23 ديسمبر، 2024 5:22 ص

المالكي بين التناقض والفشل

المالكي بين التناقض والفشل

في الخطاب الأسبوعي للسيد المالكي أشار في مجمل حديثه عن انعدام الخدمات ، والخلل في القطاع الصحي ، وما يعانيه من تدهور وفساد مستشري، وغيرها من دوائر ومؤسسات الدولة العراقية المفترضة ، كما تطرق في حديثه الأسبوعي ، والذي بدا يحمل الكثير من التناقضات من اتهام أفراد السيطرات بأنهم من يضيقون على الناس ، ويعرقلون المرور ، وهم متعمدين في ذلك حتى يستاء الناس ويخرجون ناقمين على الحكومة ، وغيره من حديث يحمل الكثير من التناقض والإشكالات ، ولسنا متخصصين في علوم اللغة ، ولكننا كمراقبين ومتابعين ، نحاول أن نقف عند السلبيات ، ونجد الحلول الناجعة لها ، دون المساس بالشخوص ، والذين لا نختلف معهم كشخوص ، أنما ننتقد السياسات المتبعة في حكم الدولة العراقية .
التناقضات كثيرة ، ولكن ما كان أبرزها هو تصريحه في لقاء جماهيري مع أهالي محافظة كربلاء يلقي فيها مسؤولية فشل الحكومة في الأمن والخدمات على عاتق الكتل السياسية الأخرى لافتا إلى أنها هي من فرضت عليه وزراء متحزبين بحسب قوله، ويقول المالكي في خطابه الذي تم بتاريخ 5-4-2013, بان الوزراء مفروضين عليه من قبل الكتل السياسية.
في حين يناقض نفسه بتاريخ 27-11-2010 وفي مقطع فيديو أيضا مسجل حيث يقول عند كلمته التي أعقبت تشكيل الحكومة بأنه حصرا من يختار الوزراء وله الكلمة الفصل في ذلك وان كل الكتل السياسية موافقة على اختياراته.
هذه المواقف المتذبذبة ، خلقت للسيد المالكي حالة من عدم المصداقية أمام جمهوره ومناصريه ، كما أنها أخلّت بالعلاقة السياسية فيما بينه وبين الكتل الأخرى ، مما جعل فرص تقدمة لا تكاد يذكر ،خصوصاً مع نهاية سنين العشر العجاف ، والتي لم تترك بصمة واضحة في ارض وسماء العراق ، سوى الخراب والدمار ، والفساد الذي أصبح مثل ، وأصبحنا في مقدمة الدولة الفاسدة إدارياً ، وهذا نصر بحد ذاته للسيد المالكي .
كان يفترض بالسيد المالكي ، خاصة مع تمسكه بالثالثة ، أن يقرأ الشارع جيداً ، وان لا يكتفي ، بأقوال وعاظ السلاطين من الكذابين والمنافقين ممن حوله ، والذين هم المطلوبون للشعب العراقي ، بان يقتص منهم لا نهم عكسوا صورة البيضاوية للشعب العراقي ، وإخفاء الواقع المأساوي الذي يعيشه الشعب العراقي من فقر ، وجهل متقع ، حيث تشير التقارير أن مستوى الأمية وصل إلى معدلات عالية ،إذ وصلت نسبة الأمية إلى 74% بين الشباب وعدد الاناث الدارسات أكثر من الذكور ، ناهيك من الفساد في مؤسسات الدولة العراقية ، في جميع المجالات ، الخدمية منها والصحية .
هذا الخطاب يعبر عن فشلة في إدارة الدولة ، ويعبر عن قصر نضر سياسي لدى السيد المالكي ، وإلا حتى الجاهل يعلم أن وزير الصحة هو جزء من منظومة مجلس الوزراء ، والذي أنت رئيسه ، كما انك القائد العام للقوات المسلحة ، وتمتلك الصلاحيات الواسعة في إقصاء القادة والضباط ، حتى ترمي بفشل هولاء القادة على جنود بؤساء لايملكون سوى رواتبهم الشهرية  ، وغيرها من وزارات وهيئات تقاد إما من مكتبك أو بالوكالة بأحد رجالك ؟! أذن لماذا تلقي بالخطأ على غيرك .
لماذا لا يكون هناك مصارحة ، واعتراف بالفشل ، أمام شعب أصبح ألعوبة بيد الإرهاب وسياسة الأزمات ؟ ولماذا لا يكون العدو للشعب العراقي هو الإرهاب فقط ، بدل أن يتحمل عدوين ، هما سياستك ، والإرهاب ؟! .
وفي استطلاع للرأي أجرته صحيفة “واشنطن بوست” خسارة رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي في الانتخابات البرلمانية المقبلة ، الاستطلاع الذي شمل مجموعة واسعة من المتابعين للشأن العراقي، عزا سبب فشل المالكي إلى خيبة الأمل الذي ألحقه المالكي بناخبيه، إضافة إلى عناوين الفساد الذي فاض من جميع مفاصل الدولة في ولايته  كرئيساً للوزراء، من خلال فشل نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني في رفع أنتاج النفط العراقي وتطوير الحقول الإنتاجية و وعوده الكاذبة في استقرار الكهرباء و إلى الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية عدنان الاسدي الذي فشل في بسط الأمن و انتشار العنف في جميع محافظات العراق وبالخصوص العاصمة بغداد ناهيك عن سلسلة المصاهرة والنسب التي أثرت على المالكي في الشارع العراقي .
وهذا بحد ذاته فشلا للسيد المالكي في كل المقاييس السياسية ، لذا يجب على السيد المالكي ، إعلان فشله أمام جمهوره ، والشعب الذي وضع ثقته به ، وان لا يعتمد كثيراً على أسلوب التناقض ، لان مهما امتد حبل ….لابد أن ينقطع .