18 ديسمبر، 2024 9:04 م

المالكي طبيب تخدير محترف

المالكي طبيب تخدير محترف

بعد ان تطور علم الطب اصبح بامكان الاطباء اجراء عمليات جراحية كبرى للمريض تحت تاثير المخدر وبنفس الوقت المريض لايشعر بالالم الابعد حين .وهذا دليل واضح على قدرة الباري عزّ وجل والهبة الكبيرة التي وهبها للانسان الاوهي العقل المفكر والمدبر والذي حول الانسان من كائن يشبه حياة وتصرفات الحيوان الى كائن استثمر جميع نعم الله عليه لنرى مانرى اليوم من تطور وازدهار ,, وعلم التخدير من العلوم التي خدمت البشرية وجنبت الانسان الالام التي تحدث من جراء العمليات الجراحية والتي تهدف الى استاصال المرض ,,
والغريب ان تجد في عالم السياسة من يستخدم علم التخدير في اللعب على منافسيه السياسيين ويحاول ان يعطيهم جرعات من التنازلات والوعود الكاذبة تجعلهم يصدقون انهم شركاء وان مطالبهم مشروعة ويمكن تحقيقها من خلال ابرام الصفقات السياسية وفرض مطالب بعضها تعجيزية ,, واثبتت الوقائع ان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي طبيب تخدير سياسي ناجح وهو الذي استطاع ان يخدع منافسيه ويبرم معهم اتفاقيات سرية وعلنية من اجل الوصول الى الهدف وهو كرسي الحكم بعدها ( يحلها الحلال ) .
وتبدأ القصة مع التاخدير السياسي من حادثة ترشيح صالح المطلك لعضوية البرلمان حيث اقام المالكي الدنيا واقعدها وهو يتحجج بالانتقام من البعثيين وحاول بكل الطرق ابعاد المطلك عن ساحة التنافس الانتخابي وهذا الفخ وقع به المجلس الاعلى الذي يدعو الى الشراكة الوطنية والى نسيان جراح الماضي ,, وبعد ان انجلت غبرة الانتخابات نجد المكالكي يقرب المطلك ويوافق على ان يكون نائبا له بعد ان حقن القائمة العراقية ابرة تخدير في المكان والزمان المناسب ,, بعدها يطالب باقصاء المطلك لا لانه بعثي او ممن كان يحرض الارهابيين على قتل العراقيين ولكن ليستخدمه ورقة ضغط سياسية وليتهرب من التزاماته مع القائمة العراقية ,,, وقصة نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي وماحصل من ازمة سياسية مفتعلة من قبل المالكي لتوجيه الراي العام وصرف الانظار عن الاخفاقات المتلاحقة التي منيت بها حكومته والا ماذا يعني فتح مثل هكذا ملف في هذا الوقت بالتحديد على الرغم من المالكي يتلك وثائق تدين الهاشمي في حرب الارهاب على محافظة ديالى وغيرها .
وماجرى للمطلك والهاشمي رسالة واضحة المعالم الى الاكراد والى منافسيه في التحالف الوطني وبالخصوص الى المجلس الاعلى والتيار الصدري .
ان السياسة التي ينتهجها المالكي لاتعود بالفائدة على اوضاع مثل اوضاع العراق لانها بالنتيجة سوف تؤدي الى فك لحمة الشعب العراقي وزرع الفتة والفرقة بين مكوناته الاساسية
ان المالكي لايوجد في مخططاته ان يترك كرسي الحكم والسبيل الوحيد لذلك في ظل ظروف العراق الحالية للحصول على ذلك اتباع سياسة فرق تسد وسياسة الارض المحروقة كما حصل في يوم الخميس الدامي وسياسة خلط الاوراق وهو يعول على ان يخدع الجماهير باعتبار ان الذهنية العراقية تميل الى القوة وتعشق القوي ,, وهذه واحدة من الاشتباهات التي ستنقضي على المالكي ,, فيوما بعد يوم تتطور الذهنية السياسية لدى ابناء الشعب العراقي مما يجعلهم يقيمون المواقف بشكل دقيق ويشخصون مكامن الخلل ويختارون الاصلح الذي يحقق امانيهم وهم يتطلعون للمستقبل بتفائل شديد عندها سيعلم المالكي ان فن التخدير لاينفع الا في اجراء العمليات الجراحية ويفقد مفعوله بعد حين .
[email protected]