23 ديسمبر، 2024 3:40 م

المالكي المطرود يوعظ العبادي المُكلف!!

المالكي المطرود يوعظ العبادي المُكلف!!

يبدوا ان المطرود نوري المالكي لا يزال يعيش ” اللحظة ” أو ” اللقطة ” كما يسميها العراقيون، عند إلقاءه خطابا متلفزا الغاية منه نقل تجربته الفريدة جداً! بالحكم إلى السيد العبادي المُكلف بتشكيل الحكومة ، داعيا إياه للذهاب إلى خيار الازمات الذي أعتاد عليه المطرود بتعامله مع الشركاء السياسيين ، لا أجد إلا ان المالكي يعتبر العبادي ” عربانه ” كما يطلق العراقيين على من يندفعون بسرعة لقرارات غير مدروسة عند سماع كلام الاخرين لهم ، حتى وان كان يعني الذهاب نحو الهاوية .

ثم ان المالكي أعتاد ان يكون له خطاباً دائم إلى الشعب متخيلاً أنه ملك أو رئيس دولة أو حتى رئيس وزراء حقاً! متناسياً أنه ليس سوى موظف لدى الحكومة الإيرانية يتلقى أوامره من سفيرها في بغداد ، يذهب خاضعاً ذليلاً لطهران لتلقي التعليمات من قادة النظام الدكتاتوري الحاكم هناك.

المالكي يريد توريط العبادي أو إيصال رسالة إلى الوسط السياسي العراقي أنه لا يزال صاحب نفوذ حتى على المُكلف بتشكيل الحكومة ، بالعرف الاجتماعي يعتبر ذلك الفعل مخزي ومعيب من قبل المالكي بحق العبادي فما بالك بالعرف السياسي؟! . المالكي أيضاً إلى الان يبدوا انه لا يتخيل كونه خارج إطار رئاسة الحكومة ، رغم أنه كما يبدوا تلقى تطمينات كبيرة بأن يكون له دور بتشكيل الفريق الحكومي وسيكون وقعه مؤثر داخل مجلس النواب كونه يتزعم الكتلة الاكبر من حيث عدد المقاعد النيابية .

المصيبة ان يستمع العبادي لرؤية عبقري زمانه المطرود المالكي ويذهب لتشكيل حكومة تقتصر على من يذهب بخياراتها التي ستتدخل بها إيران لا شك ، خاصة وان ميليشياتها تمكنت اليوم من إحكام سيطرتها تماماً على المشهد الامني بسبب الفوضى التي أحدثها تشكيل داعش الإستخباراتي الموجه من جهة والثورة التي يقودها عراقيون أصلاء رفض المالكي الاستماع لمطالبهم وإعطاء حقوقهم من جهة أخرى ، بالتالي ان ميليشيات إيران فرضت نفسها بشكل علني مباشر على المشهد بالكامل ، تخطف وتعذب وتقتل وتمثل بالجثث أمام مرأى ومسمع الحكومة والبرلمان الذي يبدوا أنه سيكون هو الاخر فاشل بإمتياز لن نرى منه أفعالا سوى جعجعات حناجر نوابه ونائباته! الفطيرات! من على شاشات التلفاز.

ثم أولى بوادر إستمرار الفشل السياسي للحكومة الجديدة ظهر عندما ألتقى رئيس الجمهورية فؤاد معصوم مع قائد ميليشيا العصائب قيس الخزعلي ، تلك الميليشيا متهمة بأنها تخطف وتقتل وتعذب مواطنين عراقيين على الهوية وهي تعمل دون أي غطاء دستوري وقانوني حالها حال العشرات من تلك التنظيمات المسلحة فضلاً أنها تتلقى تمويلها بالكامل من دولة أجنبية لكنها تقوم بفعالياتها الاجرامية تحت أنظار وحماية النظام السياسي الحاكم في بغداد ، أي حكومة نتنظرها أذن طالما نرى المجرمون يصولون ويجولون في بغداد ومدن البلاد بحرية تامة وبحماية حكومية أو شبه حكومية؟! ، العبادي لم يأتي هو الاخر من الفضاء ، فهو نتاج صفقة سياسية لإنقاذ البيت الشيعي السياسي من التفكك بسبب سياسات المالكي وإرضاء الاكراد ومحاولة تطمين السُنة بتغيير المالكي الذي تطوع بنفسه عدوا لهم ، إلا أنه برع حقاً بصناعة الأعداء بالوسط العراقي عموماً عند الشيعة كما عند السنة والاكراد ، لم يأتي بإنقلاب على قواعد اللعبة السياسية الحاكمة والمحاصصة التي دمرت العراق وإنما هو جزء لا يتجزأ من تفاهمات وصفقات المحاصصة الطائفية التي قسمت البلاد على ثلاثة أركان ، شيعة ، سنة ، أكراد.لكن اليأس الذي تملك الانسان العراقي دفعه لمناشدة رئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي لبناء الحكومة وفق سياسات وطنية والغاء الممارسات الطائفية بالرغم من ان العبادي هو الاخر جاءت به المحاصصة الطائفية تلك ، كما الحال بالنسبة لمعصوم والجبوري!!.