19 ديسمبر، 2024 8:21 م

المالكي بين هوس السلطة والاحلام الوردية…؟

المالكي بين هوس السلطة والاحلام الوردية…؟

كتبنا في الايام القليلة الماضية مقالاً عنوانه (الغد بريس بين تلميع صورة المالكي وتأكيد ولائه لإيران) تناول زيارة “المالكي” الى “ايران” كما إن الوكالة وصفته -بأنه يمتلك الحكمة في عدم ترشيحه لرئاسة الحكومة القادمة-ننقل لكم جزء من المؤتمر الصحفي الذي عقده المالكي بعد العوده من ايران:
-فأنا ارشح قطعاً، واعمل على ضرورة أن أُحقق من خلال الأنتخابات ومن معي بقية الإخوان في الفصائل الأخرى الأغلبية السياسية، للمرحلة المقبلة؛ بقيت أن اكون رئيس وزراء او لأكون؛ طبعاً هي رغبتي أن لا أكون، لكني أترك الأمر للعراق والعراقيين، لو سُئلت لنفسي ليس لدي رغبة الشراكة، ولكني لا يعني أن لا اكون شريكاً اساسيياً، وبأي قدر استطيع في ضرورة تشكيل حكومة قوية مدعومة بأغلبية سياسية-.
“المالكي” بكل تأكيد أعطى وعود لإيران، لكن ماهي تلك الوعود؟ أكيد أننا لا نعرفها، لكنها لاتقل اهميةً عن الوعود والإتفاقات، التي اعطاها “لمسعود برزاني” و”التيار الصدري” و”ال النجيفي” مقابل توليه الحكومة الثانية، في مؤتمر اربيل٢٠١٠، والتي لحد الآن لم يجرء اي طرف من الاطراف المؤتمرين عن التصريح، عن ماهية تلك الوعود والاتفاقات!. المالكي ومن خلال المؤتمر الصحفي يوكل الأمر للعراق والعراقيين في تحديد مصيره! وكأنه الممثل الوحيد للشعب، ماذا قدم لهم عندما اعطوه ثقتهم؛ في انتخابات ٢٠١٠ فحصد (٨٩) مقعد في البرلمان، فأنتجت له اكثر من ثمانية وزارات واضيفت له وزارات التيار الصدري، فضلاً عن ادارته وزارة الداخلية ووزارة الدفاع بالوكالة، ورئاسة الامن الوطني وجهاز المخابرات، ناهيك عن تحكمه المباشر وسيطرته على المؤسسات التي يديرها اعضاء حزبه، كمؤسسة الشهداء والسجناء، إضافةً للعدد الغير قليل من المحافظين، مدعومةً بالميزانيات الانفجارية، فلم يقدم لهم غير الدمار والمزيد من القتل والفساد السياسي والمالي وعلى كافة الاصعدة، وضياع ثلث البلد وإنهيار المؤسسة العسكرية. هوس السلطة جعل المالكي يهذي، حيث قال -لو سُئلت لنفسي ليس لدي رغبة الشراكة، ولكني لا يعني أن لا اكون شريكاً اساسيياً، وبأي قدر استطيع في ضرورة تشكيل حكومة قوية مدعومة بأغلبية سياسية-. فمن خلال تصريحه يتبين انه قد ضمن وصوله الى الاغلبية السياسية، مشيراً لعدم رغبته في الشراكة! ليعود مرةً اخرى ليقبل الشراكة! بشرط تشكيل حكومة التي يرجوها هو. مع العلم في انتخابات ٢٠١٠ حصل على (٨٩) مقعد كما اسلفنا، اي ثلث مقاعد البرلمان، وبهذا يحتاج الى نصف الثلث ليشكل النصف ( +١ ) كما انظم له “كتلة بدر+التيار الصدري+كتلة الجعفري+كتلة الفضيلة” اي حقق الاغلبية السياسية لكنه لم يستطيع تشكيل الحكومة الا بعد الاتفاقات السرية بين جميع الاطراف المتحالفة مع البرزاني وال النجيفي، فكيف له في القادم، مع ما نجده اليوم من الرفض الواسع له بالذات ولجميع الاحزاب الاخرى، لأن الناخبين اصبحوا ما بين الرافضين للأحزاب السياسية، وبين الرافضين للإنتخابات البرلمانية، وهذا سوف ينعكس سلبياً على جميع الاحزاب السياسية في العراق. من يحاول قراءة تصريحات المالكي  خلال المؤتمر الصحفي  يتبين له امرين:الاول: إن “ايران” اعطت الضوء الاخضر للمالكي بأن الفصائل المقاتلة التابعة لها، سوف تكون ضمن قائمته؟ وإنها لازالت تثق به وتعتبره رجلها الاول، وستعمل على تسوية الخلافات بينه وبين “الصدر”، ولا نعتقد إن الاخيرة لازالت تلعب على ورقة المالكي، ولم تجد البديل المناسب، والاكثر حظاً، او محاولة من ايران لكسب اكبر عدد من الاصوات  للفصائل الموالية لها، بأصوات المالكي ثم تركنه جانباً.ثانياً: صرح المالكي بهذا التصريحات لإبعاد جميع الكتل السياسية من التشاور مع الفصائل المقاتلة، للشراكة في خوض الانتخابات القادمة، ومحاولةً منه ارسال رسالة لها، بأنه لازال يمتلك ذلك الدعم السابق من حلفائه، وهذا الارجح.

أحدث المقالات

أحدث المقالات