·الشيعة يتناحرون الى الابد.. فأما اعتدلتم او أعتزلتم.. سامعين او موادعين كي يتصدى للأمر أهله
· تضيع أمنيات الفقراء في كل دورة انتخابية نفوز بها خاسرين ما فزنا به
قالت العرب: “لا يسرك غائبا من لايسرك شاهدا” والناس كرهت “الطواطم” والابطال الورقيين، الذين تهزمهم نفخة، فتتهاوى آمال الفقراء المناطة بهم.
بعد طول انتظار موقف قطبي الشيعة.. السيدين عمار الحكيم.. رئيس قائمة “المواطن” ومقتدى الصدر.. رئيس القائمة الصدرية، اللذين يكونان الإئتلاف “الوطني” وجد المريدون، أن نوري المالكي.. رئيس إئتلاف “دولة القانون” أشجع في المبادرة واسرع في ترصين خطواته، معلنا نفسه رئيسا للوزراء، قبل أداء اليمين الدستورية، من خلال مطالبة إئتلافه، برئاسة الوزراء، وأنه الرهان الوحيد في المخايرة، لا تردد ولا عين للجنة وعين للنار ولا قلوبنا معك وسيوفنا عليك، انما هو قول صريح واضح، يتفق فيه الصوت ورجع صداه، على المالكي.
بالمقابل الإئتلاف “الوطني” القادر على ان يحوز قصب السبق، بالتآلف مع السنة والكرد وإئتلاف “الوطنية” برئاسة د. اياد علاوي، فيحقق ثقلا يشكل بموجبه حكومة شراكة وطنية جادة، وليست من نمط ذر الرماد في العيون، التي حصلت في الدورتين السابقتين.
لكنهما لا يقدمان على لم الشمل، مع مكونات عراقية، أصيلة الوجدان، فتقوم دولة مؤسسات، كما لو عاجزان عن ترشيح شخص.. لا أدري، هل يستحيان ام… تحت الأكمة ما تحتها؛ خوفا من ايران التي نسقت مواقفها مع امريكا وعموم الغرب.
المالكي فيه صفات الرئيس المندفع باتجاه ما يريد، من دون تشظية قراره أوتبديد جهوده، انما مكتنز الأداء واضح في ما يبغي… بالمقابل السنة والكرد وعلاوي، جاهروا.. أشكرى.. برفض المالكي، مع علمهم بأن الأمر الذي أختلفوا وإياه بشأنه، آل اليه، وسيشكل الحكومة، وفق رؤاه…
– ما خطبك ياسامر؟ قال: – بصرت بما لم يبصروا!
سؤالي: ما الذي يراه زعيما الشيعة.. السيدان الحكيم والصدر ولا نراه؟ أطرحه على إئتلافهما “الوطني” بصيغة أشد حزنا: – لماذا لا يعلنان موافقتهما على التحالف مع المكونات العراقية الأخرى، لتشكيل حكومة، بعد ان رفض الصدر الولاية الثالثة للمالكي واوصى الحكيم بإختيار شخصية مقبولة!
وهو كلام واسع لا يؤطر موقفا ملزما، خاصة وان المالكي لم ولن يقيم أعتبارا لأحد، ذاهب الى قضيته بتفرد قوي، يؤكد تكرار سيناريو 2010 الذي إذعن الجميع له، تحت ضغط أمريكي وإيراني همش الكل ووزع الادوار وفق مشيئتيهما، وليس بموجب ضرورات الشعب العراقي.
التاريخ يعيد نفسه، ففي العام 64 هجرية، عصا الحصين بن نميرالسكوني.. والي مكة وإنتفض التوابون بقيادة العجوز سليمان بن صرد الخزاعي وثار المختار الثقفي؛ ضد يزيد ثأرا للحسين “ع” لكن كل على حدة، تنافرا مع الآخر، فقضى عليهم بيسر، خاصة وان علي زين العابدين ومحمد بن الحنفية، لم يدعما اي منهم (حاشى للمالكي أن أشبهه بيزيد، لكن الامثال تضرب ولا تقاس).
وها هم الشيعة يتناحرون ثانية وثالثة ورابعة والى الابد.. فأما اعتدلتم او أعتزلتم الامر.. سامعين او موادعين؛ كي يتصدى له أهله؛ لأنكم تضيعون أمنيات الفقراء، مع إعلان نتائج كل دورة انتخابية، نفوز بها خاسرين.. نعم نفوز فنخسر ما فزنا به!