على الرغم من ان ما قام به الطاغية الملعون الهدام خلال حكمه الفاشي لبلدنا المظلوم لم يشهد مثله التاريخ الحديث الا ان ما عاناه العراق خلال فترة الثماني سنوات التي تولى فيها نوري المالكي ادارة الدولة العراقية جعلت العراقيين يفكرون وبجدية ان بالإمكان ان يوجد من يكون بتصرفاته اكثر رعونة وتهورا من هذا الطاغية ولا اعتقد ان بمقالة واحدة يمكن ان نعقد مقارنة بين المآسي التي خلفها الملعون الهدام ومثيلاتها التي انتجها حكم المالكي الا اننا بالمحصلة النهائية نخلص الى نتيجة واحدة قد يوافقني فيها الكثير من الاخوة الاعزاء وهي ان المالكي ومن خلال اتباعه لأسلوب الكذب والخداع والمداهنة وتقريب الفاسدين والتحايل على البسطاء من الشعب العراقي قد استطاع ان يبيض الكثير من النقاط السود التي خلفها الملعون الهدام فبالرغم من كون الطاغية كان دكتاتوريا بامتياز الا انه كان يحرص على ان الذين يتولون المناصب لديهم شيء من الخبرة والاختصاص واما المالكي فالخبرة والاختصاص اخر شيء يفكر فيه بالنسبة للمسؤول وانما الشيء المهم والرئيسي هو ان تكون صفحته سوداء وعليه الكثير من الملفات حتى يكون ضعيفا وعبدا مطيعا هذا بالنسبة لتولي المناصب واما بالنسبة لسياسة الدولة في عهد الطاغية الملعون فكانت مبنية على القبض على كل مقدرات البلد بيد من حديد وباستعمال شتى الوسائل واما سياسة الدولة في عهد المالكي فكانت مبنية على نظرية الدمج في كل شيء وبالمصطلح العراقي ( رهمها شلون ماجان) فالفاسدون يعيثون بالبلد فسادا والسراق تحت مظلة الدولة والقوات الامنية بكل صنوفها وتخصصاتها تدار من مكتب القائد العام ذلك المكتب الذي اثقل كاهل الدولة العراقية بالأموال الطائلة يقابلها بفوضى في كل شيء تلك الفوضى التي انتهت بتسليم مدينة الموصل الى قوى الارهاب في وضح النهار وبدون ان يطلق الجيش رصاصة واحدة ولتقوم بعدها المجاميع الارهابية بالتمدد على محافظات ديالى وصلاح الدين والانبار ولم تقف السياسة الاوحدية للمالكي على هذا فحسب بل وصلت الى قوت الشعب لتنتهي حكومته بخزينة خاوية جعلت الحكومة الجديدة في حيرة من امرها كيف تدير الامور فلا سيولة في البلد يقابلها انخفاض متسارع لأسعار البترول في العالم وشعب انهكته الطائفية والتناحر العرقي وكل هذه الامور وغيرها الكثير انتجتها سياسة السيد المالكي فهل يبقى مجال للشك بانه لم يترك شيئا قام به الطاغية الملعون الا وزاد عليه .