23 نوفمبر، 2024 3:26 ص
Search
Close this search box.

الليبي عمر الحامدي يبحث في العراق عن شخصية قومية غير (مُدَجَّنة)

الليبي عمر الحامدي يبحث في العراق عن شخصية قومية غير (مُدَجَّنة)

لم اقم بزيارة ليبيا : لا سائحاً ، ولا مدعواً من جهة ليبية ، ولا موفداً من جهة عراقية . وانا راضٍ وربما سعيد بما حصل . كانت ممارسات النظام العسكري الليبي (مُنفِّرة) . واتذكر انني قرأتُ ، مطلع سبعينات القرن الماضي ، وفي جريدة لبنانية ، تساؤلاً هذا نصه : من يخلص العرب من المال الليبي ؟ . لم تكن الارض الليبية مغرية للزيارة . كانت الحماقة سمة ممارسات هذا النظام . فحين قال مسؤول عراقي بأنه سيحرق نصف اسرائيل بالكيمياوي المزدوج ، وقف مسؤول ليبي ، ليقول : ونحن الليبيون سنتكفل باحراق النصف الباقي ! . والنتيجة : أُحرق العراق باليورانيوم المنظب وغيره ، وتم احراق ليبيا ، وبقيت اسرائيل بعيدة عن المزدوج .

بقيت بعيداً عن ليبيا . الا انه عام 1974 توفرت الفرصة للاقتراب من مسار الاحداث في ليبيا . وقتها زار العراق مدعواً من رئيس تحرير جريدة الثورة ، الصحفي الليبي عمر الحامدي ، رئيس تحرير جريدة الفجر الجديد الليبية . ولعبت المصادفة دورها . فعن طريق الاعلامي العراقي المصاحب للضيف الليبي ، اقتربتُ من معرفة بعض وقائع زيارة الحامدي . وخلال هذه الزيارة اقام السفير الليبي في العراق دعوة غداء في مطعم (فاروق) مجاور معرض بغداد وكنتُ ضمن المدعوين . وعلى هامش هذه الدعوة تحدث الليبيان : الحامدي والسفير ، وكان شخصية مثقفة اختير لاحقاً ليصبح وزيراً للتعليم العالي في بلاده . كان مضمون حديثهما مليئاً بالتطلعات القومية ، والاعجاب بحكم عبد الناصر في مصر .

تحدثوا كثيراً ، وشككوا – بشكل مخفف ودبلوماسي بسبب الضيافة – بتوجهات النظام العراقي القومية . وهنا فاجأ الحامدي الحاضرين العراقيين بطلب اللقاء مع شخصية عراقية قومية ناصرية لم يتم (تدجينها) ، اي لم يتم احتواؤها . وفي وقت لاحق تم تسمية هذه الشخصية وتم اللقاء المنفرد بينهما . وبعد ذلك بسنوات عُين هذا العراقي (غير المدجن) وكيلاً لوزارة الثقافة والاعلام في العراق ، واستمر في هذه المسؤولية حتى احتلال العراق .
الليبي عمر الحامدي ، حل في العراق ، عام 1974 ، يبحث عن شخصية قومية لم يتم (تدجينها) ، فهل عثر عليها ؟.

أحدث المقالات

أحدث المقالات