اجتمعت ثلة من الحيوانات للتباحث في ما تعنيه السياسة, واختاروا بالاقتراع السري البقرة لترأس المؤتمرين, وبعد أن وقفت فوق المنصة خطبت على الحضور خطابا مطولا ًعن السياسة والسياسيين وقلت إني أسألكم سؤلا ً موحدا هو ماذا تعني السياسة عندكم, فبدأت بالحمار :
الحمار: السياسة عندي هي الاحتمال وطاعة الرئيس والصبر على المكاره فاني لو شتمت أو ضربت أو قتلت أسرتي لا أتغاضى عن السياسة .
أما الخنزير فقد قال:
السياسة هي فرصة للالتذاذ والغنى ليس إلا وعدم الاهتمام بالآخرين .
أما الديك فقد قال:
السياسة فرصة للخيلاء والاستعلاء.
وعبر الذئب عن السياسة بقوله:
إنها تعني افتراس غيرك حتى لا تموت جوعا ً .
وقال الثعلب:
السياسة هي الرأفة بالضعيف وعدم المخادعة .
فضجر الكلب من قول الثعلب ورد عليه أيها الكذاب والمخادع إذا أنت رؤوف وغير مخادع فماذا أبقيت لنا نحن الكلاب الذين نرى السياسة طاعة ولي الأمر حتى لو كان خنزيرا ًوالامتثال لإمرة حتى لو كان مضرا بالشعب.
وفي الأثناء دخل القنفذ يحمل رسالة إلى المؤتمرين من الأسد تنص على رأي الأسد بالسياسة قوله:
السياسة هي بلوغ السلطة لتكون متسلطا على رقاب الناس وقادرا ًعلى سلب حقوقهم وان شاء لهم أن يطالبوا باستردادها ما عليك إلا أن تزأر عليهم وتخيفهم .
وسألت البقرة الجرادة عن رأيها فأجابت:
السياسة تعني انك لا تبقي ولا تذر تحقق مصالحك حتى لو خربت الأرض وتضررت الكائنات .
ووجه السؤال إلى حيوان الخلد ما رأيك في السياسة قال:
السياسة طريق للبحث عن الحقيقة .
قالوا له أية حقيقة هذه أذا كان طريق السياسة للحقيقة خاطئاً, ثم أنت أعمى كيف لك هذا البحث, قال:
كنت في بداية الأمر مبصرا وأعماني طريق السياسة للبحث عن الحقيقة .
وخلال طرح الآراء مرّ إنسان فرأت البقرة إنها فرصة لتسأله وحجتها انه كائن مثلهم فاستوقفته وسألته فقال:
لا ادري ولكن كل ظني إنها تعني التسلط من اجل السرقة .
ضحكت الحيوانات وقالت البقرة للحيوانات لكم الحق في الضحك على هذا الجواب الصادر من أفضل الكائنات وأرقاها. أستاذي المظفر.
ومن الغريب لم يتبقى من يسخر منا، ومن آراء الكبار فينا، والعجيب على الرغم من كثرة الكتابات والنقد الذي يتوجه إلى مفاصل الدولة، تزداد عمليات السرقة والإتاوة التي تفرض على المواطنين.
مثلاً: تدخل إلى مطار النجف الاشرف الدولي، تدفع مبلغ20دولار تبرع إلى مجلس المحافظة، أو تدخل إلى احد مستشفيات النجف لزيارة مريض، تدفع مبلغ 10000عشرة آلاف دينار رسم الزيارة يعود إلى مجلس محافظة النجف، ويدفع سواق الشاحنات مبلغ 15000خمسة عشر ألف دينار رسم دخول المدينة من جهة المقالع، إلى مجلس محافظة النجف، أما بلدية النجف فحدث ولا حرج (مين مدير وجهك تتبرع المجلس محافظة النجف).
(آني بس أريد اعرف هذا مجلس المحافظة ميشبع وين يودي هلفلوس هاي، فرهود، ارحموا الناس، حتى نتاج اجتماعي ما عدكم، يعني تردون تلحكون بالكبار شلون).
يا امةً قد سخرت من جهلها الاممُ.
مدير مركز البحوث والدراسات
التعليمية والاعنفية
(مجتمع مدني)