اصدر رئيس الوزراء, والقائد العام للقوات المسلحة, أوامر بإعفاء 26 قائدا عسكريا من مناصبهم, وإحالة 10 آخرين إلى التقاعد, إضافة إلى تعيين 18 قائداً جديداً, في مناصب هامة في وزارة الدفاع, في خطوة هامة لتطهير المؤسسة العسكرية من الفاشلين والفاسدين.
المطالبات كثيرة في عدم تقف عملية التطهير عند هذا الرقم, بل التوسع في إقصاء الباقين, فشخوص الفساد قافلة كبيرة, أوجدها الباحث عن الاندماج مع الكرسي, أن الحزم ضروري ألان في عملية التغيير, محنة الأمس سببها الاسترخاء الغريب لمن في أعناقهم البلد.
سقوط الموصل, كان الصرخة المدوية, عن الفساد الكبير المستشري في المؤسسة العسكرية, فلا ينفع المال والتسليح, مع وجود شخوص فاسدين حد النخاع, فكان التقصير الذي أبدته القيادات العسكرية, وانسحابها الغريب هو السبب الأعظم, لسيطرت عصابات داعش على الموصل, تكشف الغطاء عن هشاشة المؤسسة العسكرية, بسقوط ارض واسعة, بيد قوة صغيرة لا تملك مقومات النجاح, فلولا تجمع صفات الخيانة والجهل والسذاجة والفساد, داخل المؤسسة العسكرية, لما تحقق نصر الدواعش.
دعونا نتساءل ما هي أسباب الفساد؟ ولماذا اضمحلت قوة المؤسسة العسكرية؟ مع إن المليارات صرفت للتدريب والتسليح في زمن الحكومة السابقة!
توجهت حكومة السابقة لتأسيس واقع غريب, إلا وهو تحشيد الموالين, داخل مؤسسات الدولة, كي يستمر التشبث بالكرسي, لأطول فترة ممكنة, فزرع هؤلاء في مفاصل حساسة ,كي يقضوا على أي مشروع للإصلاح والتغيير, فكان جيش من الجهلة والسذج,تم الدفع بهم لكراسي المناصب! مع إعادة قافلة من البعثيين باعتبارات الخبرة, مما أسس لنشوء شبكة مشكوك بولائها, ومن جهة أخرى فساد كل صفقات التسليح, فتحولت المؤسسة العسكرية الى مستنقع فاسد.
كانت النتيجة انكشاف الغطاء عن مستنقع عفن, أسسه حكام الأمس, لإغراض محدودة, بسبب الأنانية, وغياب الوعي عن تقصيرهم التاريخي, مع غياب المسالة مما جعلهم يتمادون في أفعالهم,
اليوم خطوات رئيس الوزراء مهمة جداً, وهي إقصاء علة سقوط الموصل, مع أهمية تغييرات في المناصب, والقيام بحركة تنقلات واسعة, مع السعي لتفتيت البطانة التي أسسها السابقون, وتشديد الرقابة على الضباط الكبار مما ارتبطوا سابقاً بحزب البعث, وتحديد صلاحياتهم, فوجود هؤلاء يشكل خطر على أي جهد للإصلاح, بالإضافة لتأسيس جهاز رقابي, خاص بالمؤسسة العسكرية, عالي الكفاءة يراقب ويحاسب.
التأييد الجماهيري والإعلامي والإقليمي للخطوة, يدلل على إن الكل ملتفت لعلة فشل الأمس, فقط كانت تغيب عن من بيده مقاليد الحكم, هذا أول ثمرة نجنيها للتغيير, ننتظر الكثير من الأخيار, فموسم الحصاد قد حان.