23 ديسمبر، 2024 12:35 م

المالكي، الفتلاوي، الشلاه، السنيد، عباس البياتي وآخرون

المالكي، الفتلاوي، الشلاه، السنيد، عباس البياتي وآخرون

المتحدثون باسم دولة القانون ورئيس الوزراء نوري المالكي وبعض المنتفعين من المحللين السياسيين المفترض استقلالهم وحياديتهم يزيدون الامور تعقيدا بتصريحاتهم وتحليلاتهم التي خرجت عن كل منطق. يبدو أنه كلما ازداد الفشل الحكومي وكلما ضاقت الدائرة على المالكي ازداد هؤلاء انفعالا وطبع ذلك تصريحاتهم بحدة أعلى على العكس تماما مما تتطلبه السياسة من كياسة وذكاء وتأني..

المالكي نفسه استسلم للموقف الحرج الذي هو فيه وظل يطلق الاتهامات علنا. فما حدث في الموصل – برأيه- مؤامرة وتخاذل اشتركت فيه الحكومة المحلية، وقادة أكراد وأبناء القوات المسلحة من محافظة نينوى. أما هو فبريء من المسئولية. شملت المؤامرة –حسب المالكي- أطراف كردية، ودولية أي تركيا. ومن جهة اخرى، ظل المالكي يكرر ضلوع السعودية وقطر في مخطط تآمري على العراق. ولنتصور ان تصريحات خطيرة مثل هذه تصدر عن رأس الدولة. الخيانة التي يصم بها المالكي الاطراف الكردية والسنية (عائلة النجيفي بخاصة) يجب ان تقود – إن كان جادا في الاتهامات- الى اخراجهم من العملية السياسية بالمرة وعدم التعامل معهم اطلاقا. لكن لو قبلت هذه الاطراف (الكرد والسنة المتهمون بالخيانة) بالولاية الثالثة فهل ستتم مسامحتهم، تماما مثلما تحول (مشعان الجبوري) من صدامي وارهابي الى حليف قوي لدولة القانون بغمضة عين؟!

من جهتها، لم تترك السيدة حنان الفتلاوي شخصية سياسية عراقية من غير ان تكيل لها سيل من الاتهامات يصل بعضها حد الاستخفاف والشتائم. جعلت الفتلاوي من اياد

علاوي هدفا لها، وشنعت عليه انه (يتبكبك) عند الدول لعرقلة عمل الحكومة. كذلك نال البرزاني منها جانبا كبيرا من الهجوم والتشنيع بالاضافة الى الثنائي الكلاسيكي في أي طرح لدولة القانون (النجيفي أثيل وأسامة). حتى الاردن نالت نصيبها باعتبار أن تآمرها مخفي وليس علنيا مثل بقية المتآمرين.

اما علي الشلاه، فقد استثمر طاقته اللغوية بحدة وهو يتحدث عن المتآمرين الاكراد والسعوديين والقطريين والاتراك ولم تسلم منه الولايات المتحدة الامريكية ناهيك عن السياسيين السنة.

المتحدثون الاخرون امثال عباس البياتي، جاسم الموسوي، عدنان السراج، الشريفي، محمد العكيلي، ستار الغانم كرروا الشريط ذاته وكالوا الاتهمات نفسها، بلغة انفعالية سطحية تخلو من الكياسة او الفهم العميق للاشياء.. بل منهم من ذهب الى اضافة اسرائيل الى حلقة التآمر وكأن السيد نوري المالكي هدف ضخم بالنسبة للكيان الصهيوني او أن العراق دولة محصنة فتحتاج الى تآمر عالمي يضم كل هذه الاطراف!!

في الاونة الاخيرة، ونتيجة للموقف من الولاية الثالثة، انتقل نقد دولة القانون اللاذع الى اعضاء التحالف الوطني (الاحرار، والمواطن) والمحوا الى انتهازية هذين الطرفين ومواقفهما المائعة تجاه ما يحدث.. مما جعل الجميع اعداء عند دولة القانون!

يبدو أن أعضاء دولة القانون مصابون هذه الايام بحمى التصريحات والتحليلات وتراهم ينتقلون من البي بي سي، الى الحرة عراق، الى الشرقية، الى بيتهم في (العراقية وآفاق وقناة العهد)..

حصيلة هذا السعار من التصريحات والقاء التهم والهجوم على الاخرين أن: الاكراد بحزبيهم، والسنة بمتحدين، والعربية، والوطنية، والشيعة عبر الاحرار والمواطن كلهم يشتركون بطريقة مباشرة وغير مباشرة بمحاربة الحق.. جميعهم يقفون مع الباطل.. وهؤلاء من يقع عليهم كل اخفاقات 8 سنوات من حكم المالكي الذي يصور على انه الوطني الوحيد، القادر على ادارة دفة الحكم ولولاه – وليس بسببه- لتحول العراق الى رماد!!! هذا من الناحية المحلية..

اقليميا وعالميا: تركيا، الاردن، السعودية، قطر، البحرين، امريكا واسرائيل كلها متآمرة او لم تساعد العراق في محنته..

ايران هي الدولة الوحيدة التي سلمت من سهام النقد، وتغير موقف (دولة القانون) من سوريا بعد ان كان المالكي يتهمها بدعم الارهاب وانتقلت الى صفة الحليف الاستراتيجي لاسباب طائفية او بتوجيه ايراني.

حينما يشتتون الانتباه عن الفشل في الملف الامني (الحصري للمالكي)، والملف الخدمي، والسياسي والاقتصادي، وحينما يضغطون بهذا الشكل يريدون هدفا واحدا: الموافقة على الولاية الثالثة، ومن يوافق سينضم الى الحق ولو كان الشيطان نفسه!

دولة مثل العراق تقاد من اشخاص بهذا المستوى من التفكير؟ وهذا القدر من الوطنية والاخلاص والصدق مع الذات؟

هل نستغرب اذن كل هذا الخراب؟

لا. والقادم أكثر فداحة!