18 نوفمبر، 2024 12:57 ص
Search
Close this search box.

المؤسسة الدينية الكهنوتية والاستخفاف بالعقول العراقية‎

المؤسسة الدينية الكهنوتية والاستخفاف بالعقول العراقية‎

لا يخفى على أحد كيف يستطيع وعاظ السلاطين وكهنة المعبد من أن يستخفوا بعقول البشر من خلال ممارسة الأكاذيب والبدع والترهات التي لا أصل ولا حقيقة لها, حيث يسوقون تلك الأباطيل على إنها جزء أساسي من عقيدة الإنسان ومرتكز أساسي لدينه, والشواهد التاريخية كثيرة على ذلك, واستمرت هذه القضية حتى مع بزوغ فجر الإسلام والى يومنا هذا, بل إن هؤلاء الوعاظ والكهنة استطاعوا أن يتسللوا داخل الإسلام ومذاهبه لخدمة مصالحهم ومصالح الجهات التي ترعاهم من خلال دول أو أجندات إستخباراتية شرقية أو غربية.
وفي العراق بالتحديد الكثير من هؤلاء الذين تسلطوا على المؤسسة الدينية ليحولوها إلى مؤسسة كهنوتية تُجير الناس لخدمتها وخدمة من يقف خلفها, ومثال ذلك ” أحمد الصافي” وكيل السيستاني الذي قال عبارة شهيرة يرددها كل خطباء المنابر أثناء خطبة الجمعة الماضية 27 / 5 / 2016 م وهذه العبارة هي ” ياليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً ” وقد  وجهها للقوات المسلحة من الجيش والشرطة والحشد الذي أطلق عليه اسم ” المتطوعين “!!
إذ نلاحظ إن الصافي يتمنى أن يكون معهم في سوح القتال ضد تنظيم داعش الإرهابي, وهذه قمة الإستخاف بالعقول العراقية حيث تحاول هذه الشخصية الكهنوتية التابعة لمؤسسة الكاهن الأعظم ” السيستاني ”  أن تلتف على الشعب بأكذوبة الأُمنية والتمني بأن يكون مقاتلاً ضد الإرهاب !! فيا ترى ما الذي يمنعه من الذهاب إلى هناك ؟؟ هل الحرب ضد داعش وقعت في الزمن الماضي قبل ولادة الصافي ولم يتشرف بالمشاركة فيها ؟ هل تقع في دولة بعيدة مثلاً ؟ هل تحدث في كوكب آخر ؟.
فالمعركة تدور رحاها في مدينة الفلوجة التي لا تبعد سوى عشرات الكيلومترات وأي وسيلة نقل بسيطة يمكنها أن توصل ” الصافي ” وأمثاله إلى هناك خلال ساعات قليلة جداً, فما الذي يمنع الصافي من الذهاب إلى هناك؟  حتى صار القتال ضد داعش أمنية يتمناها ؟ لا بعد زمني ولا مكاني فما الحُجة وما العذر يا ترى ؟!! غير إنها عبارة تنم عن ضحك على الناس وتحشيدهم على الحرب الطائفية فالكل يعلم بأن هذه العبارة ” ياليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً ” يرددها الشيعة عند ذكر معركة الطف, حيث قيلت هذه العبارة بحق الحسين ” عليه السلام ” وأصحابه في معركة الطف ضد معسكر يزيد بن معاوية, ومن رددها الذين لم يستطيعوا الإلتحاق بركب الحسين ” عليه السلام ” لبعد الزمن أو لبعد المكان, أو الذين تخلفوا عن الإلتحاق بركب الحسين ” عليه السلام ” لخوفهم وتمسكهم بالدنيا وملذاتها, وبعدما أيقنوا إنهم في خسران أخذوا يرددون تلك العبارة, وهنا الصافي يقول للناس ومن باب التأجيج الطائفي وكذلك من باب الإستخفاف بعقول أبناء العراق ممن تنطلي عليهم تلك الأمور بسهولة أن المعركة هي معركة طائفية, والحر تكفيه الإشارة, وخصوصاً وإن رحاها تدور في الفلوجة والجميع يعلم كيف ينظر منتحلي التشيع لهذه المدينة وإلا ماهو الداعي لهذه الأمنية التي يكون تحقيقها سهلاً ويسيراً على الصافي ؟؟؟!!.
كما إن هذه المقولة تُسجل ضد الصافي ومرجعيته الفارسية, لأن الأصل الحقيقي لهذه العبارة هم المنافقين الذين لم يشاركوا في غزوات النبي محمد ” صلى الله عليه وآله وسلم ” حيث كانوا يرددون تلك العبارة عندما يرجع المجاهدون المسلمون من المعارك وهم يحملون الغنائم, لكن خوفهم على أرواحهم يمنعهم من الجهاد وهذا بنص القرآن الكريم, حيث قال تعالى في سورة النساء الآية ” 73 ” {{ وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا }}, ولأنه منافق ردد هذه العبارة, ولأنه مستخف بعقول العراقيين رددها من أجل أن يؤججهم طائفياً, معتمداً في ذلك على المتعارف عليه عند الشيعة حول تلك العبارة وليس على الأصل الحقيقي لها, وهذا إمعان بالإستخفاف.
ولم يقتصر الأمر على الصافي فحسب فهناك من أخذ يصرح تصريحات لاتصدر إلا من نبي مرسل أو إمام معصوم مفترض الطاعة, حيث يقول أحد قادة المليشيات الإيرانية وأثناء مؤتمر عقده مع أتباعه إن معركة الفلوجة تدخل السرور على قلب الإمام المهدي ” عليه السلام ” وهنا نقول يمكن صدر منه ذلك على نحو التوقع ليس أكثر, لكن في الوقت ذاته هي عبارة يُستخف من خلالها بعقول الشباب العراقي, فكيف للسرور أن يدخل على قلب المهدي ” عليه السلام ” والناس تموت جوعاً وقتلاً ؟! وليت الأمر إقتصر على تلك العبارة وإنما تعداه إلى أن يقول هذا المليشياوي إن معركة الفلوجة ” لا يعرف أهميتها إلا الله ورسوله وأهل البيت, وإنها وإن كانت غير مذكورة في الروايات فإن الرواية الآن موجودة في اللوح المحفوظ، تكتب وتسطرها سواعدكم، وتكتب ببنادقكم إن شاء الله” !!!.
ولا نعلم كيف عرف هذا الواعظ الكهنوتي ذلك ؟ كيف عرف إنها معركة لا يعلمها إلا الله ورسوله وآل البيت ؟ كيف عرف أن لها رواية تكتب الآن في اللوح المحفوظ ؟ هل نزل عليه الوحي ؟ هل هو نبي جديد لا نعلم به بعد ؟ أم هل هو المهدي المنتظر ؟ لأن كلامه هذا غيّبي ولا يعلم الغيب إلا الله سبحانه وتعالى ومن أرتضى من رسول ؟ فهل هو نبي أو رسول ؟ فإن لم يكن كذلك فما معنى إطلاقه لهذه العبارات غير إنها من أجل الإستخفاف بعقول الشباب العراقي ومحاولة زجه في حروب طاحنة خدمة لإيران التي تسعى إلى إستعادة إمبراطوريتها الفارسية التي قضى عليها الإسلام.
وهناك أيضاً من المتمرجعين من يتمنى الذهاب إلى الفلوجة ويكون أول الداخلين لها وهو حامل لراية الحسين ” عليه السلام “؟؟! وآخر يقول يجب تطهير الإسلام من مرض ” الفلوجة ” بالإضافة إلى كل رواد المنبر والخطباء من الروزخونية الذين يلقون المحاضرات التي تستخف بعقول الناس ويدفعون بهم إلى نار الحرب الطائفية لخدمة المشروع الإيراني التوسعي, وقد إعتمدوا في ذلك على كاهنهم الأعظم ” السيستاني ” الذي قال عن فتوى الجهاد إنها لم تصدر منه وإنما صدرت من جهات عُليا وأشار بيده إلى مرقد الإمام علي ” عليه السلام ” بعد أن بات فيه ثلاثة أيام بلياليهن !! هكذا تستخف هذه المؤسسة الكهنوتية بالعقول العراقية من أجل خدمة إيران التي قال عنها المرجع العراقي الصرخي في استفتاء “ولاية فقيه أو حكم إمبراطور”  ….
 (( إيران نجحت وباساليب مختلفة في السيطرة الكلية على الرموز الدينية والمرجعيات الفارغة الطائفية الانتهازية الاعجمية وغيرها فصارت تحركها كيفما تشاء ومتى تشاء ومن خلالهم تمّت السيطرة على عموم الشارع العراقي الشيعي والسني… وهذا الأسلوب ممكن ان يتكرر مع باقي المجتمعات الشيعية في باقي البلدان فتحصل السيطرة الكلية والتحريك الجمعي بنفس المنهج والسلوك في العراق فيسير الجميع جاهلا غافلا نائما مخدَّرا نحو تحقيق المشروع الامبراطوري المزعوم)).
فكان الإستخفاف والضحك على عقول العراقيين ممن خُدر وصدق بهذه المؤسسة الكهنوتية الفارسية هو إحدى الوسائل التي إستخدمتها إيران للسيطرة والهيمنة على الشارع العراقي وخصوصاً الشيعي من خلال الترويج لهكذا أمور وخزعبلات لا تمت للإسلام عموماً ولا لمذهب التشيع خصوصاً بأي صلة وإنما هي من وحي فكر فراعنة وكهنة المعبد الفارسي.

أحدث المقالات