على الرغمَ من قوة بلاغة اللغة العربية وخصوصا في المجالات المتاحة في الأدبِ والشِعر للتعبيرِ عمّا لا يمكن التعبيرعنه بصورةٍ تقليدية او رسمية , فَلَمْ اجد ولمْ ارَ بالفنتازيا والسفسطه , ولا بالطوباوية والهرطقة , ولا بالخرافية والأسطورية والخ .. الخ وما يتبعهما من مرادفاتٍ ومشتقات : لأن يغدو بوسعها وبمقدورها استيعاب وتوصيف حالة ترشيح مئة مرشّح لرئاسة الجمهورية .. إنّ هذا العدد الهائل من المرشحين الذين لم يسمع الجمهور او الشعب بأسماء غالبيتهم العظمى والقصوى , فأنهم على درايةٍ وادراكٍ كاملين مسبقا وبالمطلق بأن لا فرصةَ لهم بالفوزِ بأنتخاباتِ رئاسة الجمهورية ولا بنسبةِ واحد في بالترليون المربّع او المكعّب , وإنّهُمُ لو كانوا يمتلكون ذرّةً من من جزيءٍ مجتزئٍ من جزيئيات الذكاء لفعلوا كما سأروي ” هنا ” ما يعرفه معظم القرّاء والمتابعين ” بأستثنائهم بالطبع ” ,, إذ جرتْ العادة الغير معتادة في الأنتخابات الرئاسية الامريكية وفي البعض القليل من الدول الأوربية ” وبصورةٍ غير متعاقبة ” بأن يُعلن احد كبار الأثرياء من رجال الأعمال والمال عن ترشيحه لرئاسة بلده قبل نحو شهرين من موعد النتخابات , فتبدأ وسائل الأعلام بالتغطية المكثفة لهذا الخبر وتناول ابعاده وخلفياته , وبذلك يحظى هذا المرشّح بشهرةٍ ما على الصعيد السياسي ويغدو اسمه متداولا ومعروفا , لكنه ومن خلال مفهوم الذكاء المدروس ” المفقود لدينا ” , فأنّ ذلك المرشّح نفسه يعودُ للإعلام مرّه اخرى عبر اعلانه عن سحب ترشيحه للرئاسة , قبل الشروع في الأنتخابات بفترةٍ وجيزه , فتنهمك وسائل الإعلام بتغطية هذا الخبر المفاجئ , وتنطلق حملة التحليلات والتعليقات الإعلامية بشأنه , وبذلك يكون هذا المرشّح قد كسب جولتين من الدعاية السياسية والأعلامية , وصار اسمه الى ما يكاد يدنو من > اشهَر من نارٍ على عَلَمْ < , لكنّ المئة مرشّح لرئاسة جمهورية العراق وبسببِ عبقريتهم المفرطة والمسرفة , فهم لم يسمعوا بقصة الترشيح والأنسحاب من الترشيح تلك , ولا تخالجهم هكذا افكار , وهم ابعد ما يكونوا عن ذلك اصلا , كما انهم ايضا وفي قرارة انفسهم , فأنهم على دراية وقناعة كاملتين بأنهم لا يمتلكون الحد الأدنى من الأدنى ليتبوّأ ايّ منهم ما هو ادنى من رئاسة الجمهورية بكثيرٍ وكثير , وهؤلاء السادة – القادة .! قد رشّحوا انفسهم وجرى استبعادهم بالسرعة العالية دون ان يعرف ويتعرّف المجتمع مَنْ هم هؤلاء ومن اين جاؤوا .!! , واودُّ ان اقول واُروي لأولئك وأمثال اولئك , أن حينما اُنشِأت دولة اسرائيل فقد عرضَ ساستهم على العالِم الفيزيائي الشهير ” آنشتاين ” لأن يكون رئيساً لدولتهم , لكنه اعتذر وقال : – انا لمْ افلح في فهمِ ما يريده انسانٌ واحد , فكيف افلح في فهمِ ما يريده الملايين …ثمَّ , وفي ظلِّ الوضع المزري , والمضحك – المبكي في العراق , فربما ولعلّ لو جرى تنصيب كافة هؤلاء المئة مرشّح لرئاسة الجمهورية , اي ليكون كلّ مرشّحٍ رئيسا ليومٍ واحدٍ فقط ..! فعسى ان يكون احدهم ” بهِ خير ” ويلغي كافة القرارات التي اتخذوها رؤساء الوزراء والوزراء منذ تشكيلة مجلس الحكم والى غاية الآن , اَلم يكونوا اعضاء مجلس الحكم رؤساءً للعراق لمدة شهرٍ واحد , فما الفرق ليكون كائن مَن كان رئيسا ليوم او لشهرٍ اذا ما استثنينا ايام العطل الرسمية والدينية وإجازات الأستجمام والراحة ومعها الأجازات المَرَضيّه …!!