الله سبحانه , يمهل ولا يهمل .. ويمكن هاي حوبة الاف العراقيين المظلومين , اللي دفعوا ثمن غباء , وفشل سياسي , لصعلوك , كان يفترش الطرقات , أصر أن يتسلق وبالقوة ,على أكتاف الشعب , ليرضي غروره وأنانيته .. اليوم , فضحه البارئ علنا , وأصبحت قضية صندوق التنمية ( دي أف أي) قضية رأي عام عراقي , وليست قضية سياسية , يراد منها , تسقيط سياسي .. والفضيحة أوردها , كما هي ..
سحبت الحكومة السابقة , وفي أخر أيامها السود , المليارات من الدولارات , من صندوق يحتفظ العراق من خلاله بعوائد النفط , يعرف بأسم ( صندوق التنمية العراقي ) .. واللافت للانتباه , أن سحب الاموال , تمت بأمر شخصي من المالكي , حسبما أعلنه , في زيارته الاخيرة للناصرية .. وقال نائب رئيس الجمهورية بالحرف الواحد ( لولا المليار دولار , التي صرفت على متطوعي الحشد الشعبي , لما كانت هناك حكومة سابقة وحالية قائمة ) .. ألا أن الاموال التي كانت بهذا الصندوق , تقدر بعشرة مليارات دولار , لضمان الرواتب والنفقات الحكومية .. وأن الباقي في صندوق التنمية العراقي , ثلاثة مليار دولار فقط .. وأن أموال النفط , التي سحبت من هذا الصندوق , فاقت الثلاثة مليار دولار .. ألا أن صفاء الصافي , وزير المالية وكالة , في عهد المالكي , أوضح , أن ستة مليارات دولار , هي المتبقية في صندوق التنمية .. وبعد التدقيق المحاسبي , تبين , أن حسابات الصرف المقدمة , ليست دقيقة , وتشير الى وجود عمليات نهب وأختلاس , وتلاعب بأموال عامة .. بمعنى أخر , أن أكثر من ثلاثة مليار دولار , بح ؟..
ويبدو , من خلال سحب الاموال وتصريفها بغير وجه حق , أن نوري المالكي , أستغل عدم محاسبته من قبل مجلس النواب , بأعتبار كتلته الاكثر حظا فيه , وعدم وجود حسابات ختامية , مستغلا الاوضاع الصعبة التي تعصف بالبلاد , ولكونه الرئيس التنفيذي الاول في عمل الحكومة , ولا مجال للشك في أدارته البلد كيفما يشاء .. كما وأعتقد المالكي , أنه سيحتفظ بالولاية الثالثة , بلا شك ..
ولكن الذي يحدث , أن الثلاثة مليارات دولار المتبقية في صندوق التنمية , لا تغطي نفقات الحرب المتواصلة , وعجز الحكومة الحالية , في تلبية الالتزامات المالية الاخرى , وسط تحذيرات من أفلاس هذا الصندوق , قريبا ..
على حكومة حيدر العبادي , أن تعود الى الوراء قليلا , وتحسب عوائد النفط , والنفقات , وتدقيق الحسابات السنوية , حتى تتمكن وزارة المالية , ولجنة النزاهة البرلمانية , من معرفة الاموال العراقية الصحيحة والمتبقية في صندوق التنمية ..وأن تحذر من الانزلاق الى الاقتراض من الاحتياطي النقدي , لان ذلك , له تبعات سلبية , قد يؤدي الى أنهيار العملة العراقية ..
تعليمات المرجعية , أكدت في خطبة الجمعة أمس , على ضرورة تطهير مؤسسات الدولة من الفااسدين , ومهما كانت مواقعهم ومناصبهم .. وهذا ضوء أخضر لحكومة العبادي , بتصفية قيادات الفساد , وتطهير هذه الافة من جسد العراق …