لقد حان الوقت لعقد المؤتمر الشعبي للمعارضة فما يحدث في البلاد من استهتار الطبقة الحاكمة ولامبالاتها وعنجهيتها وصلفها وماترتكبه من جرائم قتل وخطف وتهديد وتخوين يشير بما لا يقبل الشك بأن هذه الطغمة الحاكمة لن تستجيب ابدا للمطالب الشعبية والوطنية ولن تصحح مساراتها في إدارة الحكم وآليات الاختيار بل على العكس تماما..
نعم.. فمذ بدأت حركة الاحتجاجات وتعالت أصوات المطالبة بالاصلاحات والتغيير كشرت هذه القوى الفاسدة عن أنيابها وبدت سوءاتها وعوراتها وأظهرت أنها مستعدة لارتكاب أبشع الجرائم وأشنع الطرق للمحافظة على كيانها حتى لو تطلب الأمر قتل المئات بل الآلاف ومئات الألوف..
اذن.. فالمعركة اليوم واضحة وليس فيها حل وسط هناك معسكران لاثالث لهما.. وأنت وأنا علينا أن نقرر في أي المعسكرين سنكون ومع من سنقف ونقاتل..
مع معسكر الظلم والباطل والقتلة والمنافقين الذين اختطفوا القرار وتسلطوا على المجتمع بفسادهم المتجذر وسلاحهم المنفلت وإعلامهم المدلس وأموالهم السحت وعمالتهم الدنيئة وهؤلاء هم السلطة اليوم تمثلهم الأحزاب الحاكمة كلها وزعاماتها المعدودة والمعروفة للقاصي والداني..
أم سنقف مع معسكر الشعب الذي يطالب بالعدل وبالحياة الحرة الكريمة وهو معسكر الحق والشهداء والدماء الطاهرة والصادقين الصابرين والمرابطين في سوح الوطن والذين ناصرتهم كل القوى الوطنية والمرجعية والقطاعات الشعبية وكل النقابات والاتحادات والجمعيات والفعاليات والإعلام الوطني سواء أكانوا في داخل الوطن أو خارجه..
لذلك أدعو الجميع من مرابطين ومشاركين ومناصرين وداعمين في هذا الحراك الشعبي بكل أبعاده وتجلياته الى السعي بجدية لعقد المؤتمر الشعبي للمعارضة ليرسم خارطة طريق جديدة لهذا الوطن الجريح والمسلوب والمختطف وليقف صفا واحدا كالبنيان المرصوص أمام شياطين الحكم وسعاتهم ومن يقف معهم وهم على قلتهم وباطلهم اجتمعوا وتوحدوا لكسر إرادة الشعب..
إن المؤتمر الشعبي للمعارضة سيكون البديل الوطني الذي يمثل تطلعات الجماهير في التغيير فمن دون مأسسة هذه الثورة وهذا الحراك الشعبي بالطريقة التي تتيح انتاج قوى وطنية واضحة المعالم لا يمكن الذهاب الى انتخابات مبكرة ومن دون الاستعداد لها واعطاء الناخبين فرصة لتغيير الطبقة الحاكمة.. وعلينا أيضا أن نتحضر لمعركة أكبر وتضحيات أعظم.. ولكنني متأكد وواثق أن النصر على هذه الطغمة المجرمة والفاسدة سيتحقق ما إن نتحد ونتسامى على خلافاتنا الهامشية ليكون الوطن أولا وأخيرا هو منارتنا التي نهتدي بها..
والعراق من وراء القصد