22 ديسمبر، 2024 9:22 م

الماسونية والحرب الناعمة وجهان لعملة واحدة

الماسونية والحرب الناعمة وجهان لعملة واحدة

نسمع كثيرا عن نظريات جديدة وايديولوجيات مستحدثة ومفاهيم براقة ظاهرها لخدمة الانسان وعند البحث عن تفاصيلها او اعادتها الى جزئياتها فانها تكون صورة لظواهر وافكار شائعة بين الناس قديما ، طبعا بعيدا عن الدين او السياسة او الفلسفة ، وتبقى الغايات من هذه الافكار والنظريات هي الاهم .

شاعت نظرية جوزيف ناي وهي الحرب الناعمة في التسعينيات وان كانت واقعا معمول بها بالفعل لكن ليس بالتسمية التي اجتاحت وسائل الاعلام ، ومفهومها هي تحقيق الغايات دون اللجوء الى القوة أي الحرب ، وهنا الغايات هنالك غايات ظاهرة واخرى خفية .

 تكلفة فيلم تيتانيك الذي انتج سنة 1997 تقريباً 200 مليون دولار وكانت الايرادات مليارين و256 مليون دولار ، وماهي قصة الفلم ؟ قصة لا تنهض بالثقافة ولا بالوعي عبارة عن احداث درامية غرامية نزل بهم البلاء  وسط البحر وبدات الاقاويل تتحدث عن الاسباب وعن الناجية الوحيدة ، ولكن النتيجة انه حقق  ايرادات فاحشة ، تخيلوا كم مؤسسة انتاجية وستوديوهات سينمائية تمتلك الاستخبارات الامريكية وكم فلم ( اكشن ) تنتج امريكا باليوم يحقق لها المطلوب ؟ قامت احدى شركات الدعاية باجراء استطلاع على الف شخص شاهد الفلم بسؤالهم كيف علمتم بالفلم ؟ فكانت نسبة 90% عرفوا عنه عن طريق الشارع من الناس ، والباقي عن طريق الدعايات ، هذا الفلم حقق ما قيل على اساس ان جوزيف ناي ابتكره ، ولكن حقيقة تعددت الوسائل للحرب الناعمة لتشمل اقذر الوسائل لغسل العقول والانحطاط الخلقي .

بينما حروب الولايات المتحدة الامريكية فانها كلفت اكثر من 200% من ايرادات تايتنك مثلا مجموع تكلفة الحربين على العراق وافغانستان وصل الى 811 مليار دولار، وهو ما يتعدى بمراحل تكلفة حرب فيتنام التي بلغت 549 مليار دولار.

بمعنى انتاج 200 فلم عل مستوى تايتنك فانه يشتت الثقافة ويهبط بالاخلاق دون سفك دماء وتعود عليهم خسائر الحرب ارباح ، ولكن هل امريكا غايتها فقط هدم القيم والاخلاق ؟ الجواب بالتاكيد كلا ، بدليل ان الحرب الناعمة شغالة ولا زالت امريكا تشن الحروب بنفسها من جانب وتمولها من جانب اخر .

السبب لانها لازالت تفكر بتحديث صناعة الاسلحة وبكل اشكالها بما فيها الدمار الشامل ولتؤمن عدم توقفها وتسريح العاملين فيها ، هذا من جانب ومن جانب اخر تفكر بالازدياد السكاني وتريد القضاء على هذه الزيادات ، ولان الدين الاسلامي وطبقا لتشريعاته فانه الاكثر نموا للسكان من غيره من الاديان ، بالرغم من العلاقات الجنسية غير الشرعية سائدة في اوربا وامريكا وان كانت امريكا لا زالت تعيش ازمة تشريع قانون الاجهاض مع الترويج لزواج اللواط حتى يمنع التكاثر وتحقق المطلوب .

ولان الدين الاسلامي يساعد على النمو السكاني لذا تكون الدول الاسلامية هي المستهدفة من قبل قوى الشر وخصوصا محور الشر الثلاثي ( امريكا ، بريطانيا ، الكيان الصهيوني) ، ومسالة ان امريكا تريد ان تسيطر على مصادر الطاقة فليست هي الغاية الرئيسية من حروبها بالرغم من انها تدعي ذلك ، فالمشاريع التي تلتزمها امريكا في الدول الاسلامية باعتبار عائداتها هي ارباح للخزينة الامريكية تكون شركات المقاولات هي اصلا تابعة للمخابرات المركزية الامريكية وكما هو الحال بالنسبة لبقية الدول أي لا تنفرد امريكا بذلك ، فالمخابرات ترتدي شتى انواع الثياب وحسب المطلوب من اجل الاختراق والتوغل وتنفيذ المهام دون النظر الى القيم الاخلاقية .

وهذا الاسلوب أي الحرب الناعمة هو اسلوب الكتروني متطور للاسلوب الماسوني في هدم قيم واخلاق المجتمعات الاسلامية عن طريق نوادي وجمعيات ظاهرها انساني