18 ديسمبر، 2024 8:07 م

المؤمن وزيارة الأربعين

المؤمن وزيارة الأربعين

تمر اليوم ذكرى الأربعين للامام الحسين عليه السلام، نرى الجموع المليونية تتجه نحو كربلاء التضحية والفداء بكل الوسائل المتاحة لها، وأفضل مايتاح هو ارخاص النفس والأموال في سبيل النيل من الوصول إلى كربلاءالمقدسة، الكل خارج لهدف وغاية وهم يهتفون بصوت واحد يا حسين، نرى عرب وأجانب وعراقيين متجه صوب كربلاء وتوفرت لهم كل الخدمات بدون اتفاق مسبق، من طعام وسكن مجانا ماهو السر بذلك ؟ هل هناك ربح يكتسب ويحصل عليه الجميع من خلال هذا المسير والخدمة التي تقدم ؟ ترى الجميع يسير باطمئنان وارتياح ولا يفكر بشئ من هموم الدنيا ولا يعيقه شئ، نعم توحد الشيوخ والشباب، النساء والأطفال، بهدف واحد وغاية واحدة هي كربلاء، ماهو سر ذلك ياترى، ممكن تكون ثورة الحسين عليه السلام تركت آثارا كبيرة في المجتمع الإسلامي، اقول المجتمع الإسلامي لان النبي (ص) جاء بدين جديد يقوم على الإيمان بالله، أحيا لسنة الشهادة بل أسسها، وكانت الشهادة والرغبة فيها في سبيل الله ولأجل انتصار الحق السبب الأول في انتصار المسلمين، وكشف الحسين عليه السلام القناع عن حياة المسلمين الملوثة وفتح أمامهم طريقآ جديدا فيه كل العناء والحرمان سوى الذلة والخنوع والخضوع، وبعثت الثورة الحسينية الروح الثورية الاستشهادية في الأمة الإسلامية، وكانت منها ثورة التوابين، ثورة المختار وغيرها الكثير ، وما ثورة وانتفاضة فتوى الجهاد الكفائي الا واحدة من الثورات المستمدة من ثورة الحسين بن علي عليه السلام، أصبح الحسين موحد الشعوب والأمم عندما نرى العراقي الذي يسير إلى جنب الباكستاني والإيراني والخليجي بروح الحب والهدف الواحد وهو الحسين عليه السلام، ونرى العراقي الذي يخدم ويقدم الخدمات لا يفرق بين هذا وذاك ونبرته الصوتية واحدة ( تفضل يزاير ) ، أذا الحسين هو من ابقى لنا الدين لقوله المشهور ( أن كان دين محمد لايستقم الا بقتلي ياسيوف خذيني) ، هو اليوم يوحد المسلمين في الأربعين، لأنه حصر دوافع ثورته في أربعة أمور :
١. اصلاح الأمة
٢ . الأمر بالمعروف
٣.النهي عن المنكر
٤. السير على سيرة جده وأبيه علي عليه السلام وأحياء سنتهما .
وهذه هي وصية الحسين عليه السلام الدينية والسياسية تمثلت بالنقاط الأربعة، وكلها تمثلت بالزيارة الاربعينية لقول الإمام الحسن العسكري عليه السلام علامات المؤمن خمسة منها زيارة الأربعين ! ألحسين من خلال ثورته أعطى كل شئ لله تعالى، لقوله عليه السلام( خذ لنفسك حتى ترضى ) فاعطى الله الحسين عليه السلام ثلاثة أشياء هي من ربطت قلوب ونفوس المؤمنين بالحسين ، ان لمقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لاتطفئ ليوم القيامة ، أعطاه الإمامة، والشفاء بتربته ، والدعاء مستجاب تحت قبته ، والأربعين هي شعار الانتصار لثورة الحسين وانتصار الدم على السيف .