يحدثنا التاريخ ان عمر ابن سعد، كان كارها لقتال الأمام الحسين (عليه وعلى نبينا و اله السلام )، فهو يدرك ان الامام سبط الرسول الكريم، ويحفظ جيدا قول الرسول ( الحسن والحسين سيدى شباب اهل الجنة) لذلك الحق معهما حيثما كانا، بالأضافة لكونه لم يرغب ان يلاحقه عار قتل ابن بنت الرسول الكريم
مقابل كل ذلك، كان ابن سعد، محبا للدنيا، متشبث بها، وان رفض الأصطفاف مع يزيد ( لع) سيخسره حلمه الكبير ( ملك الري) ان لم يخسر حياته.
لما تقدم كان ابن سعد يعيش صراعا كبيرا بين دينه وشيطانه، حتى قبل معركة الطف بأيام قليلة، ولأنه يدرك انه لا يمكن الجمع بين نصرة الحسين وملك الري، فانتصر الشيطان واختار ابن سعد ملك الري، الذي لم يحصل عليه، بالرغم من مشاركته في قتل الامام!
اليوم نجد بعض الشخصيات السياسية تشبه كثيرا ابن سعد في تصرفاتها.. فهي تريد رضا الباري، الأنتصار للوطن والمواطن، او هكذا تدعي.. بالأضافة الى الحفاظ على تاريخ عائلتها العريق، الذي سفك دمه من اجل نصرة الدين، كما تحب ان تحافظ على تلك الصورة التي تظهره بأنه الرجل الزاهد الواعظ، غير مبالي بالدنيا وما فيها، لذلك نجدها تحاول بكل قوتها ان تظهر زهدها في الحياة، و ترسم لنفسها تلك الصورة المثالية من خلال صفحات التواصل الاجتماعي.
تنتقد الفساد، وتتذمر من التصرفات الخاطئة للحكومات المتعاقبة، وتلوح بأنها ستحاسب وتعاقب كل من يهدر المال العام، ويسرق الشعب”
نجد نفس هذه الشخصيات الوطنية ( في وسائل التواصل) لانها ذاقت حلاوة السلطة و نعيم الامتيازات، لا تستطيع الابتعاد عن هذا الجو الجديد، لما فيه من نعيم في الدنيا.
هي تعيش اليوم ما عاشه ابن سعد قبل اكثر من الف وثلاثمائة عام، من انفصام في الشخصية ( المؤمن الفاجر) في نفس الوقت، بين حب الدنيا والتشبث فيها، والاخرة وما يتوجب عليها من التزامات!
نقول لهولاء يا سادتي، لا يجوز الجمع بين الاختين، وانتم العارفون بذلك
لذلك اما ان تكون داخل الحكومة وتتحمل كل مخرجاتها او تكون خارجها، فلك الحق حينها بانتقادها ولومها ان أخطأت
اما ان تكون فيها، وتحرك الشارع ضدها، فهذا يمثل خلل كبير في سيكلوجيتك.
ننصحك بمراجعة طبيب مختص لعله يعطيك علاجا مناسبا،
فالعراق لا يتحمل دماء اخرى.