يختلف الناس في فهم الأحداث والأزمات التي تجري في العالم، بين من يرجع كل الأحداث إلى المؤامرة، وبين من يرفض الفكر التآمري بالكلية، واتجاه ثالث وسطي يعترف بوجود المؤامرة، لكنه لا يبالغ فيها ولا يرجع كل الأحداث لها. وتنتشر نظرية المؤامرة في مختلف دول العالم، فحتى في الدول المتقدمة نجد من يؤمن بهذه النظرية، لكن لها انتشارا خاصا في الدول المتخلفة، لهذا يلجأ إليها الجميع عند وقوع الأحداث وحصول الأزمات، ومع كثرة استعمالها اقتنع الناس بها، حتى أصبحت جزءًا أساسياً من حياتنا في العالم العربي. ويسيطر الفكر التآمري على العقل العربي، لأنه يريحه من عناء البحث عن أسباب الفشل، ويغنيه عن نقد الذات وتحمل المسؤولية، فضلا على أنه يدعم الاعتقاد السائد في المنطقة العربية، الذي يقول بأن العرب ظلوا دوما هدفا وضحية للمتآمرين.
تهدف هذه الدراسة للإجابة على الإشكالية التالية: هل نظرية المؤامرة حقيقة أم أنها مجرد وهم؟ بعبارة أخرى هل الدول الكبرى تتآمر على الدول الضعيفة؟، أم أنها تستثمر في الأحداث وتوجهها لخدمة مصالحها؟. لذلك تم انتهاج المنهج الوصفي التحليلي لكونه ملائما لعرض المفاهيم المرتبطة بنظرية المؤامرة. وقد خرجت الدراسة بمجموعة من النتائج أهمها: أن الدول الكبرى لا تتآمر على الدول الضعيفة، لكنها تستثمر في الأحداث وتوجهها لمصلحتها، ومن هنا فأصل المشكلة في ضعف الجبهة الداخلية للدولة المتآمر عليها وهشاشتها، وليست في المؤامرة الخارجية، لذلك نجد أن المؤامرات الخارجية لا تنجح إلا مع الدول الضعيفة ذات الجبهات الداخلية الهشة.
تنتشر نظرية المؤامرة في الدول المتخلفة والمتقدمة على حد سواء، حيث كشفت دراسة لمعهد “إيفوب” أن 80% من الفرنسيين تقريبا يؤمنون بواحدة على الأقل من نظريات المؤامرة الرئيسية. لكن المنطقة العربية تتسم بكونها أعلى من غيرها فيما يخص قبول الفكر التآمري ورواجه بين مواطني المنطقة ونخبها على السواء، حيث توصف الشعوب العربية بالبارعة في تبنّي هذا النمط من التفكير بين مختلف فئات المجتمع. وتتباين الآراء في فهم الأحداث والأزمات التي تجري في العالم، بين من يرجع كل الأحداث إلى المؤامرة، وبين من يرفض الفكر التآمري بالكلية، واتجاه ثالث وسطي يعترف بوجود المؤامرة، لكنه لا يبالغ فيها ولا يرجع كل الأحداث لها. ويؤمن مؤيدو نظرية المؤامرة بثلاث مبادئ تشكل مرتكزات هذه النظرية وهي أن لا شيء يحدث بالصدفة، ولا شيء يكون كما يبدو عليه، وكل شيء مرتبط ببعضه. في حين يذهب معارضو هذه النظرية، إلى أنها مذهب تبريري لتفسير الأحداث والأزمات، حيث يلجأ إليها مؤيدوها بهدف تبرئة الذات والهروب إلى الأمام بدلا من تحمل المسؤولية والاعتراف بالخطأ.
وانطلاقا مما سبق يمكن طرح الإشكالية التالية:
هل نظرية المؤامرة حقيقة أم أنها مجرد وهم؟ بعبارة أخرى هل الدول الكبرى تتآمر على الدول الضعيفة؟، أما أنها تستثمر في الأحداث وتوجهها لمصلحتها؟
ورد مصطلح “مؤامرة” لأول مرة في مقالة اقتصادية عام 1920، ولكن جرى تداوله في العام 1960، وتمت بعد ذلك إضافته إلى قاموس أكسفورد سنة 1997. وتختلف تعريفات المؤامرة باختلاف وجهات نظر أصحابها، حيث تحتوي المؤامرة في مضمونها على أفعال غير قانونية أو مؤذية تجريها حكومة أو جهات أخرى قوية. وعرفها قاموس أكسفورد بأنها: “خطة سرية من قبل جماعة من الناس للقيام بما هو مؤذٍ أو مخالف للقانون”. والتآمر هو التخطيط والإعداد الذي يسبق تنفيذ تلك الخطة. والمؤامرة في القانون الجنائي تقع عندما يتفق شخصان أو أكثر على القيام بأي عمل مخالف للقانون، ومن ثم يقومان بأي خطوات باتجاه تنفيذه، ولو لم يكن تنفيذ الجريمة قد تمّ عند إلقاء القبض عليهما. ويمكن تعريف المؤامرة أيضاً بأنها: “اتفاق بين أشخاص أو منظمات تعمل معا في السر مستغلة قدرتها وعناصر الضعف لدى الآخرين على نحو مخالف للقيم والأخلاق من أجل تحقيق هدف معين يتضمن الإضرار بطرف آخر”. وتتجلى المؤامرة بهذا المعنى في مظاهر متعددة كالجريمة المنظمة، الإرهاب، التجسس المخابراتي وغيرها.]
انطلاقا من التعاريف أعلاه يمكن القول بأن نظرية المؤامرة تعني قيام أطراف خفية (أيادي خارجية في العادة) تبطن الشر وتتمتع بالقوة بأفعال ضارة أو مخالفة للأخلاق والقوانين من اجل تحقيق هدف معين يتضمن الإضرار بطرف آخر.
وعلى هذا الأساس فنظرية المؤامرة تتضمن ما يلي:
خطة تحتوي على عنصر السرية, الاتفاق بين شخصين أو أكثر, أطراف متآمرة تبطن الشر وتتمتع بالقوة, أفعال مؤذية ومخالفة للأخلاق والقوانين
لم تعد محاولات العلماء لدحض نظرية المؤامرة بالحقائق الموثقة تجدي نفعا، بل قد تأتي بتأثير عكسي، إذ توصل ستيفان ليونداوسكي، وهو أستاذ علم النفس بجامعة بريستول إلى أنه كلما زاد تمسك المرء بنظرية المؤامرة، اهتزت ثقته في الحقائق العلمية. وربما يشعر أن الشخص الذي يحاول إقناعه متورطا في المؤامرة. ويقول الكاتب المتخصص في العلوم السياسية مايكل باركون متحدثاً عن ثلاث نقاط مهمة تشكل قناعة لدى مروّج نظرية المؤامرة: تعتمد نظرية المؤامرة على نظرة أن الكون محكوم بتصميم ما، وتتجسد في ثلاث مبادئ: لا شيء يحدث بالصدفة، ولا شيء يكون كما يبدو عليه، وكل شيء مرتبط ببعضه.
ويمكننا الإجابة على سؤال: لماذا يصدق الناس “نظريات المؤامرة”؟ من خلال ذكر مجموعة من الأسباب، التي تفسر انسياق الناس وراء هذه النظرية وتصديقهم بها، وأهم هذه الأسباب هي:
نــشـرت المجلة العلمية الأوروبية لعلم النفس الاجتماعي EJSP)) بحثاً يشير إلى أن الأشخاص الذين يؤمنون بعدد كبير من نظريات المؤامرة يفعلون ذلك بهدف الشعور بالتمـيّـز، حيث وجد الباحثون أن الأشخاص الذين أظهروا حاجة كبيرة إلى التفرد من خلال الاستفتاء أو الكتابات كانوا أكثر إقبالا على تصديق نظريات المؤامرة من غيرهم، ويبدو أن هؤلاء الأشخاص لديهم نزعة فطرية، تكاد تكون نرجسية للتفرد والتميز، وقد يتحقق هذا التميز عندما يشعر المرء أن لديه معلومات نادرة أو تفسيرات سرية لبعض الأحداث العالمية؛
يقول مايكل بيليغ، عالم ومؤلف بريطاني في عام 1984: نظرية المؤامرة تتيح فرصة للوصول إلى معلومات خفية ومهمة وبديهية، بحيث تجعل من يرددها خبيراً، لأنه تحصّل على معلومات لا يعرفها أحد غيره حتى من يطلق عليهم خبراء؛
تكشف دراسات أخرى أن نظريات المؤامرة تساعد الناس على استيعاب الأحداث التي تقع في العالم من حولهم، وخاصة عندما يشعرون بفقدان السيطرة على حياتهم أو بالقلق أو بالعجز عن حماية احتياجاتهم إذا تعرضت للتهديد؛
وقدم ميشال باركون ثلاثة أسباب تفسر جاذبية نظريات المؤامرة وهي:
أولاً: تدّعي نظريات المؤامرة تفسير ما لا يمكن للتحليل المؤسسي تفسيره، وتبدو أنها تجعل العالم المربك أكثر منطقية؛
ثانيًا: تفعل ذلك بطريقة بسيطة بشكل جذاب بتقسيم العالم لقوى النور وقوى الظلام، بحيث تعيد كل الشرور إلى مصدر واحد هم المتآمرين ووكلاؤهم؛
ثالثًا: غالبًا ما تُعرض نظريات المؤامرة على أنها معرفة سرية خاصة غير معروفة أو لا يقدرها أي شخص آخر، وبالنسبة لمنظري المؤامرة، فإن الجماهير عبارة عن قطيع مغسول الدماغ، في حين أن منظري المؤامرة يملكون المعرفة ويمكنهم أن يهنئوا أنفسهم على اختراق خداع المتآمرين.
استطاعت نظريات المؤامرة أن تخترق كل المجالات بما في ذلك الدين والسياسة والمجتمع وحتى العلم، وهي متعددة وكثيرة لدرجة يصعب حصرها، معظمها يبدو سخيفا للغاية، وبعضها ينطوي على إمكانية تحقق بعضها أو جلها دون القدرة على إثبات ذلك. ولعل أشهر نظريات المؤامرة المنتشرة في العالم، نجد فكرة الكائنات الفضائية، التي تعيش في المنطقة 51 في جنوب ولاية نيفادا الأمريكية والتي تتكتم عليها حكومة الولايات المتحدة، شركات الأدوية العالمية تملك الدواء لعلاج الأمراض الخطيرة والمستعصية، لكنها تخفيه من أجل تجارة الأدوية وتعظيم أرباحها. القول بأن الأرض مسطحة وليست كروية وأن الهبوط على القمر لم يكن إلا كذبة ادعتها وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، وأن الماسونية هي المؤسسة التي تدير العالم وتسيطر عليه، وأن العلماء يخفون نتائج أبحاث بخصوص المناخ البيئي تؤكد اقتراب نهاية الحياة البشرية، فضلا عن أن الحكومة الأمريكية لا تريد الإفصاح عن الجهة الحقيقية وراء اغتيال كينيدي وغيرها من المزاعم الرائجة.
أما بخصوص نظريات المؤامرة الرائجة في العالم العربي والإسلامي، فيدور معظمها حول فكرة أن الغرب يخطط دائما وأبدا للقضاء على الإسلام والمسلمين، ومن هنا فالكثير من العرب خاصة والمسلمين عامة يعتقدون أن اتفاقية سايكس-بيكو (1916) هي مؤامرة تم بموجبها تقسيم العالم العربي إلى دويلات من أجل إضعافه وتقاسم ثرواته، بالإضافة إلى مؤامرة بيع السلاح الفاسد للعرب سنة 1948، الذي استخدمه المصريون في حربهم ضد اليهود آنذاك. وأن هجمات 11 سبتمبر التي وقعت عام 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية هي عمليات دبرتها وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، وسمحت بها الحكومة الأمريكية من أجل تبرير احتلال أفغانستان وغزو العراق، بالإضافة إلى ذلك يعتقد الكثير من العرب أن داعش، القاعدة، بوكو حرام هي جماعات مفبركة ومخترقة من قبل المخابرات الغربية، تم تكوينها من اجل تشويه الإسلام وتبرير الحرب على المسلمين باسم محاربة الإرهاب، انقلاب تركيا خططه أردوغان ضد نفسه، وأن “مشروع الشرق الأوسط الكبير” يهدف لتقسيم المنطقة وإعادة تشكيلها بما يتوافق مع المصالح الأمريكية، وان ثورات الربيع العربي ما هي إلا مؤامرة أمريكية لاستنزاف المنطقة، وربما يصل البعض بالتفكير التآمري إلى درجات هستيرية مثل أن الغرب يدس معان مخفية جدا، مجسدة في أسماء شركات معينة، وشعارات مكتوبة في منتجات استهلاكية.
تعتبر نظرية المؤامرة النظرية الأكثر رواجا في المنطقة العربية، ويتميز العرب بأنهم الأكثر تأثرا بالخطاب التآمري، حيث يتجلى ذلك بوضوح في ثقافتهم وسياساتهم، ولقد لاحظ الكاتب ماثيو غراي أن نظريات المؤامرة هي السمة السائدة في الثقافة والسياسة العربية، فهي تتحدث بشكل كبير عن الاستعمار الصهيوني، الماسونية، القوى الخارقة، النفط والحرب على الإرهاب، والتي يعتبرها الكثير حربا ضد الإسلام في المقام الأول. ويقول الكاتب والمؤرخ الأمريكي دانيال بايبس في كتابه (اليد الخفية: مخاوف الشرق الأوسط من المؤامرات) المنشور سنة 1996: في عالم اليوم إن العرب والإيرانيين هم أكثر شعوب العالم إيمانا بنظريات المؤامرة وأشدهم حماسا في نشرها، وإلى حد ما، يرجع هذا إلى ثقافة هذه الشعوب، فكلا الشعبين لهما تراث أدبي غني بالخرافات ذات المعاني العميقة، ونظرياتهم التآمرية مليئة بالخيال، وهناك سبب وجيه أيضا يساعد على خلق هذه النظريات التآمرية، فإيران وكل الدول العربية في قبضة قائد مطلق سواء كان علمانيا أو رجل دين، وهؤلاء يخضعون كل شيء لتحقيق أغراضهم وأهدافهم: التعليم، وسائل الإعلام، القانون، الجيش وغيرها من المؤسسات. وفي هذه المجتمعات لا يعلم بالحقائق الصحيحة إلا قلة صاحبة امتيازات، ويجعل الخوف والجهل الجماهير تحت رحمة الشائعات والخرافات، ولهذا يتخلى الناس عن مبادئ البحث العلمي المألوفة للتحقق من الأحداث ويلجؤون إلى فكرة أن هناك قوى شريرة تعمل في الخفاء من أجل إيقاع الضرر بهم، مما يفتح المجال للأساطير والخرافات التي تنبع من خيال الإنسان الواسع.]
نشر الدكتور عائض القرني مقالا في جريدة الشرق الأوسط بعنوان “العرب وعقدة المؤامرة” استغرب فيه من الطريقة التي يتعامل بها العرب مع الأحداث ومشاكل المنطقة، وانتقد القرني العقلية العربية، التي تدعي بان العالم يستهدفها ويبطن لها الشر، وترمي بكل أخطائها وإخفاقاتها لفكرة المؤامرة، حيث قال: “متى تكفون يا أعراب عن عقدة المؤامرة والفرار من الاعتراف بالخطأ إلى البحث عن كبش فداء؟ متى تتوبون يا أعراب من هذه المسرحية الهزلية باتهامكم الخارج وتعليق أخطائكم على الغير؟ من أنتم حتى يتآمر عليكم العالم؟ من حضراتكم حتى تشتغل بكم القوى العظمى؟ لماذا يستهدفكم العالم وعلى ماذا يحسدكم؟ ألثرواتكم وشعوبكم تذوق الجوع والعري والجهل والمرض والتخلف؟ أم يستهدفكم لصناعاتكم وإنتاجكم ومراكز البحوث عندكم. إن ميزانية شركة غربية واحدة أكبر من ميزانية هذه الدول مجتمعة”. إن العقل العربي تسكنه هواجس ومعتقدات حول أنه مستهدف، مخترق ومحاصر من الآخر، وأن هناك قوى خفية في العالم تتآمر عليه وترغب في تغيير هويته وتدميرها. وعادة ما يعلق عوامل كبوته وشروط نهضته على الآخر، أكثر من الاعتراف بعيوب الذات ودون الأخذ بمسببات القوة والضعف التي تتحكم في التفاعلات بين الدول والمجتمعات.]
يقول الأستاذ ماثیو جراي: أن المشاكل التي تعتري العلاقة بين الدولة والمجتمع في العالم العربي. تعتبر من العوامل الرئيسية التي ساهمت انتشار نظريات المؤامرة في العالم العربي، حيث وصف جراي منطقة الشرق الأوسط بأنها المكان الذي تعمل فيه بنى حاكمة غامضة على مستوى النخبة السياسية، وأنها منطقة تزدهر فيها عادة شبكات البيروقراطية المعقدة ومؤسسات الدولة القمعية. في ظل هذه الظروف، أشار جراي إلى أن المجتمعات تواجه صعوبة في إدراك كيفية عمل من يمسكون بزمام السلطة، ما يشكل بيئة مثالية لظهور نظريات المؤامرة وانتشارها. ولقد ساهمت وسائل الإعلام في نشر هذه الثقافة ما أصبح مع مرور الوقت جزءا من قناعات الشعوب بالرغم من عدم وجود دليل مادي يؤكد حدوثها، ولا ننسى أيضا دور شيوخ الدين الذين بالغوا في تحميل مصائب العالم بأجمعه على اليهود والماسونية وأشباههم وأنهم السبب الرئيسي لتفكك وضعف وهوان الأمة العربية والإسلامية.]
يعد مفهوم القابلية للاستعمار من أشهر المفاهيم، التي أبدعها المفكر الجزائري مالك بن نبي، إذ أدرك أن الأمة الإسلامية في خطر، ليس لأنها تحت الهيمنة الغربية، ولكن لأنها فقدت الكثير من الدوافع التي رفعت من شأنها في القرون الماضية، وأصبح موقعها زمنيا في عهد ما قبل الحضارة. فالقابلية للاستعمار هي جملة من المميزات النفسية والاجتماعية، التي تجعل من أمة ما فريسة سهلة للغزاة المستعمرين والأعداء المتآمرين. بعبارة أخرى يعني هذا المصطلح التخلف الحضاري الذي أصاب المسلمين في العصور الأخيرة، مما يجعل عدوهم يتغلب عليهم ويستعمرهم ويفرض عليهم مدنيته، أي أن هناك فوضى اجتماعية معينة وتقاعس عن أداء الواجبات وقلة في العلم والمعرفة أمام خداع الاستعمار ومكره، مما يجعله يسير بلدا كبيرا بعدد قليل من الجنود، وتوهم للقوة الخارقة عند العدو، مما يدعو للاستكانة له، هذا الوضع المتخلف هو الذي يسهل سيطرة الغزاة. وعامل القابلیة للاستعمار كما شرحه مالك بن نبي هو العامل الداخلي المستجیب للعامل الخارجي، إنه رضوخ داخلي عمیق لعامل الاستعمار یرسخ الاستعمار ویجعل التخلص منه أمرا ً مستحیلا]
تنشأ القابلية للاستعمار في نفسية الفرد عندما يكون في وضعية قابلة لأي استغلال وهيمنة، فالمجتمع الإسلامي عاجز عن تحقيق نهضته مدام أفراده يتصفون بالسلبية، اللامبالاة، الاستسلام اتجاه مشكلات الواقع وحالة الرضى بالوضع المتدهور دون بذل الجهد لتغييره. وتتجلى القابلية للاستعمار في ذلك الكسل العقلي والعملي الذي نواجه به مشكلات تتطلب الفعالية والهمة العالية والنشاط الدائم، فلا يمكن لمجتمع يريد النهوض من كبوته أن يهمل دعم البحث العلمي ويعطل طاقات بشرية هائلة، ويضاف إلى هذا وجه آخر من أوجه القابلية للاستعمار وهو محاربة المجتمع لفضائل الأخلاق ونشر الرذيلة بين أفراده، لذا يمكن القول بان القابلية للاستعمار هي جملة أوضاع وشروط فكرية، نفسية، اجتماعية وسياسية سلبية تضع المجتمع في حالة من الضعف والعجز إزاء التحديات المحيطة به، فيجد نفسه في حالة وهن حضاري يفقده القدرة على رد التحديات ويخضع لها مكرها.]
لا یعتقد بن نبي بحتمیة ظهور القابلیة للاستعمار عند كل حالة استعماریة، فیضرب المثل بألمانیا والیابان اللتين وقعتا تحت الاحتلال. لكنهما لم تظهر فیهما القابلیة للاستعمار، وبالمقابل هناك بلدان عندها قابلية للاستعمار كالهند، التي احتلتها شركة تجارية انجليزية، والأدهى من ذلك، أن هنالك دولا وشعوبا لم یدخلها الاستعمار ولم يخربها كما فعل في مناطق أخرى، لكنها لا زالت متخلفة كاليمن. وهنا یقول محمد العبدة بأن مالك بن نبي نسي أشیاء مهمة في تحلیله، فالاستعمار یعامل الشعوب الإسلامية بقسوة بالغة حتى یحطم الشخصیة الإنسانیة، وحتى یصاب الفرد بالیأس والإحباط، فإنجلترا وأمريكا لا تعامل الایرلندیین والألمان بمثل هذه الوحشیة. لكن بن نبي يرد على هذا الكلام بقوله: إنني اعلم أن الشعوب الإسلامية قامت ببطولات في مقاومة الاستعمار، لكنها لم تخطط للنهضة بعد هذه البطولات، بسبب تمزق العلاقات الاجتماعية وبسبب المشكلة الأخلاقية في المجتمع الإسلامي. ويضيف ويقول: بأن الیهود عاشوا الجحیم والاضطهاد، وكانت الدوائر الحكومیة تحكمهم بقوانین قاسیة، وكان أبناؤهم ینبذون من دور التعلیم وتجارتهم تعرقل بمختلف القوانين. غير أنهم لم يستسلموا للأمر الواقع، بل واجهوه بفكر وحزم، حيث قاموا بتأسيس مدارس سریة في كل بیت، یدرّس فیها أساتذة متطوعون بدون مقابل في جمیع التخصصات، وأصبحت تجارتهم أحسن وأقوى من الماضي بإتباعهم فكر “الفرد للجمیع والجمیع للفرد”.]
لقد أضاع العالم الإسلامي أكثر من قرن في معالجة مرض سماه الاستعمار، إلا أن المرض الحقیقي لم یكن الاستعمار، بل في مكونات ذلك الاستعداد، والدلیل على ذلك هو واقعنا الیوم، وهو أن الاستعمار غادر هذه المساحة من الأوطان، ولكن هل نشعر أن الأوضاع الاجتماعیة، الاقتصادية، الثقافیة، الأخلاقية والفكرية قد تغیرت بطریقة جوهریة؟. إن الاستعمار هو مجرد بذرة صغیرة حقیرة، ما كان لها أن تنبت وتؤتي أكلها لو لم تهیأ له التربة الخصبة في عقولنا وأنفسنا. ویرى بن نبي أنه لكي نتخلص من الاستعمار وجب علینا التخلص أولا من القابلیة له فیقول: إن القضیة عندنا منوطة أولا، بتخلصنا مما یستغله الاستعمار في أنفسنا، من استعداد لخدمته، من حیث نشعر أو لا نشعر، ومادام له سلطة خفیة على توجیه الطاقة الاجتماعیة عندنا، وتشتیتها على أیدینا، فلا رجاء في الاستقلال، ولا أمل في الحریة، مهما كانت الأوضاع السیاسیة، وقد قال أحد المصلحین: أخرجوا المستعمر من أنفسكم یخرج من أرضكم.]
یرى مالك بن نبي أن الاستعمار ما كان لیعمر طویلا في العالم الإسلامي، لو لم یجد الأرضیة مهیأة لبقائه من خلال ذلك الرضوخ الداخلي للاستعمار وقابلیة المجتمع للهزیمة أمام الغزو الاستعماري. ومن هنا يتضح لنا أن سبب الاستعمار حسب بن نبي هو وجود القابلية للاستعمار وان أساس تخلف المسلمين حضاريا ناتج عن طغيان نزعة الفردية والأنانية في سلوك الفرد المسلم، وبالتالي فالمشكلة داخلية في العالم الإسلامي، حيث تتعلق بالدرجة الأولى بتخلف الفكر وانحطاط الأخلاق. ولو أن الجبهة الداخلية في البلدان الإسلامية كانت قوية لفشلت كل المؤامرات الخارجية التي حيكت ضد هذه الدول، ولما استطاع المستعمر احتلال معظم العالم الإسلامي. وانتقد بن نبي “فرط التسييس” للنهضة الاجتماعية، والنظر المتمحور حول دور السلطة في الإصلاح الاجتماعي، ورأى أن هذين الخطأين كانا من أسباب تأجيل عمليات النهضة الاجتماعية.
إن الحديث عن القابلية للاستعمار يقودنا للحديث عن التفكير التآمري، هذا الأخير الذي يعد مفهوما أوسع وأشمل من المفهوم الأول، حيث أن القابلية للاستعمار هي صورة من صور التفكير التآمري، الذي يعتبر طريقة تفكير الشعوب والدول المتخلفة، فكل ما حدث ويحدث في هذه البلدان من استعمار، تخلف، أزمات وفتن يتم إرجاعه للمؤامرة الخارجية, والشعوب المتخلفة هي الشعوب الأكثر قابلية لتبني اطروحات وتفسيرات تآمرية لا عقلانية لأحداث التغيير، في محاولة منها لتبرئة ذاتها وإلقاء التهمة على الآخرين. وقدم بن نبي رؤيته الخاصة بحل مشكلة القابلية للاستعمار، والتي تبدأ من تصفية الاستعمار في العقول قبل كل شيء، فتصفية الاستعمار من العقول تتطلب أشياءً كثيرة يتضمنها مفهوم الثقافة ومفهوم الحضارة، فهي لا تتحقق إذن بمجرد انسحاب جيوش الاستعمار وإعلان الاستقلال وكتابة الدستور. بعبارة أخرى إن تحرير الإنسان من قيود الاستعمار والقابلية للاستعمار، يكون بطريقة جذرية تطال سلوكه وأخلاقه وتصحح أفكاره.
أصبحت نظرية المؤامرة ظاهرة عالمية تنتشر في مختلف دول العالم، فحتى في الدول المتقدمة نجد من يؤمن بها، لكن لها انتشارا خاصا في الدول المتخلفة، لهذا يلجأ إليها الجميع عند وقوع الأحداث وحصول الأزمات، ومع كثرة استعمالها اقتنع الناس بها، حتى أصبحت جزءًا أساسياً من حياتنا في العالم العربي، نسمعها في الشارع، مكان العمل وداخل الأسرة ونشاهدها أمام شاشات التلفاز، ترددها الحكومة عند كل مصيبة ويتحدث عنها الناس في كل مكان. وتروج الأنظمة الشمولية والدكتاتورية لفكرة المؤامرة حتى تبرر لشعوبها أن التخلف وضعف التنمية في هذه البلدان سببه المؤامرات الخارجية، وتقوم هذه الأنظمة أيضاً بشيطنة المصلحين والمعارضين من خلال تسويق تهمة الارتباط بالخارج والعمل لحساب جهات أجنبية لكل من يعارض السلطة أو يغرد خارج سربها، حتى تبرر قمع المعارضين وتبقى هي في السلطة. وفي المنطقة العربية تتبنى الكثير من الأنظمة الخطاب التآمري، لأنه السلاح الأنسب لقمع المعارضة وتشويه المصلحين، خاصة وان غالبية شعوب المنطقة تؤمن بهذا الخطاب، وباعتباره الاستراتيجية الناجحة التي تستطيع من خلالها هذه الأنظمة مواجهة أزماتها الداخلية وتبرير فشلها في العملية التنموية، فضلا عن ضمان الاستمرارية في الحكم وتأجيل الإصلاح السياسي وتطبيق الحكم الراشد. ويعتبر النظام السوري من أشهر الأنظمة المسوقة لهذا الخطاب في المنطقة، حيث وصف الثورة السورية، التي اندلعت ضده سنة 2011 بأنها مؤامرة كونية ضد سوريا بهدف تشويهها والتمهيد لقمعها والإجهاز عليها.
يحول التفكير التآمري الإنسان إلى إنسان منهزم ومسلوب الإرادة، عندما ينسب الناس كل ما يحدث في عالمهم إلى قوة خفية خارقة تبطن لهم الشر، ويعتقدون أن التغلب عليها أمرا مستحيلا، سيسألون أنفسهم لماذا نقاومها إذن؟ عندها سينتظرون قوة خارقة أخرى لتحدث التغيير بدلا عنهم أو يستسلمون وينتظرون قدرهم المحتوم. ويسيطر الفكر التآمري على العقل العربي، لأنه يريحه من عناء البحث عن أسباب الفشل، ويغنيه عن نقد الذات وتحمل المسؤولية، فضلا على أنه يدعم الاعتقاد السائد في المنطقة العربية، الذي يقول بأن العرب ظلوا دوما هدفا وضحية للمتآمرين. إن سبب إيمان العرب بنظريات المؤامرة أكثر من غيرهم هو أنهم عندما يقارنون وضعهم في الماضي، حيث قادوا العالم وكانوا ناجحين في مختلف الأصعدة (الفكرية، العلمية، الاقتصادية، السياسية، الاجتماعية) وتركوا تاريخا مجيدا، وبين وضعهم الحالي وحالة الضعف والهوان التي يعيشونها، يلجؤون للتفسير الأسهل وهو تبني أحد نظريات المؤامرة واتهام الآخرين بأنهم هم سبب تخلفهم وبأنهم يتربصون بهم ويريدونهم أن يكونوا في مؤخرة الأمم، من أجل تسويغ فشلهم وتبرير تأخرهم عن الركب العالمي، بدلا من طرح السؤال الصحيح وهو: ما هي الأشياء الخاطئة التي فعلها العرب؟ ولماذا تقدم الآخرون وتأخروا هم؟ يقول الكاتب شاكر الأشول: “بدأت أقرأ كيف أن الغرب تآمر على العرب والمسلمين في كل شيء حتى في نوعية السلاح الذي باعوه للعرب في 1948 واستخدمه المصريون في حربهم ضد اليهود آنذاك. سمعت من أحد المعلمين حينها وهو يوضح ما جرى بأن الجندي المصري في تلك الحرب كان يمسك بالبندقية ليصوب فترتد الرصاصة إليه فترديه قتيلاً، وهو أمر اكتشفت أن فيه من المبالغة، بالطبع لم يذكر أحد لنا كيف وصلت تلك الأسلحة الفاسدة للجيش المصري، ومن الذي كان وراءها من سماسرة السلاح وحاشية الملك المصري حينها، ليكون من السهل التمسك بنظرية المؤامرة وتحميل الآخر فقط مسؤوليتها”.
نظرية المؤامرة هي النظرية الأكثر رواجا في العالم العربي، وهي لغة الجميع عند وقوع الأحداث وحلول الأزمات، فالمواطن يعتقد أن الحكومة لا تمثله ولا تخدم مصالحه، وهو نوع من أنواع المؤامرة الداخلية، والحكومة ترجع كل فشل تسببت به سياساتها الخاطئة للمؤامرات الخارجية (الأيادي الخارجية). قلنا آنفاً انه حتى في الغرب يوجد من يؤمن بنظرية المؤامرة، لكن قلما نسمع كلمة مؤامرة في إعلام وسياسة الدول الغربية، والفرق بين العرب والغرب في هذه القضية، أن الغرب يخططون ويعملون بعكس العرب الذين لا يملكون مشروعا ولا يتخذون الأسباب، وهو ما يجعلهم غير محصنين وعرضة لمخططات ومشاريع الدول الكبرى. بعبارة أخرى الدول الكبرى لا تتآمر على الدول الضعيفة، لكنها تستثمر في الأحداث وتوجهها لمصلحتها، ومن هنا فأصل المشكلة في ضعف الجبهة الداخلية للدولة العربية وهشاشتها، وليست في المؤامرة الخارجية. فالصين مثلا تريد غزو الولايات المتحدة بالبضائع الرخيصة، بغية زيادة صادراتها، وهذا ما دفع بالولايات المتحدة للرد بفرض رسوم جمركية مشددة على البضائع الصينية، من اجل التغلب على العجز التجاري الذي تبلغ قيمته مليارات الدولارات واستعادة الوظائف الأمريكية المفقودة بسبب التغلغل الصيني، هذه الحرب التجارية القائمة بين الصين والولايات المتحدة، يمكن تسميتها بالمؤامرة الاقتصادية حسب مؤيدي نظرية المؤامرة، لكنها لم تنجح في إضعاف اقتصاد أي من البلدين، لأن أمريكا تخطط وتعمل وتطور، وكذلك الأمر بالنسبة للصين. ولننظر أيضا إلى محاولة الانقلاب العسكري في تركيا 2016، حيث حاولت مجموعة من ضباط القوات المسلحة التركية الانقلاب على الحكومة الشرعية والرئيس رجب طيب أردوغان، لكن سرعان ما ظهر الرئيس عبر تطبيق هاتفي وطلب من الشعب النزول إلى الشوارع لدعم الحكومة والوقوف في وجه الانقلابيين، عندها لبت الجماهير دعوة الرئيس، وخرج الشعب في جميع أنحاء تركيا رفضا للانقلاب ودفاعا عن الشرعية، وما هي إلا سويعات قليلة حتى نجح الشعب التركي في إفشال انقلاب عسكري استهدف سلب إرادته الحرة وتقويض نظامه الديمقراطي. لقد أثبت الشعب التركي للعالم أن إرادة الشعوب الحرة أقوى من الدبابات والآليات الثقيلة، وأن وعي الشعوب هو صمام الأمان لحماية الشرعية والديمقراطية وأنه السلاح الأكثر فعالية في مواجهة الخيانات الداخلية والمؤامرات الخارجية، وهذا ما يؤكد أن المؤامرات الخارجية لا تنجح إلا مع الدول الضعيفة ذات الجبهات الداخلية الهشة. ويشير مصطلح الجبهة الداخلية إلى القوة المدنية (الشعبية) للدولة, وإلى تماسك الشعب مع بعضه البعض، بالإضافة إلى تماسك الشعب مع قيادته (حكومته)، بسبب وعي المجتمع وارتفاع مستواه الأخلاقي والقيمي، وبالتالي فالمؤامرات الخارجية لا تكون فعالة مع الدولة ذات الجبهة الداخلية القوية، وعلى النقيض من ذلك يتسبب انتشار الفساد وتدني أخلاق المجتمع في هشاشة الجبهة الداخلية للدولة، مما يجعلها عرضة للمؤامرات الداخلية والخارجية.
يميل أنصار المؤامرة في العالم العربي إلى التشبث بهذه النظرية لتفسير كل المشاكل والأزمات التي تحدث في المنطقة، بغية تبرئة الذات والتنصل من المسؤولية، وكأسلوب للهروب للأمام بدلا من مواجهة الأحداث والبحث عن أسبابها الحقيقية. إن انتشار الفكر التآمري على مستوى عامة الشعب والنخب على حد سواء يدل على تفشي الجهل الفكري وغياب الوعي في هذه المنطقة من العالم، وللتحرر من هذا الفكر لا بد من إعادة النظر في أساليب التربية في مجتمعاتنا العربية، من خلال التركيز على دور الأسرة في تربية النشء وإعطاء أهمية بالغة لمادة التربية الأخلاقية في مدارسنا، كما هو معمول به في المدارس اليابانية والفنلندية، مع ضرورة إصلاح المناهج التعليمية والانتقال من الطرق التدريس التلقينية إلى الطرق الحديثة، التي تعلم الإنسان النقد والتفكير الصحيح، بحيث يصبح التلميذ قادرا على التفريق بين الحق والباطل وبين الصحيح والخطأ.
يعتقد مؤيدو نظرية المؤامرة أن العالم محكوم بقوى شريرة تعمل في الخفاء من أجل إيقاع الضرر بهم، ويؤمنون بثلاث مبادئ تشكل مرتكزات هذه النظرية وهي أن لا شيء يحدث بالصدفة، ولا شيء يكون كما يبدو عليه، وكل شيء مرتبط ببعضه، لذلك تجدهم يرجعون كل الأحداث والأزمات التي تقع في العالم للمؤامرة. في حين يذهب معارضو هذه النظرية، إلى أنها مذهب تبريري لتفسير الأحداث والأزمات، يتعلق بها الفاشلون للتنصل من المسؤولية وتبرير إخفاقاتهم وفشلهم في الحياة. وهناك اتجاه ثالث وسطي يعترف بوجود المؤامرة، لكنه لا يبالغ فيها ولا يرجع كل الأحداث لها، حيث يعتقد أصحاب هذا الفكر أن المؤامرة تنشأ عندما يضعف المتآمر عليه، بعبارة أخرى الدول الكبرى لا تتآمر على الدول الضعيفة، لكنها تستثمر في الأحداث وتوجهها لمصلحتها، ومن هنا فأصل المشكلة في ضعف الجبهة الداخلية للدولة المتآمر عليها وهشاشتها، وليست في المؤامرة الخارجية، لهذا نلاحظ دائما أن المؤامرات الخارجية لا تنجح إلا مع الدول الضعيفة ذات الجبهات الداخلية الهشة، وخير مثالٍ على ذلك محاولة الانقلاب العسكري في تركيا 2016، التي فشلت بسبب وعي الشعب التركي وقوة الجبهة الداخلية في تركيا.