23 ديسمبر، 2024 11:02 م

المؤتمر العربي لمكافحة غسان العطية وحلم الصحوة العراقية !!

المؤتمر العربي لمكافحة غسان العطية وحلم الصحوة العراقية !!

ليس لدى الحكومة المركزية اعتراض على اي مؤتمر يقام في اي محافظة عراقية يهدف الى فضح ومكافحة الارهاب ووضع خطط وبرامج تهدف الى شل حركته وانهاء حواضنه داخل الوطن بشرط ان يحمل الصفة الوطنية والشعور الحقيقي لانقاذ البلاد من الدمار ووقف نزيف الدم الذي ترتكبه القوى الظلامية على الابرياء في كل لحظة , وما حدث في اربيل يوم الخميس 18/12/2014 من أقامة مؤتمر عربي لمناهضة الارهاب  وحضره نائب رئيس الجمهورية اسامة النجيفي ومجموعة من الشخصيات السنية والتي أصدر القضاء على قسم منهم مذكرة اعتقال كونهم يمثلون حواضن الارهاب وقد مارسو سياسة التعبئة الطائفية والوقوف من العملية السياسية بافتعال الازمات في وقت كانت الدولة بأمس الحاجة لتثبيت دعائمها وديمومة عملها ,كما حضر المؤتمر شخصيات لم تكن لها اي أثر او بصمة وطنية بعد ان عاشت في فنادق دول الجوار على اطلال دماء الابرياء وألم الجيش وكانت لهم مواقف سيئة في أيقاظ الفتنة الطائفية , المؤتمر قاطعته شخصيات وطنية وجهادية من الطائفة السنية والتي كان لها الدور الاول في التصدي وايقاف تمدد الارهاب في المناطق الملتهبة , امثال حميد الهايس والبو نمر وعشائر الجغايفة والشيخ وسام الحردان والذي كان له الدور الاول في المناهضة والتصدي للارهاب ولاتخلوا المقاطعة من رجال الدين السنة اصحاب الخطابات الهادئة , وكان الافضل ان يتم توجيه دعوة للرجال الحقيقين من ارض المعركة ومن سوح القتال لا من الذين حضروا مؤتمرات عمان وتركيا لاسقاط العملية السياسية ودعم جهود داعش في العراق ومتهمين الشيعة الانفراد بالسلطة , هنالك قاسم مشترك بين مايحصل في اربيل وماحصل في مؤتمر عمان من حيث المبدىء واعضاء اللجان التحضيرية والشخصيات المدعوة للمؤتمر , في حين رفض السيد رئيس مجلس النواب والسيد محافظ صلاح الدين رائد الجبوري المشاركة في المؤتمر رغم توجيه الدعوات اليهم ,
مع شديد الاسف لم تكن محافظة اربيل موفقة في استقبال وايواء تلك الشخصيات الدموية ولازالت تتناغم على دماء وجراحات الشعب وكان الاجدر من السيد مسعود البرزاني والذي اشترك مع الحكومة المركزية بنية صادقة لمواجهة التحديات الحقيقية للارهاب بعد ان اقترب تنظيم داعش من اربيل ان يمنع مثل هذه المؤتمرات كونها ستخلق شرخا كبيرا وردود أفعال لاتصب في مصلحة العلاقات مع اقليم كردستان والذي يطمح من تلك الاعمال هو على ان يجعل مدينة اربيل محطة انظار العالم العربي وتقربه الى السنة في تلك الظروف , مستغلا الخلافات مع الحكومة المركزية ولربما هي رسالة ضغط للحصول على مطامع سياسية ومالية اكثر واكثر , في الوقت الذي جددت هيئة الاعلام والاتصالات ومن موقع المسؤولية الوطنية والحفاظ على نقل الصورة بأمانة وحرص أن تمنع اجراء مقابلات مع شخصيات اجرامية مطلوبة للقضاء من اجل تضيق مساحة التحرك والتأثير في الشارع العراقي الذي هو الان بحاجة الى الدعم , من الملاحظ في هذا المؤتمر ان خطابات المدعوين له  كانت لاتخلو من شحن ونقد وصيحات لامبرر لها سوى  ايقاف الانتصارات والانجاز على مستوى سوح القتال خصوصا ان الحشد الشعبي اكثر ابنائه من الطائفة الشيعية وهم يخوضون حربا مقدسة مع اقذر قوة عالمية وتنظيم دموي بعيدا عن روح الاسلام , وقد ركزت معظم خطابات الحضور على المتطوعين من الحشد الشعبي وتغافل الكثير عن مايجري من اجرام وقمع بحق العوائل والنساء في المحافظات التي سيطر عليها داعش وكأن المؤتمر هو بمثابة صرخة لايقاف تحرير المدن السنية على ايد ابطال الحشد الشعبي , فلم يثني المؤتمر على الانجازات والدماء التي سالت من المتطوعين وماتشهده العاصمة بغداد والمحافظات من لافتات لشهداء الحشد الشعبي امتلأت بها الساحات العامة يدلل على ان المتطوعين لبوا نداء المرجعية دفاعا عن وحدة العراق ولا خيار من ذلك حتى دحر الارهاب والقوة التكفيرية , وبذلك ارعبت فتاوى المرجعية وتلبية النداء بشكل ليس له مثيل القوة التي حضرت المؤتمر , مؤتمر كرس للطائفية وغابت عنه الاصوات الحقيقية والتي كانت منشغلة بقتال الدواعش فلم تسلط عليها الاضواء من قبل اي جهة اعلامية الا بعض القنوات المعروفة بولائها واربتاطها ومجانبتها باستمرار للباطل .