23 ديسمبر، 2024 7:49 ص

اللّغم الذي لصقوه!

اللّغم الذي لصقوه!

الجهة او الدولة التي كانت وراء تركيب ونصب اللغم بجدار السفينة العراقية ” سومو ” الراسية بعيدا عن ميناء البصرة , فلو كان الذين وراء هذه العملية قد اكتفوا او سيكتفون بذلك , لما قاموا بما قاموا به اصلاً .! ويبدو أنّ العراق في طريقه السريع ليغدو وكأنه محاطاً بحقولِ الغامٍ ليست بَحْريةً فحسب , بقدر تعلّق الأمر بميناء الفاو الكبير .!

إنّها منْ الطاف الله تعالى أن كانت عملية التلغيم رسالة تحذيرية وتنبيهية للجهات المسؤولة في العراق لتوخّي اقصى درجات الحذر والحيطة , والشروع الفوري بإستحداث وايجاد منظومة دفاعية متخصصة في البحر والبرّ والجوّ , وإثراءها بمعداتٍ عالية التقنيّة وبخبراء اكفّاء في هذا الميدان بالإضافة الى تكثيف الدوريات البحرية على مدار الساعة , وحتى بالتعجّل بأستيراد الزوارق الحربية السريعة وكاسحات الألغام المائية كذلك , وحتى ايضاً لو استدعى الأمر الإستعانة بكوادرٍ مهنية من دولٍ شقيقة وصديقة ولكن من خارج منطقة الخليج , وذلك لإعتباراتٍ أمنيّةٍ ووقائية مسبقاً دونما تشكيكٍ بالأقطار العربية .

الى ذلك , فبالرغم من أنّ المنطقة البحرية العراقية والتي بضمنها المياه الأقليمية تكاد تخلو من الشواخص والفنارات , وبرغم أنّ بعض الأخبار شبه الرسمية ترجّح أنّ عملية إلصاق اللغم ربما جرّاء اختلاط صيّادي زوارق الصيد العراقية – الأهلية بأقرانهم او نظرائهم الكويتين او الأيرانيين وحتى سواهم , بأفتراض تواطؤ بعضهم مع جهةٍ ما من اولئك والقيام بعملية ” التلغيم ” , لكنّ هذه الفرضية غير دقيقة عبر قيام زورقٍ ما بأتجاه السفينة وأداء المهمة , < فعلى الأقل لابدّ من التحسّب من النواظير الليلية المفترضة لخفر السواحل في الموانئ العراقية والمناطق المحيطة بها > , إنّما الأمر الأكثر والأشد ترجيحاً والأقرب للدقّة هو قيام بضعة غواصين او من رجال الضفادع البشرية التابعة لدولةٍ ما , بالنزول من احدى زوارقهم التي وصلت على مسافةٍ محددة من الهدف , وفي جنح الظلام وأدّت مهمتها التي لم تنفجر .!

وإذ ليسَ متوقّعاً وضع لغمٍ آخرٍ مشابهٍ او غير مشابه في المدى المنظور , وحيثُ هذه العملية غير منفصلة عن عملية ما قيل عنها بأنتحار.!! مدير الشركة الكورية المنفذة لمشروع ميناء الفاو السيد ” بارك تجول هوبا ” في مطلع شهر تشرين 1 من السنة الماضية , لكنّ المسألة توحي بأستخدام سيناريوهات مغايرة وجديدة ومفاجئة .! بغية عرقلة تشييد الميناء الذي اضحى يهدد بعض المصالح لدولٍ اقليميةٍ ما , بقدر ما أنّ ذلك هو رسالة مزدوجة المعنى والهدف للشركة الكورية وتحذيرها للتخلي عن المشروع , وكذلك الى الحكومة العراقية وعرقلة ايّ توجهاتٍ للإنطلاق بمشروع الميناء ايضا , كما أنّ قوىً سياسيةً عراقيةً نافذة ليست بمستبعدة في ضلوعٍ مفترض او بالوكالة , وخصوصاً بالحصول على نسبةٍ عليا وفائقة من الإمتيازات المالية للسكوت عن تشييد الميناء – على الأقل –

حكومة كوريا الجنوبية وشركتها التي تتولّى تشييد الميناء , والحكومة العراقية الحالية وربما التي بعدها , هي في مواجهةٍ اقليميةٍ – داخلية للتخلّي وايقاف العمل بهذا الميناء الستراتيجي , وبأثمن الأثمان .! وهذا اختبارٌ آخرٌ لأحزاب السلطة .!