19 ديسمبر، 2024 5:51 ص

المؤسسة الفارسية في العراق والاستحواذ المرجعي ؟؟

المؤسسة الفارسية في العراق والاستحواذ المرجعي ؟؟

لم يعد خافياً على أحد أرتباط المؤسسة الدينية في النجف بالجذر الفارسي، فقد أصبحت المرجعية حكراً على رجال الدين الفرس دون غيرهم، ومن يحاول التقرب منها (من غير الفرس) يكون مصيره الموت كما حدث لـ (محمد محمد صادق الصدر) الذي اغتالته المخابرات الإيرانية عام 1999، والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا يتبع البعض المرجعيات الفارسية ويتجاهل المرجعيات العربية؟!، وبصيغة آخرى نطرح نفس السؤال، لماذا يدعم البعض سياسة تفريس الحوزة العلمية والمرجعية بأتباع وتقليد رجال دين إيرانيين؟!.
 
المعروف عن الفرس أنهم حاقدون على العرب بمختلف مذاهبهم، وهذا ما صرح به الدكتور لإيراني صادق زيبا في حديثه لصحيفة (صبح آزادي)، حيث قال “نحن لم ننسى بعد هزيمتنا أمام العرب في القادسية ففي أعماقنا حقداً تجاه العرب وكأنه نار تحت الرماد تتحول إلى لهيب كلما سنحت الفرصة”!!، كما أن سوء المعاملة التي تلقاها العراقيون أثناء أقامتهم في إيران لها دلالة واضحة عن مدى كره الفرس للعرب، وحتى الزوار الذين يتوجهون لزيارة ضريح الأمام الرضا في مشهد يلاقون نفس المعاملة السيئة، فالإيرانيون يميزون الزوار العرب من ملابسهم، وما ترددوا ابداً بالتهجم عليهم بالكلمات السوقية والأفعال الهمجية بغض النظر عن كونهم (شيعة)، واستهداف الزوار العرب في إيران ليس بالفعل الجديد وأنما عادة اتبعها الفرس منذ سنوات طويلة، ولو رجعنا بالزمن إلى الخلف وسألنا الأسرى العراقيين عن معاملة الإيرانيين لهم لعرفنا حقيقة البغض الذي يحمله الفرس تجاه العرب، على أية حال الدلائل حول هذا الأمر كثيرة وواضحة كوضوح قرص الشمس في السماء الصافية لكن العجيب أن هناك من لايبالي بهذا البغض والحقد الشعوبي ولايعيره أي أهتمام، فبدلا من تفويت الفرصة على الفرس للنيل من العرب يقوم البعض بتأيدهم وتمكينهم من القيادة العامة للمرجعية الدينية ليسلطهم على رقاب العباد من الشيعة العرب ويجعل لهم كلمة مسموعة في البلدان العربية، مع العلم أن العرب ليس لهم قيمة أو وزن في إيران وخير دليل ما يحدث في الأحواز المحتلة!!، وطبعاً تغاضي البعض عن حقيقة الحقد الفارسي وقبولهم بسوء المعاملة والدونية تعتبر حالة شاذة بالنسبة للكائنات الحية بكل أشكالها، فالحيوانات مثلا تنتفض وتثور عندما يعاملها أحد بقسوة
بعض السذج يؤمنون عن جهل أن الأتباع الأعمى للمرجعيات الفارسية كفيل بحمايتهم من النار!!، وكأنهم لم يقرأوا قول الله سبحانه وتعالى “قُلْ مَن ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُم مِّنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا”(الأحزاب 17)، كما أن البعض يعتقدون (كما تم خداعهم وأقناعهم) إن وقوعهم في الخطأ نتيجة فتوى دينية أو توجيه من المرجع لايضرهم بشيء فالمرجع هو المسؤول وليسوا هم وذلك حسب المثل الشاذ (خليها برقبة عالم وأطلع منها سالم) لكن الآية الكريمة “وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا”(الأحزاب 67)، تبشرهم أن من سبقوهم إرادوا أن يبرروا أخطاءهم وينجوا من الحساب بجعل الذنب برقبة كبراءهم وسادتهم لكنهم لم يفلحوا، بإختصار، من يؤمر أن يرمي نفسه بالنار ويفعل فعليه أن يتحمل ذنبه كمنتحر، وهذا ما سيتحمل وزره أتباع المراجع الفارسية الذين يؤمرون بالخيانة، التآمر، التعجيل بتحقيق علامات ظهور الأمام المهدي والتي تأتي (صدفة!!) على مقاس الأجندة الإيرانية، مثل أنتقال العلم من النجف إلى قم (لتكون قم مركز القيادة الشيعية) (البحار ج 60 ص 213)، وهذا هو بيت القصيد، إيران تريد أن تسيطر على شيعة العالم وتحركهم بالأتجاه الذي تريده، طبعاً لأغراض سياسية، مثلاً من علامات ظهور المهدي الذي يروج لها الفرس قيام حكم أسلامي في العراق موالي للممهدين في إيران!!(الزام الناصب ج 2 ص 119)، ومن الطبيعي أن يدفع المرجع الفارسي بهذا الأتجاه بحجة التعجيل بظهور الأمام المهدي!!، السؤال المنطقي… من المنتفع؟!، مثل آخر عن علامات الظهور، حزب يقاتل على أبواب بيت المقدس يلقى عناية الأمام الحجة قبل الظهور!!(مجمع الزوائد ج 10/ص 60)، وهذه العلامة تشير إلى حزب الله الذراع الإيراني الطويل، الملاحظ أن كل هذه العلامات تحقق منفعة سياسية لصالح إيران، وسؤال آخر… هل يقبل المرجع العربي أن يحقق لإيران كل تلك الأنتصارات السياسية بغطاء ديني كما يفعلها المرجع الفارسي؟!، الجواب… قد يعمل بهذا الأتجاه المستعربون بالولادة أو بعض من أصحاب الأصول العربية لكنهم يبقون في نظر الفرس يشكلون خطراً على الأجندة الفارسية مهما كان حجم ولاءهم كبير، وأكبر دليل على ذلك كيف تخلصوا من محمد باقر الصدر بعد أن طرح نفسه مرجعاً دينياً رغم ولاءه الكبير للخميني، كما أنهم ينظرون للعربي أقل شأناً من الفارسي ولهذا هم يرفضون أن يكون العربي صاحب مقام رفيع في المؤسسة الدينية الشيعية، حتى الحوزات العلمية أصبحت تستخدم اللغة الفارسية بدلا من اللغة العربية لتدريس طلبة العلم، وبات لزوماً على الطالب أن يتعلم اللغة الفارسية ليتمكن من دخول الحوزة العلمية!!.
 
السيستاني دليل حي على أنه مرجع سياسي لا علاقة له بالدين، فمنذ أحتلال العراق وهو يفتي لصالح المحتل الأمريكي الذي سهل نفوذ إيران في العراق، بينما أغلب مراجع الدين العرب رفضوا الأحتلال بكل أشكاله وأمتنعوا عن التعاون معه، وهذه الحالة ليست جديدة، وأنما حدث نفس الشيء عندما أحتلت بريطانيا العراق، فقد دافع رجال الدين العرب عن العراق وموقف المجاهد محمد سعيد الحبوبي يشهد على ما نقول، بينما وضع كاظم اليزدي بساط المرجعية تحت تصرف المحتل البريطاني، وسار على خطاه خليفته محمد تقي الشيرازي، وبالعودة للسيستاني فهو يقبض المليارات من الشيعة العرب ويكدسها في حسابات مصرفية لاعلم لأحد بها إلا آل السيستاني، ويبني ويعمر فقط في إيران بينما فقراء العراق يتضورون جوعاً!!، فهل كان المراجع العرب سيفعلون هذه الفعال التي يسلكها السيستاني لصالح إيران!!، ونعيد من جديد طرح السؤال الذي بدأنا به لماذا يدعم البعض سياسة تفريس الحوزة العلمية والمرجعية بأتباع وتقليد رجال دين إيرانيين ويتجاهل مراجع الدين العرب؟!.فهل يبقى العراق بيد مراجع الفرس او ينتبه الشعب ويحتمي تحت المرجعية العراقية التي جسدت كل معنا الوطنية يبقى القرار بيد الشعب

 

أحدث المقالات

أحدث المقالات