23 ديسمبر، 2024 1:16 ص

قبل ثلاثة قرون ، أجهز عصر التنوير على قوى التخلف في اوربا واعلن ميلاد العلم ، فبدأ الانحسار يجتاح مساحات السحر والدجل والشعوذة والتنبؤ وقراءة البخت والرقي والتعاويذ وكل ملامح الغباء والجهل التي هيمنت على العقل الاوربي لاكثر من سبعة عشر قرنا .
وبانحسارها تقهقر وجود السحرة والمشعوذين وممارسي الدجل الى الخلف وتقدم العلماء والمتعلمون المتنورون الى الامام ليقودوا المجتمعات الاوربية والانسانية عموما نحو درب الحضارة السليم.
الان ..
وبعد اربعة قرون من بداية النور ، يهبط علينا ظلام الجهل من جديد ويبث لنا من جوفه جموعا من الكائنات الميتة من دجالين ومشعوذين وسحرة و(سحارات) ومدعي معرفة بالغيب وتحديد مصير البشرية سلفا .
المفزع في هذا الامر ، ان السذج من الناس ليس وحدهم من يؤمن بخزعبلات واوهام هؤلاء المحتالين ويروج لهم ، بل ان الكثير من المتعلمين وعلى مختلف مستوياتهم العلمية ابتداء من ابسط المستويات وصولا الى اعلاها ، يصدقون تخاريف هؤلاء ويثقون بها ويسوقون الحجج الكثيرة الداعمة لها ويحاولون اقناع الاخرين بسلامة عقول اصحابها .
هذه كارثة كبرى بلاشك.
كارثة تصيب بالاحباط كل من يحلم بمجتمع اخر يماثل مجتمعات العالم المتحضر التي امنت بالعلم وتركت الخرافة .