المؤتمر العلمي الاعلامي الذي عقدته شبكة الاعلام العراقي لمناقشة البث الاعلامي وتقهقره امام اعلام السوشيال او مواقع التواصل الاجتماعي ،
مما لاشك فيه لم ولن تستطيع الفضائيات منافسة مواقع التواصل الاجتماعي في استقطاب الجماهير بل ان الفضائيات هي الاخرى لجات الى تخصيص مواقع للبث المباشر على مواقع التواصل الاجتماعي .
حقيقة المؤتمر كان من حيث الحضور والطرح جيد جدا ومن المؤكد سيخرج بتوصيات لمعالجة هذه الظاهرة التي اجتمعوا من اجلها ولكن المهم هل يستطيعون توفير الادوات التي تمكنهم من احياء وانعاش ظاهرة البث المباشر التلفزيوني وتنفيذ التوصيات؟ هنا تسكب العبرات .
ان القنوات المشهورة في هذا المجال عالميا هي فرانس 24 والبي بي سي اما الجزيرة والعربية فانها بدات بالخفوت بعدما كانت لها الصدارة عربيا فقط حتى وان كان لها قنوات انكليزية .
الملاحظ ان الفضائيات الامريكية خصوصا لها تاثير على الاعلام العربي وبالتالي يصبح هو من يشجع المتلقي العربي على متابعة الاجنبي .
مادة البث المباشر ومدى تاثيرها على صناع القرار هي المهمة التي تستطيع ان تنافس اعلام السوشيال وهذه المادة يجب ان يكون من يعدها ويقدمها على درجة عالية من المهنية والا اذا كانت سردية فانها لا تشجع على المشاهدة . البرامج الحوارية اكثر من مرة اتابعها والاحظ ان سؤال المحاور يتجاوز المئة كلمة وجواب الضيف لا يتجاوز عشرين كلمة وهذا اخفاق اعلامي ، المحاور الذكي هو الملم بكل تفاصيل وحيثيات الموضوع الذي يناقشه حتى يستطيع ان ينتقي اسئلة مختصرة ومركزة
نعم اعلام السوشيال اثر على البث الحي ولكن ليس هو السبب الوحيد ولكن كثرة الفضائيات بشكل عشوائي وغير مهني بحيث اصبح صورة معبرة لثقافة التفكيك ، وكل من يملك الاموال يؤسس فضائية له ليبث ما يرغب بعيدا عن المتانة الاعلامية والثقافية ، فاذا كانت هنالك فضائيات للرقية وللطب الشعبي وللابراج والسحر والشعوذة فكيف يستطيع المشاهد ان يركز على الثقافة السليمة ؟
اعتقد وحسب راي المتواضع هو الاعتماد على انشاء شبكة قناة محلية تخص المدينة وهذه القناة يكون بثها من بعد الدوام الرسمي وحتى منتصف الليل ، اضافة الى ذلك انها اذا بثت برامج مشفرة من خلال الاشتراك فيها فانها تساهم في تشجيع المشاهد على متابعتها لاسيما عندما تكون البرامج الرائجة التي تتفق وثقافة الشارع على سبيل المثال المباريات الكروية التي يحرص الشباب على دفع الاموال لمشاهدتها فعندما تكون مجانا وفي بيته فان هذه الفترة تساعد القناة المحلية على كسب المشاهدين وزج ما تريد من برامج ثقافية مثمرة وفي نفس الوقت تكون منقحة وبعيدة عن البرامج والافلام الفاسدة والموجهة للمجتمع الحريص على عاداته وتقاليديه .
قبل اسابيع اخذت مسالة محاكمة اصحاب المحتوى الهابط تاييدا واسعا ، وهي وان كانت سليمة لكن المهم هي الاسباب التي جعلتهم يروجون لهكذا محتوى هابط ، اضف الى ذلك الكذب اليس له تاثير على ثقافة المجتمع ؟ الظواهر السلبية العفوية عندما تروج على مواقع التواصل الاجتماعي لتعطي صورة سلبية عن البلد الا يستحقون المنع والمحاسبة ؟ ومن يقوم بنشر وثائق او كتب رسمية لمؤسسات الدولة الا يستحق العقوبة هو ومن سرب هذه الوثائق ؟ مهما تكن فان كانت فاسدة فالمحاكم تاخذ طريقها لذلك وان كانت غير ذلك فلماذا الترويج ؟
ومن جانب الدولة فهي الاخرى بكل مفاصلها الناطق الاعلامي الرسمي مثلا لوزارة معينة او البرلمان او الحزب لايستطيع ان يكون له حضورا اعلاميا مؤثرا وسط تقنية وسائل الاعلام المعاصرة ، فان اي مسؤول يستطيع من خلال تصريح معين ان يجعل مواقع التواصل الاجتماعي تشتعل بالتعليقات والفوضويات ولا يعتمدون على الناطق الرسمي الذي هو مصدر ثقة وصدق للخبر.
ومن مساوئ الاعلام هي البرامج التي تتلاعب بالصورة والفيديو لتشوه الحقيقة وهذا يجب متابعته ومنعه من بث هكذا افلام كاذبة .