرة التي يتعرّض إليها بلدنا وشعبنا , فإنّ أبناء شعبنا الذين توّجهوا لصناديق الاقتراع في الثلاثين من نيسان الماضي , لن يتنازلوا عن خيارهم الذي كشفت عنه صناديق الاقتراع , وإذا كان البعض من المترّبصين والحانقين يضنّون إنّ أحداث الموصل وما جرى فيها من تواطئ وخيانة , ستبعد العراقيين عن قائدهم الذي اختاروه بأنفسهم , هم واهمون , فأبناء الشعب العراقي سائرون خلف قائدهم نوري كامل المالكي لدحر الإرهاب وداعش أينما كان وأينما حلّ , وسائرون معه يد بيد من أجل تشكيل حكومة الأغلبية السياسية , عاش العراق وشعبه الصابر المجاهد , وعاش التفاف الشعب مع قائده , والموت والعار لكل الجبناء والمتخاذلين الذين تواطئوا مع داعش والقاعدة والبعث الصدّامي المجرم وسلّموا مدنهم وشرفهم للأوباش أحفاد القردة والخنازير .