23 ديسمبر، 2024 10:54 ص

المالكي بين الامس واليوم والزيارة الخاطفة للانبار

المالكي بين الامس واليوم والزيارة الخاطفة للانبار

وجهت الدعوات الى المسئولين و زعماء القبائل  والوجهاء وطار المالكي الى الانبار…… قطعت الاتصالات الخلوية والانترنيت وتم تمشيط الصحراء حول القاعدة ومنع الرعاة من الرعي بالقرب من القاعدة ومنع الباحثين عن الكما من التقاط الكما من الصحراء التي تحيط بالقاعدة خوفاً من رصد واستهداف طائرة المالكي … رفض الكثير حضور اللقاء لعدم قناعتهم بالمالكي وبأشياء أخرى , تردد الكثير عن حضور اللقاء خوفا من التهديدات… وذهب الاخرون الذين هم اصلا  غارقين في مستنقع التهديدات . اخذوا مواقعهم في القاعه … منهم من جلس في الصف الاول غير مبالي بكاميرات التصوير ومنهم من انزوى او جلس في الصف الخلفي خوفاً من الكاميرات , كلهم ينتظرون قدوم المالكي وما يحمل من جديد بجعبته. خلا  المشهد هذه المرة من علماء الدين والأسباب عديدة  .  
وهبط في قاعدة عين الاسد , تلك القاعدة التي بناها اليوغسلاف في ثمانينات القرن الماضي . المكان نفس المكان الذي بناه صدام لكن الشخوص مختلفين تماماُ , والأجواء نفسها في كثير من الاحيان إلا في حالا ت اننا لم نسمع من الشيوخ (بالروح بالدم نفديك يا ابو اسراء ), لكن افراد الجيش اصروا إلا ان يكون المشهد نفسه الذي كان يحدث في الثمانينات والتسعينات  . وبدا اللقاء وكان الكل بالانتظار بعد ان صافحهم واعتلى المنصة واستدرك في الكلام ونسى انه تحدث وقال كلمات ليست بالكلمات , وعد كثيرا وابتسم كثيرا وظهر عليه من نبرة كلامه وعدم سيطرته على كحاته انه مصاب بالأنفلونزا . 
قال اشياء سمعناها كثيرا , كان يتكلم وهناك من يقف خلفه ويكرر كلامه ويؤيده بإشارات ونظرات وحركات وكأنه يعلم ان الكل لا يصدق ما يقوله رئيسه . اننا هنا لنجبركم على التصديق بأننا جادون في ايجاد حلول لازمة الانبار , الحلول الكلامية بارعون في صياغتها وقادرون على التلاعب بكلماتها . لكن لا تسالوا  عن تطبيق الحلول على ارض الواقع , الواقع يقول ان هناك برلمان وقضاء هم مسئولون  عن تطبيقها , كل ما تريدون  سوف نقوم به ! اموال نعم هناك (100 مليار دولار للانبار !!!)  وان احتجتم سوف ندفع اكثر …لم يعد يفرق بين المليار والمليون !!!!  الكل محتار لهذه اللحظة هل يقصد مليار دولار ام مليون ؟  ام انها لحظة التلاعب بالكلمات او لحظة الارتباك وعدم الاحساس بمخارج الكلمات ؟
بعد العودة , صمت كثير منهم وانتظروا ردة الفعل . اي ردة فعل استثنائية ينتظرون !  رفضها الكل حسب مسمياتهم (الثائرون والمسلحون والسياسيون والمناصرون المواطنون العاديون وحتى الداعشيون ان وجدوا ).انها خيبة الامل بالحلول السلمية , مبادرات كثيرة ولا مستجيب ! اين كانت هذه المبادرات والحلول قبل استخدام السلاح وزمجرة الدبابات على شوارع اكتست وعبدت حديثاً .ان تأتي متأخرا خير من ان لا تأتي   هكذا يقال , لكنك لم تأتي متأخرا بل  اتيت في وقت ما بعد الوقت الضائع   .