18 ديسمبر، 2024 11:59 م

المؤسسة النفطية: بناء بالسر والعلن

المؤسسة النفطية: بناء بالسر والعلن

تعتمد دول الشرق الأوسط بالعموم، والخليج بصورة خاصة على النفط، ويكاد يكون المورد الرئيسي في الخليج، لكنهُ ملك للأُمراء، والشعب يقتات على الفتات، وإن كانت ملكيته للشعب .
العراق وعلى مدى السنوات الفائتة، ومنذ تأسيس الدولة العراقية ليومنا هذا، لم يذق منه درهماً واحداً فقط للحاشية المحيطة بالرئيس، الذي يهب لمن يشاء، ولا يحق لأحد من أبناء شعبهِ الإعتراض .
المنشأءات النفطية العراقية، ومن عهد صدام لحد الدولة الجديدة، لم نرى وزيراً زار منشأة نفطية، أو تفقد المصانع التابعة لها، لأن في ذلك العهد ممنوع على أَيّ شخصٍ، أن يعرف ماذا تنتج الدولة، وكم تصدر بالسر والعلن، أو حجم المردود المالي للدولة، لأنه سيكون رقم يسجل، وعليه تجري المحاسبة، وفي الأيام الفائتة، عندما دخلت المجاميع الإرهابية لمصفي بيجي، وتم تحريره على أيدي الأبطال المتطوعين، ذهب الدكتور عبد المهدي للمصفى، وإن كان أزيز الرصاص لا زال يسمع من هنا وهناك، لكنه أبى الاّ أن يكون أول الواصلين، في حين غاب عن المشهد السياسي الكثيرون، ممن هم على قمة الهرم .
الحرص الذي يمتلكه، يجعله واقفا، ولا يعرف الجلوس على الكرسي، لإدارة ملف مهم، في حين جلس من قبله الكثيرون، وبما انه استلم ملفا مهترأً من الخارج والداخل، فكان ديدنه كيفية النهوض بهذه الوزارة المدرة للأموال، وتكاد تكون الوحيدة، التي يستعيش عليها الشعب العراقي .
من يملك مشروعا، ليس كالذي أتى ليملأ الجيوب، والعيش على ماذا له وماذا للدولة، وتطبيق النظريات على أرض الواقع، ويفرض نفسه كونه متمكن، ويتكلم بالأرقام، وهو الوحيد الذي رفع سقف التصدير، فمن حقه أن ينال لقب، ويكون أبو النفط .