18 ديسمبر، 2024 7:51 م

قديماً في الصغر كنا لانميز بين قيمة الليرة ولون الجكليتة ، وتذهب أيدينا لا أرادياً الى الجكليتة ونلتقطها،والسبب في ذلك هو الوانها المغرية المتعددة ، في حين نترك الليرة والتي هي أكثر عدداً واعلى قيمةً ولكن العين تعشق الشكل دون الجوهر والمعنى ؟!
المواطن العراقي الذي عاش حياة البؤس والحرمان للاسف ما زال الى اليوم ينظر الى الجكليتة دون النظر الى الليرة ، وتخدعه المظاهر الكذابة وتأسره الشعارات البراقة ، فيهرع مسرعاً وتأخذه العاطفة في اختيار الاشخاص ، ويعتقد ان الخلاص على أيديهم، ولكن ما ان يحتلوا المناصب حتى يكرهوا النزول الى من اختارهم ووضعهم في هذه المناصب،وينسوا ان في يوم من الايام كانوا في الاسفل ولكن الظروف هي من جعلتهم يعتلون المنصب ، وهذا ما نلمسه اليوم في العراق بعد عام 2003 ، وتبقى الرقابة الحكومية والتي هي الاخرى ليست بأفضل حال من المجتمع في عدم توفير الخدمات وتضييق الحيلة حتى أصبحت لا تطاق لغالبية اللشعب العراقي الذي يرى اغلب المتابعين للشأن السياسي أنه متعمد ويراد له ان يبقى هكذا ، بل ربما مفروضاً من قبل قوى خارجية مؤثرة في المشهد السياسي وتحكمه في خيوطه ورسمه لشكل ومسار العمل السياسي في البلاد.
الهدف الاهم هو غدخال التنظيمات الارهابية الى البلاد والتي لم تحقق شيئاً بإسقاط البلاد،بفضل فتوى الجهاد الكفائي للمرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف ، وهمة أبناء العراق الذين أستطاعوا من كسر شوكة الارهاب بمدة زمنية لاتترواح ثلاثة سنوات ، في حين كان المخطط يراد له أن يستمر الى اكثر من30 سنة على الاقل ، الامر الذي شكّل سداً منيعاً في تحقيق النصر على الارهاب الداعشي وتحرير المدن العراقية وإعادة الامن إليها .
كثيرة هي الشعارات التي أطلقت ضد الفساد ، والتي يتبناها جميع من ساهم في العملية السياسية ، وتولوا مناصب متعددة ومهمة في مؤسسات الدولة ، ولكنها في نفس الوقت كانت أضحوكة وعملية خداع للجمهور ، الذي كان ينتظر على مدى 16 عاماً أن يتم إيقاف زحف الفاسدين ، وسرقة المال العام ، وإيجاد حل جذري وحقيقي لهذا الملف المعقد ، الذي يمثل أخطر أنواع الإرهاب السياسي والمالي ، لان الإرهاب له وجهين ، وجهُ يقتلك والآخر يسرقك ، وما التظاهرات التي عمت مدن العراق إلا دليل على رفض الشعب العراقي للفساد وبكل أنواعه ، ويؤكد الجمهور إصراره على مكافحة الفساد وقلع جذوره ، خصوصاً وأن العراق بات يمثل القمة في الفساد بحسب مؤسسات الرقابة المالية العالمية ، والأعقد من ذلك أن ملفات الفساد تعدت حدود البلد إلى الوضع الإقليمي ،وأمست أموال العراق تُخزن في مصارف الشرق الأوسط والبنوك العالمية .
ختاماً…
لماذا لا نعي ان الجكليتة طعمها الحلو لايغني كونها شكلاً وتنتهي حلاوتها بنهاية مضغها ، وأن الاهم هو الجوهر والبحث عن المعدن والنزاهة بدل النظر الى الشكل ؟!
لماذا لايصار الى ان نقرأ الواقع بتجرد وبوطينة عالية ، ونبتعد عن تقديس الاصنام ، ونقتفي أثر بلدنا ومصالحه والدفاع عن حقوقنا ، على أساس الاختيار الصحيح والكفوء في أي انتخابات قادمة،وعلى أساس خدمة الوطن والمواطن لاغير ،لان الليرة تبقى ذلت معنى معنوي وتقوي موقفك كيفما كان واينما كان ،وتجعلك تقول كلمتك بقوة وحرية تامة .