23 ديسمبر، 2024 8:08 ص

المالكي … بيدق أم ملك !

المالكي … بيدق أم ملك !

كم كنت أتمنى أن أقول ( وبصدق ) إن قلوبنا تقطر دما على ما يجري في العراق المظلوم الجريح ! … ولكننا ومع الأسف لم نعد نملكقلوبا ( أصلا ) لتتفطر … أو حتى يسيل منها الدم ويتقطر ! .
ومع قرب إنطلاق الإنتخابات البرلمانية التي تنتظرها شعوب الأرض الحرة ببالغ الشوق والشغف … لتتذوق من نتائجها النزيهة طعم الحرية في إختيار مستقبل أفضل وحياة حرة كريمة …يتوجس العراقيون ( وهم كالعادة لا يشبهون أحدا من البشر ! ) … ويضعون أياديهم على صدورهم خوفا وقلقا وقد أقبلت ريح الإنتخابات البرلمانية العراقية التي لا تحمل لهم إلا معالم حياة بائسةوسقيمة !!! … فهم ( والله بعونهم ) بين نارين أهونهما سقر ! … بين أن يستمر الوضع السيء على ما هو عليه أو أن يكون التغيير نحو الأسوء !!! .
والسؤال الأكبر …ودماء العراقيين تسيل في كل محافظات العراق قربانا ( وفدوة ) لدولة آلة القانون التي لا تحمل إلا وترا واحدا يعزف على لحن الفُرقة والطائفية … وقد ربط المالكي ( لحى العراقيين ) بعضها ببعض … فأهالي الأنبارينظرون الى أهالي الجنوب اليوم بعين الحسرة والعتب ..وقد أرسلوا أبناءهم على مشارف محافظتهم يقصفون ويقتلون ويعتقلون ويهجرون !!! … وهم يعلمون أنهم يضعون سلمهم على الجدار الخطأ … فليس هذا هو الطريق نحوالقضاء على  الإرهاب !!! … مثلما لم تكن الكويت يوما طريقا نحو تحرير القدس ! … أما أهالي ديالى فما فتئوايلعنون اليوم الذي ولدت فيه ميليشيات البطاط والخزعلي الحكومية بامتياز والتي ما انفكت تتقتل فيهم وتحرق مساكنهم وتفجر مساجدهم ! … بينما أهالي الجنوب ( ووسط حملات التضليل الحكومية) ينظرون الى أهالي الأنبار وكأنهم إرهابيون مسؤولون عن قتل أبنائهم ! … خاصة وقد أوحى المالكي للمساكين من جنوده أنهم ذهبوا للدفاع عن وطنهم … ومذهبهم !!! … أما الكرد ( الحلفاء المصلحيون ) فقد مسح المالكي بهم الأرض !!! … في حادثة ( مثيرة للجدل في تفاصيلها وتوقيتاتها ) … حيث مقتل الإعلامي ( الشيعي ) على يد الضابط ( الكردي السني !!! ) … وعلى أرض الكرادة التي أظهروها وكأنها مُغتصبة من قبل الكرد ويجب طردهم منها !!! … كما أراد المالكي ودولة القانون أن تصور تلك الحادثة  … ليرفع المالكي بعدها راية مختار العصر وقد كتب عليها بالدم … شعار : الدم بالدم ! … فلُعن الكرد من على وسائل الإعلام الشيعية جهارا نهارا … وهُددت العوائل الكردية في بغداد بالقتل إن لم تترك منازلها وتعود الى الجبال ! … ليكتب حينها المالكي آخر سطور رسالته الإنتخابية للشيعة … ومفادها أن سنّة العراق … بعربهم وكردهم … يرومون قتلكم أيها الشيعة !!! … ومالكم من سواي مُخلص ومنقذ من هذا الطوفان الإرهابي القادم ! … وما تصريح النائبة نورية المالكي ! … عفوا أقصد حنان الفتلاوي … عندما ظهرت على وسائل الإعلامبتعابير وجهها الذي يحمل معاني الحب للعراقيين ! … كل العراقيين !!! … لتطالب بقتل سبعة من أهل السنّة مقابل كل سبعة من الشيعة !!! … في دعاية انتخابية صاروخية نحو قلوب الطائفيين والمغفلين من جمهورها ! .
ولا أريد أن أدخل في نفق الطائفية النتن الذي ضاع في دهاليزه جل العراقيين … ولكني أريد اليوم أن أسأل السؤال الأكثر صعوبة … بل والأكثر مرارة … هل أن العلة في المالكي ؟ … أم العلة في مشروع أصفر… ليس المالكي ( ومن حوله ) إلا أداة في تحقيقه !!! … والإجابة على هذا السؤال تحدد بالتأكيد توجهات الراشدين من العراقيين … إذا ما تعاملوا معه بتجرد وأمانة … فمعرفة الحقيقة ( وإن كانت مرة ) هي من يستنهض الشيعة قبل السنّة… والكرد قبل العرب… ليكونوا يدا واحدة ضد الزمرة الظالمة الحاكمة في العراق … ليضمنوا لأنفسهم ولذراريهم من بعدهم حياة آمنة مطمئنة … وليعلموا أن لغة الدم والإستئصال والتهجير والتهميش التي تستعملها حكومة دولة القانون اليوم لا توفر لهم إلا مزيدا من الخوف والرعب والتبعية ! .
إخواني العراقيين … لا شيء أغلى علينا اليوم من تعايش حقيقيما زالت حكومات الإحتلال وما بعد الإحتلال تذبح به … وبسكين عمياء ! … ولنعلم أن الذي نحتاجه اليوم ليس مجرد تغيير لفرد ( أيا كان ذلك الفرد ) … ولكن الذي نحتاجه ثقافة واعية … وتجرد نقي … وتغافر صادق … لنُخرج العراق من النفق المظلم الذي جرنا إليه عبيد المشروع الآثم الذي يستهدف العراق المظلوم … نحو مستقبل أفضل … وحفظ الله العراق والعراقيين .