19 ديسمبر، 2024 1:58 ص

المؤامرة .. التي يكرم المتآمرون فيها

المؤامرة .. التي يكرم المتآمرون فيها

ما ان أُعلنً عن سقوط الموصل بيد داعش.. في10 حزيران العام 2014 حتى أعلنً رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة: بأنها مؤامرة كبيرة اشترك فيها السياسيون ودول اقليمية.. وفي اليوم الثاني أكد ان تحرير الموصل سيتم خلال 24 ساعة ..
وتواردت الاخبار والمعلومات والاحداث.. وأسجل هنا المعلومات الدقيقة والواقعية بلا رتوش.. أو زيادة أو نقصان :
ـ حتى الساعة الخامسة من عصر يوم 9 حزيران العام 2014 كانت الانباء العسكرية والأمنية من الموصل تؤكد ان الوضع في مدينة الموصل مستقر.. وقواتنا تسيطر بشكل كامل على كل مدينة الموصل ومحافظة نينوى بالكامل ..
ـ بعد ثلاث ساعات فقط سقطت الموصل بيد داعش بلا قتال ..
ـ فقد تم التوجيه للقوات الامنية (الجيش والاستخبارات والشرطة الاتحادية والمحلية وغيرها) بالانسحاب قبل دخول داعش الى المدينة) ..
ـ تأكد هروب قادة الجيش.. وفي مقدمتهم: (الفريق الركن عبود كنبر.. والفريق الركن علي غيدان.. واللواء الركن مهدي الغراوي) الى اقليم كردستان.. وعاد الاثنان الاولان الى بغداد.. وكانا قد أوفدا بأمر القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء قبل أيام من السقوط الى الموصل .. للإشراف على قطعات الجيش التي تتكون من فرقتين عسكريتين وكتائب اخرى .. فيما كان الثالث (الغراوي) قائداً للقوات البرية في محافظة نينوى ..
ـ وفي فجر اليوم التالي بدأت الانهيارات للقوات المسلحة العراقية الاخرى في كركوك تاركين اسلحتهم ومعداتهم من دون وجود لداعش ..
ـ انقلب ميزان القوى في المناطق الغربية وجنوب بغداد لصلح داعش.. وسقطت تكريت وكل محافظة صلاح الدين.. كما سقطت كل مناطق محافظة الانبار.. كذلك سقطت منطقة جرف الصخر وثلاثة ارباع ديالى.. والحويجة في كركوك.. مثلما احتلت قوات البيشمركة سهل الموصل وكل كركوك ومناطق من محافظة صلاح الدين ومناطق أخرى من ديالى.. تحت شعار ملئ الفراغ الامني في هذه المناطق.. التي تعرف بالمناطق المتنازع عليها.. واستولوا على اسلحة وعتاد الجيش العراقي المتروك في تلك المناطق.. ولم تسقط سنجار وسهل الموصل بيد داعش إلا بعد شهرين من سقوط مدينة الموصل.. وذلك بانسحاب قوات البيشمركة بشكل فجائي منها.. ومن دون وجود لداعش في المنطقة ..
ـ أكد القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء محاسبة كل عسكري ترك موقعه وسلاحه وفق القانون العسكري.. مؤكداً انه لن يفلت احداً من الحساب ..
ـ المثير للاستغراب في الوقت الذي كان القائد العام للقوات المسلحة يؤكد على محاسبة القادة العسكريين.. فأن هؤلاء القادة كانوا يتجولون في المواقع العسكرية.. ومنها الساخنة بملابسهم ورتبهم العسكرية.. وهم أنفسهم الذين نزعوا ملابسهم ورتبهم العسكرية وهربوا بالدشاديش من الموصل وغيرها من المدن قبل أن تدخل داعش الى الموصل ..
ـ بل ان بعض هؤلاء القادة كرموا من قبل القائد العام للقوات المسلحة نفسه.. وهم من اوائل المتهمين في عملية سقوط الموصل ..
ـ خلال لقائه بمجلس محافظة نينوى.. اكد رئيس الوزراء السابق القائد العام للقوات المسلحة السابق: ان سقوط الموصل كان سياسياً وليس أمنياً.. فهل هذا كان ذلك بداية غلق الملف ؟ ورميه على أثيل النجيفي ومسعود البارزاني والسعودية وقطر.. وغيرهم من معارضي السيد نوري المالكي ..
ـ بعد مدة تشكلت لجنة موسعة من لجنة الامن والدفاع النيابية ونواب آخرين برئاسة النائب حاكم الزاملي للتحقيق في سقوط الموصل.. وبعد عمل تجاوز الستة أشهر قدمت تقريرها الذي يتهم فيه قادة عسكريون وسياسيون في سقوط الموصل .. وأحال مجلس النواب التقرير الى القضاء ليتخذ الاجراءات الكفيلة لإحقاق الحق ..
ـ الادعاء العام أعلن ان عملية سقوط الموصل ليس من اختصاص القضاء المدني.. بل المحاكم العسكرية ..
ـ بعد ذلك تم التعتيم على الموضوع تماماً ..
ـ مرً سنتان وشهران على سقوط الموصل والمحافظات الغربية.. وما زال القادة العسكريون والقادة السياسيون بعضهم في مواقعه والبعض الاخر أحيل للتقاعد بسبب سنه القانوني أو بناءً على طلبه.. ولم تجر محاكمة أحد لا مدنياً ولا عسكرياً ..
اذن :
ـ من المسؤول عن انهيار خمسة كتائب عسكرية ؟ مجهزة بأحدث المعدات والاسلحة والعتاد وبكميات هائلة في المناطق الساخنة (موصل.. كركوك.. وتكريت .. الانبار) ؟ ..
ـ ومن المسؤول عن سقوط خمسة محافظات ومدن أخرى ؟ ..
ـ من المسؤول عن القتل في الموصل والمناطق الاخرى من المدنيين والعسكريين العراقيين ؟ ..
ـ من المسؤول عن قتل أكثر من 1700 جندي في قاعدة سبايكر فقط.. والتي أنكرها القادة العسكريون والمدنيون أول مرة حتى افتضحت ؟ ..
ـ من المسؤول عن نزوح وتشريد أكثر من ثلاثة ملايين من مناطق سكناهم.. ونهبت واموالهم .. ودمرت ممتلكاتهم ؟ ..
ـ من المسؤول عن خسائر قواتنا في الاسلحة والمعدات التي قدرت ب 20 مليار دولار؟ ..
ـ من المسؤول عن سبي 5000 امرأة وفتاة يزيدية.. وبيعهنً في سوق النخاسة ؟
ـ من المسؤول عن حرب السنتين الماضيتين لداعش وتدمير المدن ..
ـ من المسؤول عن مئات الالاف من الشهداء والمعوقين والايتام نتاج الحرب مع داعش ؟ ..
ـ من المسؤول عن الطفولة التي دمرت ؟ ..
ـ من المسؤول عن تسرب مليون طفل وشاب الدراسة ومن مسؤول عن انحراف بعضهم ؟
ـ وما زالت تحتل 50 % من الاراضي العراقية وتعيث في الارض فساد .. وتحتجز أكثر من مليوني عراقي تعاملهم معاملة لا يصدقها حتى المجنون.. فمن المسؤول ؟
ـ أسئلة بلا إجابات !!
ـ هل مطلوب عصيان مدني حتى يحاسب المجرمون ؟
ـ بالتأكيد الشعب العراقي شعب واعي يأخذ حقه من كل المتآمرين مهما كانت عناوينهم.. او طوائفهم .. وبغير ذلك نسكت وننتظر الموت تفجيراً أو قتلاً بيد داعش او الميليشيات التي بدأت تتحكم برقاب الناس ..
أم ننتظر تحرير الموصل ليبدأ فلم جديد بقتال بين طوائف المسؤولين حول من يحكم الموصل ؟؟؟؟؟

أحدث المقالات

أحدث المقالات