18 ديسمبر، 2024 5:48 م

الماء والخضرة والحشد الشعبي

الماء والخضرة والحشد الشعبي

ناظم التقسيم نقطة التقاء القوات العسكرية الذاهبة والقادمة الى منطقة الثرثار والى منطقة الكرمة والى الفلوجة والى الصقلاوية وبالتالي اصبح هذا المكان المحطة الاولى لتلك القوات وأضافت العتبة العلوية اهمية الى هذا المكان بجعل مخزن العتبة على الناظم ومنه توزع الارزاق الى قوات الحشد الشعبي .
في طريقنا الى بحيرة الثرثار استوقنا أحدهم على الناظم وهو يطلب منا تناول الفطور في ساعة مبكرة من ذالك الصباح الربيعي الجميل ..توقفت قافلتنا وترجل منها الشباب المرافقين لنا لتسرقنا رائحة الشواء في المكان الرائحة التي يحبها العراقيين كثيرا (الكباب العراقي) كراسي موزعه بنظام المطاعم المفتوحة في الهواء الطلق مع طاولات جميلة ,, اتخذنا مكاننا عند ضفة الناظم ونحن نسمع صوت الماء وخريره القوي الخارج من محبسه عند سدة الثرثار وتحت اشجار اليوكالبتوس ليأتي شاب يسألنا ما نطلب للفطور وكأننا في احد المطاعم الراقية ,ويتبعه شاب آخر يقدم السلطات على الطاولة اتفق الجميع على طلب الكباب مع الخبز الحار العراقي واللبن والمشروب الغازي لنكمل رحلتنا نحو بحيرة الثرثار التي دارت على منتجعها (صدامية الثرثار)وعلى جزيرتها معركة ضارية انتهت بطرد الدواعش منها .
بفضولي بمثل هذه الصور توجهت بالسؤال الى شاب وجدت الموجودين يأتمرون بأمره (السيد منتظر الموسوي) صاحب موكب الصديقة الطاهرة من كربلاء ..ابتسامته لم تفارق محياه وهو يرد على اسئلتنا كم يوم لكم هنا على الناظم؟اليوم الثالث لنا هنا ونحن نقدم لكل وجبة صنوفها في الصباح المشويات العراقية المعروفة وفي المساء يكون مطبخنا قد جهز وجبة الغداء من (التمن والمرق وقطعة من اللحم )يوميا نصرف اكثر من 125 الى 200 كيلو لحم وطازج لأننا نجلب معنا الغنم والبقر الى هذا المكان وكل يوم نذبح في هنا ليكون كل شيء جاهز ..وكم عددكم سيد منتظر ؟ خمسة عشر خادم للحشد الشعبي وكل الموجودين متبرعين ماليا ومتطوعين للعمل نبقى اسبوعا كاملا في هذا المكان حتى يستبدلنا موكب جديد لمدة اسبوع لنذهب الى مكان آخر في احدى جبهات القتال .
شاركنا الحاج أحمد السماوي بالحديث ايضا وكان منهمكا بأعداد (وتشييش الكباب) اي المناطق ذهبتم لها ايضا ؟تقريبا الى كل المناطق من جبال مكحول الى حمرين الى بشير الى الجسر الياباني الصينية الصقلاوية ومناطق متعدد ..هل واجهتكم بعض المصاعب بعملكم هذا ؟ اجاب الحاج احمد لا توجد اي مصاعب بالمطلق نحن بالإضافة الى خدماتنا التي نقدمها غذائيا اغلبنا مقاتلين ونجيد استخدام الاسلحة بأنواعها وبالتالي ففي أكثر من مرة كنا متواجدين للقتال على الساتر في المعركة ومؤازرين لمجاهدين ومستعدين لكل طارئ .
بعد أكمال وجبة الفطور وشربنا الشاي الحار وبعض المقبلات اخذنا طريقنا متوجهين الى اقصى الغرب ونحن نعيش شعورا متميزا وجميلا لنجد العديد من الفرق والمواكب كل يقدم ويعلن خدماته الى قوات الحشد الشعبي مجانا التي وجدت نفسها احيانا وقد ابتعد عنها الدعم الحكومي اللوجستي والمالي حتى أن البعض من مقاتلي الحشد لم يستلموا رواتبهم لأشهر مرت ومن يستلم لا يتجاوز راتبه الخمسمائة الف دينار لاغير ..لم يتوقف الدعم اللوجستي الشعبي لقوات مجاهدي الحشد منذ اليوم الاول واستمرار الزخم لتلك القوات لتأدية مهامها القتالية حتى أن تلك الجهود الوطنية الشعبية لهؤلاء الداعمين تبعت تلك القوات الى أخطر المواقع القتالية والى ابعد المسافات وأبدعت ايضا بتقديم الدعم لها ليصل حتى الى السلاح والعتاد ..
[email protected]