23 ديسمبر، 2024 11:57 ص

المئة مرشّح لرئاسة الجمهوريه..!!

المئة مرشّح لرئاسة الجمهوريه..!!

على الرغمَ من قوة بلاغة اللغة العربية وخصوصا في المجالات المتاحة في الأدبِ والشِعر للتعبيرِ عمّا لا يمكن التعبيرعنه بصورةٍ تقليدية او رسمية , فَلَمْ اجد ولمْ ارَ بالفنتازيا والسفسطه , ولا بالطوباوية والهرطقة , ولا بالخرافية والأسطورية والخ .. الخ وما يتبعهما من مرادفاتٍ ومشتقات : لأن يغدو بوسعها وبمقدورها استيعاب وتوصيف حالة ترشيح مئة مرشّح لرئاسة الجمهورية .. إنّ هذا العدد الهائل من المرشحين الذين لم يسمع  الجمهور او الشعب بأسماء غالبيتهم العظمى والقصوى , فأنهم على درايةٍ وادراكٍ كاملين مسبقا وبالمطلق بأن لا فرصةَ لهم بالفوزِ بأنتخاباتِ رئاسة الجمهورية ولا بنسبةِ واحد في بالترليون المربّع او المكعّب , وإنّهُمُ لو كانوا يمتلكون ذرّةً من من جزيءٍ مجتزئٍ من جزيئيات الذكاء لفعلوا كما سأروي ” هنا   ” ما يعرفه معظم القرّاء والمتابعين ” بأستثنائهم بالطبع ” ,, إذ جرتْ العادة الغير معتادة في الأنتخابات الرئاسية الامريكية وفي البعض القليل من الدول الأوربية ” وبصورةٍ غير متعاقبة ” بأن يُعلن احد كبار الأثرياء من رجال الأعمال والمال عن ترشيحه لرئاسة بلده قبل نحو شهرين من موعد النتخابات , فتبدأ وسائل الأعلام بالتغطية المكثفة لهذا الخبر وتناول ابعاده وخلفياته , وبذلك يحظى هذا المرشّح  بشهرةٍ ما على الصعيد السياسي ويغدو اسمه متداولا ومعروفا , لكنه ومن خلال مفهوم الذكاء المدروس ” المفقود لدينا ” , فأنّ ذلك المرشّح نفسه يعودُ للإعلام    مرّه اخرى عبر اعلانه عن سحب ترشيحه للرئاسة , قبل الشروع في الأنتخابات بفترةٍ وجيزه , فتنهمك وسائل الإعلام بتغطية هذا الخبر المفاجئ , وتنطلق حملة التحليلات والتعليقات الإعلامية بشأنه , وبذلك يكون هذا المرشّح قد كسب جولتين من الدعاية السياسية والأعلامية , وصار اسمه الى ما يكاد يدنو من  > اشهَر من نارٍ على عَلَمْ  < , لكنّ المئة مرشّح لرئاسة جمهورية العراق وبسببِ عبقريتهم المفرطة والمسرفة , فهم لم يسمعوا بقصة الترشيح والأنسحاب من الترشيح تلك , ولا تخالجهم هكذا افكار , وهم ابعد ما يكونوا عن ذلك اصلا , كما انهم ايضا وفي قرارة انفسهم , فأنهم على دراية وقناعة كاملتين بأنهم لا يمتلكون الحد الأدنى من الأدنى ليتبوّأ ايّ منهم ما هو ادنى من رئاسة الجمهورية بكثيرٍ وكثير , وهؤلاء  السادة – القادة .! قد رشّحوا انفسهم وجرى استبعادهم بالسرعة العالية دون ان يعرف ويتعرّف المجتمع مَنْ هم هؤلاء ومن اين جاؤوا .!! , واودُّ ان اقول واُروي لأولئك وأمثال اولئك , أن حينما اُنشِأت دولة اسرائيل فقد عرضَ ساستهم على العالِم الفيزيائي الشهير ” آنشتاين ” لأن يكون رئيساً لدولتهم , لكنه اعتذر وقال : – انا لمْ افلح في فهمِ ما يريده انسانٌ واحد , فكيف افلح في  فهمِ ما يريده الملايين  …ثمَّ , وفي ظلِّ الوضع المزري , والمضحك – المبكي في العراق , فربما ولعلّ لو جرى تنصيب كافة هؤلاء المئة مرشّح لرئاسة الجمهورية , اي ليكون كلّ مرشّحٍ رئيسا ليومٍ واحدٍ فقط ..! فعسى ان يكون احدهم ” بهِ خير ” ويلغي كافة القرارات التي اتخذوها رؤساء الوزراء والوزراء منذ تشكيلة مجلس الحكم والى غاية الآن , اَلم يكونوا اعضاء مجلس الحكم رؤساءً للعراق لمدة شهرٍ واحد , فما الفرق ليكون كائن مَن كان رئيسا ليوم او لشهرٍ اذا  ما استثنينا ايام العطل الرسمية والدينية وإجازات الأستجمام والراحة ومعها الأجازات المَرَضيّه …!!