23 ديسمبر، 2024 12:20 ص

الليبرالية خطر يهدد الانسانية

الليبرالية خطر يهدد الانسانية

ظاهرة الليبرالية في العراق بلد الحضارات بلد التعددية القومية والدينية وطبيعي انه بلد التعدد الفكري وهذا يجعل المجتمع العراقي متطلعا على الافكار ولكل فكر فلسفة خاصة به يسير على نهجها ويدافع عنها ويدعي ان فكره هو الافضل لخدمة الانسان والارتقاء به نحو الافضل ، ولكل فكر انصاره لذا نرى المجتمع متقسم بين الافكار ولكل جماعة اعتقاد وايمان بأحد الافكار فتجد هذا منتميا لهذا الفكر او ذاك منتميا لفكر اخر ، واكثر العراقيين يؤمنون بالفكر الاسلامي على اعتبار المجتمع يمثل الاغلبية المسلمة ، ان التعدد الفكري من اهم مقومات بناء الانسان لانه سوف يكون متطلعا على الافكار فتزيده معرفة لاعتبار ان جميع الافكار تريد ان ترتقي بالانسان وتخدمه حسب الادعاءات ، فيمكن له ان يحلل ويقارن ويفاضل ويختار ما هو افضل .
ان الافكار تتجدد وتتطور وتلتقي بالمشتركات لتقرب المجتمعات والجماعات المختلفة المشتركات ان كانت افكار تحترم الانسان فعلا ، ويكون عبر الطرح البناء الذي يطرحه هذا الفكر او ذاك ويكون بالدليل المقنع الملامس لمتطلبات المجتمع ويجب ان يكون انتقاده بطريقة حضارية كي يؤخذ رأيه بعين الاعتبار ويناقش نقاش بناء ليعرف الناقد والمـُنتَقَد هل ان الطرح صائبا ام خاطئ ، اما نشر صور وبوستات مفبركة للكذب على العقول الغاية منه التشويه فهذه جريمة ضد الانسانية ، ناهيك عن الالحاد وتكذيبهم الانبياء والرسل وهذا اعتقادهم يخصهم اما الاساءة والاعتداء على الاخرين وتشويه صورتهم هذا ما لا نرضاه .
كما اسلفنا العراق متعدد بالتوجهات الفكرية ويظهر على الساحة الفيسبوكية الفكر الليبرالي الذي لا يمتلك أي قاعدة شعبية يمكنها ان تبرز فكره لعدم امتلاكه مقومات الفكر او اسلوب الطرح الذي يجعل الاخرين يقتنعون به سوى عبر صفحات الفيس بوك ، ومن خلال قربنا لليبراليين اننا نرى الفكر الليبرالي بعيد عن كل ما هو يمت للفكر بصلة وهذا لمسته شخصيا فهو فكر لا يملك اساس ولا يمتلك منهجا يستند عليه سوى عبارة حرية الانسان في التعبير، انهم متمسكين بمقولة الانسان حر في حياته ورأيه ، ولم ارى منهم اي طرح فكري بل رأيت العجب انهم يتخذون الاعتداء والاساءة لأغلبية المجتمع المسلم منهجا ، هدفهم تشويه الاسلام فقط ، ان هؤلاء الليبراليين لا يعرفون جون لوك صاحب الفلسفة الليبرالية ولا يعرفون ان الحرية هي احترام رأي وفكر وعقيدة الاخر ، والانكى من ذلك انهم يعتبرون الارهابيين والقتلة المأجورين هم الاسلام وهذا اتهام باطل بدليل انهم يحاربون الاسلام المعتدل الذي عانى بسبب الارهاب والتطرف ، والكل يعلم ان الاسلام المعتدل الذي يتمثل بعلماء الشيعة ومؤيديهم وموقف علماء الشيعة من القتل والاعتداء على الاخرين معروف ، وخير دليل ترشيح السيد السيستاني لنيل جائزة نوبل للسلام من قبل الاخوة المسيحيين والغريب ان العالم كله يشهد بنهج الشيعة السلمي ، بينما هؤلاء يريدون الصاق القتل والدمار الذي يشهده العراق بالشيعة المسالمين وحتى لو وجد ان هناك عصابة تدعي انها شيعية هذا لا يعني ان الشيعة قتلة ، الشيعة هم الذين يطيعون المرجعية الدينية المعروفة باعتدالها والتي ترفض الاعتداء على الاخرين ، وعندما تحدثت مع مسؤول احدى الصفحات وهو قيادي في الحزب الليبرالي وكان مرشحا للانتخابات ضمن التيار المدني الديمقراطي ولم يحصل على الاصوات التي تؤهله للبرلمان ، تحدثت معه عن المنشورات المسيئة والكاذبة فكان جوابه اننا نحترم حرية الرأي وللعلم انه لا يمتلك اي ثقافة للحوار من خلال اشكالي عليه تبين انه لا يمتلك ثقافة تجعله متطلعا على الافكار الاخرى ولا يميز بين المسالمين والارهابيين فطبيعي ان يكون مناصريه بمستوى يصعب ذكره .
الليبراليين يمثلون اداة خارجية لضرب المجتمع الغاية منها سلب ارادة المجتمع العراقي من خلال تشويه المعتقدات والاساءة اليها وهذا يدل على عدم امتلاكهم الفكر الذي يجعلهم يطرحون ما يفيد الانسان ، والمضحك في هؤلاء انهم يخلطون بين العقيدة اوالفكر والتكنولوجيا ، فينشرون بنايات جميلة وآلآت او اجهزة صنعت في الغرب ويقولون هذا عمل الكفار وينشرون معها صورة تفجيرات وذباحين ويقولون هذا عمل المسلمين ، وهذا دليل واضح على جهلهم هل عرفوا عقيدة المصمم او المخترع الدينية هل هو ينتهج الفكر الديني المسيحي ام الدين اليهودي او الاسلامي وما دخل التنكولوجيا بالفكر او العقيدة ؟؟؟ ان التكنولوجيا لا تقتصر على فكر ان الاسلام هو اصل العلوم وهو التكنولوجيا وهنا اذكر مثالا لدعم قولي ان الامام علي ع قال قبل 1400 عام لو شئت اخرجت لكم من هذا الماء نورا ويقصد توليد الطاقة الكهرومائية ، وقال ياتي زمان الحديد يطير والحديد يسير يقصد الطائارات والسيارات والقطارات ، وطب جعفر الصادق ع الذي اصبح مرجعا للطب الحديث وامثلة كثيرة يصعب احصائها ، وهذا دليل على ان الاسلام هو العلم وهو التكنولوجيا بعينها ان كان الفكر يمثل التكنولوجيا ، وكم من طبيب مسلم ملتزم بدينه فاق على جميع اقرانه في الغرب ناهيك عن ايران الاسلامية التي تناطح الدول العظمى فقد امتلكت النووي واصبحت من الدول العظمى بفترة قياسية جدا بالرغم من الحصار الذي فرض عليها وقد تغلبت على التكنولوجيا الامريكية بعدة مواقف ومنها انزال احدث طائرة تجسس في العالم والاستيلاء عليها وتطويرها ، المشكلة ان هؤلاء الليبراليين لايفرقون بين الفكر والتكنولوجيا .
قد تبين ان الفكر الليبرالي في العراق يريد اعادة المجتمع الى الجاهلية التي انتهت برسالة النبي محمد ص التي ساوت بين السيد والعبد وانقذت الاناث التي كانت تدفن حال ولادتها ، انهم يريدون عودة الجاهلية بدليل استهدافهم للاسلام فقط فهم لايستهدفون القوميين ولا البعثيين ولا يستهدفون الديانات الاخرى المسيحية او اليهودية بل يستهدفون المسلمين الشيعة وعلماء الشيعة بالخصوص والكل يعلم ان الارهاب وجد لضرب مذهب الشيعة المسالم السمح الذي يرفض التشدد والاعتداء على الاخر مهما كان جنسه ومعتقده وفكره وهذا يعني ان الارهاب والليبرالية واحد وهدفهم واحد .