23 ديسمبر، 2024 2:19 م

المالكي … طاقة سلبية

المالكي … طاقة سلبية

لا اعرف كيف لي ان اصنف هذا المقال وفي اي جحر من جحور النقد التي اعلم والكل يعلم بانها ستاتي باليوم الاسود الذي “سيطين” عيشتي وعيشة من حولي  خصوصا ان كان هذا النقد ينسب في فحوى لبابته ومن اخمسة الى سبابته  الى سيد بلغاء عصره وزمانه ابو العلاء المالكي .
لكن انا احسن الظن بالسيد المالكي واعلم انه سيعتبر هذا المقال نصيحة لا فضيحة.
قبل يومين طلب مني احد الاصدقاء المسيحيين طلبا لم يكن غريبا على عراقي عندما تمتمة شفتاه وهي مبتسمة بجملة  ( اعزمني على باجة ) فضحكت وقلت له وهذا مرادي لأني لم اتقرب لها منذ اسبوعين وقلبي بدأ يشتاق لعطرها ومفاتن ( كراعينها) .
وفورا طلبت منه ان يهيئ  نفسة ” للعزومة”  في نفس اليوم وتواعدنا على وقت محدد تمهيدا للعرس “المعدوي” الكبير عندما تداعب شفتانا  “براطم” الخروف بكل رومانسية وحنان مفرط
فقد رايت بعينيه طاقة ايجابية غريبة وعجيبة عندما تكلمنا بفصل من الغزل والشوق “للصحن الباجوي” المنتظر .
وفعلا التقينا في منطقة الكاظمية  وقرب شارع اكد هناك مطعم اسمه مطعم (غيث الحاجم) وجلسنا بالخارج على الهواء الطلق وطلبنا (راس باجه كامل ) و أوصيته بان لا يكون دهينا بل متوسط وان لا يتحرش بالكراعين لان بعض المطاعم    ( تسلت ) بعض “اللحومات ” لتكون اطباق ما يسمى بالنفرات على حسابنا وفورا بادر صاحب “الجدر” المفدى ذو الانامل الوردية والتي اقبلها بعنف لما لها من فضل في ارضاء رغبتي بالتربع على عرش الباجة والتشريب .
ومقدما احضروا لنا (السوب )الذي عندي طريقة خاصة باستعماله عندما اعصر بعض الليمون عليه واتركه ليبرد لحين حضور “الصينية” … فأقوم” برش السوب” الحامض والبارد على وجهها الحسن والمرصع ( ببراطم  الطلي ) ومزركش بالطف ( ممبار ) شاهدته بحياتي ويعتليه فكان ينساب من بين ثناياه اللسان المرطب للقلب عندما تغرد اسنانك وهي تهادنه بلطف وروية .
اما المخ وما ادراك ما المخ رغم اني لم اذق طعم المن والسلوى لكن من المفترض ان يكون بديلا لهما … واما ” الكراعين ” وهي اول الثمار افتراسا اخطفها خطف العين لحسناء تتقلب بين مد وجزر حين اطوف حول خصرها … وعندها قد بدأت الملحمة وراحت اناملنا تنقش فصلا من بطولات الانقضاض على عروش الجبابرة وهي تسحق قلعة تلو اخرى “وبيت تلوا بيت و زنكة زنكة” ونحن ندعم حراكنا الشعبي بالمواد الاولية للغازات المسيلة للدموع مع فحول البصل الاخضر مجبرتا اخر ثكنة عسكرية والتي تتمثل ( بالكرشة ) لان ترضخ لقواتنا المستبدة والتي لم تبقي من “التشريب” شيء فتعلن الهدنة من طرف واحد وانا وصاحبي ننظر لها بشغف المفجوع وكاننا لم ناكل شيء وبلمح البصر بعد صمت قصير خان السيد المسيحي الأمانة وخطف اخر قطعة من امامي وهو يرتل ترتيلة القداس ابانا الذي في السماء شكرا لعطاياك
فقلت له ( يا ظالم النفس ليش هو انته شخليت بالعطايا حته رقم الصينية طلع ) الى هنا انتهى فصل من الغزل مع الطف معزوفة قد عزفتا طوال تاريخ حملاتي مع “الباجة” .
بعد ان اكملنا ما ورد اعلاه طلبنا الشاي ونحن في بهجة وسرور وسعادة وفرح غير منظور الى ان داهمتنا اللحظة الغير متوقعة و المزعجة جدا عندما التفتنا الى شاشة التلفاز الموجودة بالمطعم وكان حينها فترة اخبار فظهرت صورة السيد المالكي فتغير وجه صديقي المسيحي وملامح الانزعاج تعتليه فسئلته لماذا تغيرت ملامح هذا الوجه الذي كان يغازل ” براطم” الخروف قبل قليل ؟؟؟؟
فأجابني يا صديقي لا اخفي عليك عندما ارى وجه المالكي اصاب بحالة من الاكتئاب والانضغاط ولا اعلم لماذا رغم انه لم يؤذيني  في يوم من الايام ولم التقي به سابقا !!!!!
فتغير حال الجلسة بعد ان كنا مستمتعين الى حالة من الانزعاج الغير مفهوم وبصراحة هذا الامر قد اقلقني لأني اعرف صديقي جيدا يملك روح جميلة ومنفتح ومرن التفكير وحسن السلوك ولا يحمل بنفسه ضغينة لاحد .
المهم كان نهاية اللقاء مزعجة بعض الشيء لان حاله قد تغير لذلك هذا الشيء قد اثار انتباهي لأنه شيء غريب  لماذا شخص مثل هذا بمجرد ان شاهد صورة السيد المالكي تحول حاله من حال الى حال ؟؟؟؟
فعدنا الى بيوتنا (معقوجين ) ونحن نغني (ياطيور الطايرة ردي ال هلج)
وبالمباشر ذهبت الى جهازي وفتحت ( عمو كوكل ) وبدأت اساله عن الطاقة السلبية عند الانسان هل لها وجود؟
 هل سلوكيات الانسان السلبية تنعكس على الاخرين فتشعرهم بشيء من الانزعاج وعدم الراحة؟
وفعلا اكتشفت ان للإنسان هاله تحيط به او طاقة تعكس باطنة فيشعر الاخرين بها .
ويمكن ان نسمي هذه الطاقة بخط التعادل للمعنويات العامة فكلما كان الوضع العام جيدا انعكس في داخل الانسان بشيء من الايجابية والعكس صحيح ناهيك عن بروز احداث طبيعية او ظهور شخصيات عامة يكون لها صدى في نفوس الاخرين فتجد ان التفاعل في بعض الاحيان لا يأتي من خلال الاستماع فقط بل يمكن ان تكون الصورة ذات تأثير على المتلقي .
تجد ان هناك اشخاص ايجابيين تشعر بالراحة معهم ويمكن ان تصل لدرجة الهدوء الكامل الذي قد تشعر معه بالنعاس لحصول الطمأنينة!!
ايضا هناك اشخاص كلما قابلتهم تشعر بالقلق والعصبية!!
اذا استطعت ان تتعرف عليهم تستطيع ان تحافظ على طاقتك الايجابية بإغلاق كل المنافذ عنهم وبهذا تستطيع ان تحافظ على معنوياتك الايجابية والتي تجعل روحك تستقر بجسدك.
فكلما كان الانسان طيب القلب صادق عادل كريم محترم لنفسة وذاته خالي من الانانية معطاء ناكر لذاته فانه سينتج هاله غير منظورة بل محسوسة من قبل الاخرين وهذا الطاقة تشعرهم بالرضى والارتياح .
وكلما كان الانسان حقودا مريضا متعجرفا بليدا حسودا بلا امل ولا تفاؤل  فذلك الكيان يفرز طاقة سلبيه مزعجة مهما حاولت ان تقنع نفسك بعكس ذلك يبقى الشعور هو هو…                   لا يتغير مهما فعل ذلك الانسان
وفي بعض الاحيان الطاقة السلبية كما قلنا تاخذ حيزها في نفوسنا تجاه اشخاص معينين بسبب التوجه العام وعدم مقبولية هذا الشخص بنفوس الاخرين وبشكل كبير وعلى سبيل المثال السيد المالكي .
فالمالكي لم يكن سبب باذية كل العراقيين ولم يكن سببا في تدمير العراق وعدم استقراره لوحدة فهو ليس الوحيد المشترك بهذا الفشل لكن بما انه شخصية عامة ومتصدي للمسؤولية يجعله ذلك عرضة للنقد والالتفات والتركيز من قبل عامة الناس وبما ان الوضع العام غير مستقر ومرهق للنفوس فانعكس ذلك على الهالة او الطاقة التي يرسلها السيد المالكي في نفوس العراقيين .
عكس “الباجة وبراطمها وكراعينها”  وكل ما فيها فهي ترسل شيء من الاطمئنان والطاقة الايجابية في نفوس اغلب العراقيين لأنها وبدون منازع من اقوى الاكلات التي تجعل المعدة في حالة من السبات والاستقرار والذي بدورة ينعكس بشكل ايجابي على كامل الجسم .
خلاصة الكلام وصلت الي نتيجة بعد ان اكملت القراءة في هذا الموضوع وجدت ان من يتصدى للأمور العامة وفشل بصورة او باخري فان ذلك يتسبب بإطلاقه لهالة غريبة وعجيبة تشعر رعاياه بعدم الراحة والاستقرار وبالتالي  الى انعدام امكانية العطاء والاستمرار والتفاعل معه ولا تذهب هذه الطاقة السلبية الا بعمل ديموغرافية ذاتية لسلوكياته او تغيير مكانه والابتعاد لفترة معينة عن انظار الناس ليستريح قليلا وهذه الراحة ستكون سببا بإفراغ الطاقة السلبية التي بداخلة وانتزاعها من نفوس العامة وتكون له فسحة باختيار سلوكياته الجديدة وتحديد فعالياته القادمة بخطة مدروسة ومتقنه لا توقعه مره اخرى في بئر السلبية خصوصا ان ترك جيش المستشارين والتفت الى استشارة نفسة .
لذلك انصح السيد المالكي بان يبتعد اربع سنوات عن السياسة لأنه اذا استمر هكذا سيخسر كل من حولة لان الهالة التي يرسلها للعراقيين الان طاقة سلبية لا يمكن ان يكون لها مفعول ايجابي على الشارع في الوقت الراهن .
وانصحه خلال هذه الاربعة سنوات ان يخرج قليلا من اموال الحزب ويقوم بافتتاح مجموعة مطاعم ( باجة دونالد ) لبيع “الباجة” وبأسعار تكاد تكون مجانية ليشبع العراقيين مما لذ وطاب شرط ان يكون هناك ( دليفري ) يصل الى بيوت المتجاوزين مجانا  ليدخل السرور لكل معده فارغة لم يرطب جدرانها لا كرعان ولا (مصران).
ومن باب اخر مجموعة المطاعم التي ستفتتحها ستوفر ايدي عامله لخريجي السياحة وبعض الشباب العاطلين عن العمل .
وستكون سببا بتحريك سوق الخضار والاغنام مما ينعش جيب التجار وما سترميه من فضلات ستسكت بها الكلاب السائبة التي كانت تنهش بأجسادنا .
عسى ان يكون في ذلك عودة لطاقتك الايجابية السابقة وتعود ذلك القائد الذي يتربع على عرش دولة …. القانون.