23 ديسمبر، 2024 11:35 ص

المؤتمر العام لكتلة الاحرار… الخطوة المتميزه باتجاه التحدي

المؤتمر العام لكتلة الاحرار… الخطوة المتميزه باتجاه التحدي

بعيداً عن الاضواء والاعلام والفضائيات عقدت كتلة الاحرار مؤتمرها العام الاول في مدينة الكوفه المقدسه يوم 9/11/2013 وبمشاركة جميع اعضاء الكتله في عموم العراق.
ان انعقاد المؤتمر الاول بعد التغييرات التي شهدتها المؤسسه السياسيه للتيار ،وتكليف الامانه العامة لكتلة الاحرار بالاشراف والمتابعة وتنظيم العمل السياسي للتيار الصدري يعد مؤشراً ايجابياً على التطور الكبير الذي يشهده العمل السياسي خلال هذه الفترة والالتزام الكبير بتوجيهات زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر(اعزه الله) .
ان الاستحقاق الانتخابي المقبل للتيار يستلزم تحشيد الجهود كافه باتجاة واحد ونبذ كل الخلافات التي يمكن ان تعرقل هذه التوجه وتنشيط العمل بوتيرة خاصة تجعل من الجهد الصدري الشعبي سانداً حقيقياً لتوجهات القيادة التي تمتلك رؤى منظمه للمرحله المقبله وتسعى جاهده الى تعديل المسار المتعرج الذي شهدته العمليه السياسيه في العراق في شقيها التنفيذي والتشريعي .
كان المؤتمر فرصه مثاليه لتبادل وجهات النظر وشرح السياسه العامه لكتلة الاحرار وخططها المستقبليه وبما يؤمن انجاح المشروع الوطني للتيار الصدري الذي يسعى الى تعزيز وحدة العراق ونبذ الطائفيه السياسيه وحفظ السلم الاهلي وتحقيق تنميه متوازنه في جميع المحافظات وعلى كافة الصعد.
واذ جرى استعراض التجارب الناجحه لوزراء الكتله وحجم التقدم الملموس في اداء هذه الوزارات والتي تعتبر حاله متميزه اذا ما قورنت بتجارب وزارات أخرى، فأن المفيد كان هو تعزيز قنوات التواصل بين ابناء الكتله من تشريعين وتنفيذين وجهات سانده اخرى، واطلاع الجميع على الخطط الجديده للعمل السياسي الذي يتطلب مراجعه وتقويم شاملين بين فترة واخرى.
كما ان الحضور والتفاعل الكبيرين للمشاركين في المؤتمر يدلل على حرص اعضاء الكتله والتزامهم بتوجيهات قيادتهم واندفاعهم المتميز في اتجاه تعزيز تصورات الامانه العامة لكتلة الاحرار في تحقيق الهدف الكبير والمهم ضمن هذه الاطار.
ان تقويم الاداء وفق المعطيات المتاحه لأي حركه سياسيه يعد عاملاً مهماً في تحقيق الهدف والوصول الى حالة متجدده خصوصاً مع القفزه التنظيميه الكبيره التي شهدتها الكتله في اعادة التنظيم واستحداث المكاتب المتخصصه ومنع تداخل المجالات و اتباع الاسلوب الهادئ والمتزن في حل الازمات والتعامل مع القاعدة الشعبيه العريضه للتيار الصدري.
ان عمل الامانه العامه لكتلة الاحرار ينصب على خلق حالة التوازن في التعامل مع الشركاء ونبذ الوجه الطائفي لعمل المؤسسه من خلال تصحيح مفهوم (الاسلام السياسي) الذي روجت له دوائر معاديه جعلت من هذا المصطلح مرافقاً لاداء بعض الجماعات الراديكاليه وما رافق عمل هذه الجهات التي صبغتها صبغة (الاسلام السياسي) من اخفاقات كبيرة سواء في العراق او في الدول الاقليميه ، اذ ركز الامين العام  لكتلة على تغيير هذا المصطلح الى مصطلح (السياسه الاسلاميه) والتي ينبغي وفق هذه التسميه أن تكون ملتزمه بالاطار الاسلامي الشرعي الذي ينبذ العنف وألخيانه ونقض العهود، والتعامل بفوقيه مع الشركاء والاستحواذ على معطيات السلطه بخصوصيه وذاتيه مفرطة.
وهذا ما تسعى اليه الكتله وتجاهد للوصول اليه في المرحله المقبله.
ان القيادات الشابه وانتظامها في مؤسسه عمل وطني مشترك ووجود التصميم مع التخطيط الممنهج هي ابرز المؤشرات التي تراهن عليها الكتله لانضاج المشروع الوطني للتيار الصدري وتسويقه للاخرين رغم التحديات الكبيره التي يواجها الخط الصدري ومحاولات التسقيط والتشهير والاقصاء من قبل قوى داخليه وخارجيه خصوصاً مع قرب الانتخابات البرلمانيه في دورتها الثالثه.
ان المؤشرات الايجابيه للنجاح الضمني للكتله خلال مرحلة التحول في العمل السياسي للتيار والتي بدأت قبل اشهر معدوده كانت حافزاً لجميع المنضوين تحت خيمتها لبذل أقصى الجهود والامكانيات تمهيداً للتأسيس لدولة عادله تكون فيها ملامح (السياسه الاسلاميه) هي الحاكم الحقيقي والمحرك الفاعل لدفع الطاقات للتمهيد لدولة العدل الالهي وهذا هو الهدف الحقيقي لكتلة الاحرار ضمن منظومة العمل في التيار الصدري المبارك الذي يستمد قوته من شرعيته ومن قيادته ومن قاعدته الشعبيه العريضه التي تتفاعل بشكل منقطع النظير مع توجيهات قيادته ولاتتأثر بكل التخرصات التي يطلقها المبطلون.
اننا ننتظر من الامانه العامة لكتلة الاحرار ومن خلال تحالفاتها المستقبليه عطاء متجدداً ينبعث ويتركز في حدود (سياسه اسلاميه) متكامله تتخذ من الفكر الاسلامي للشهيدين الصدرين(قدس الله اسرارهم الشريفه) منطلقاً للنهوض بالأمه ومواجهة التحديات والعمل على أقامة دول مدنيه عصريه يحكمها المنهج الاسلامي المعتدل الذي يحترم الاخرين ويقدم للجميع أفضل مايمكن.
 
[email protected]