اللون الاحمر واحد من الالوان الاساسيه التي يعتمد عليها الرسام بخلطها مع الالوان الاساسيه الاخرى ليشكل لون آخر مختلف ليعطي للوحته معنى وألق ووضوح تتجسد ألوانها عبر ريشته المبدعه , وهو واحد من الالوان التي تحتم على شاغلي الطريق بالوقوف عند اي تقاطع بعد أن تضيء أشارته , ويشكل الدم بلونه الاحمراهم عنصر للحياة طالما ينساب بسهولة بين الاوردة والشرايين في جسم الانسان , وهو علامة الخطرالتي تستعمل للتنبيه , وأحد الالوان التي تطغي على أعلام العالم لرمزها واشتداد اوار المعارك ب( حمر مواضينا ) حقيقة الامر ان له استعمالات عديده في حياتنا اليوميه والتي دخلت بدون أستئذان على عالمنا السياسي بعد التغيير عام 2003 بتسميتها الخطوط الحمراء , وحديث سياسيينا المتكرر يوميا بأن المرجعية خطوط حمراء لايمكن التكلم عليها او توجيه الاتهمام لها و(طبعا هذا بعيد عن الواقع ) واعتمدتها كتل كثيره قبل الانتخابات على تولي المالكي للولاية الثالثه محذرة من عدم تجاوزها مهما كانت النتائج الانتخابية التي تؤول اليها العملية الديمقراطية في أ نتخاب البرلمان العراقي الجديد للاعوام 2014 –2018ولااعتراض لنا على ذلك كون الاخرين لهم وجهات نظر جعلتهم يطلقون هذه التسمية ومثل هذا التحذير , وفاتهم ان السياسة ليس فيهاعدوا دائم ولاصديق دائم انما تحكمها المصالح وتوجهها المنافع وهذا ماتعلمناه من سنوات العمر التي متعنا الله بها , من تجارب العالم الآخر ,وما أن بدأت التسريبات الاخيرة من مفوضية الانتخابات التي اعتمدت على ماافرزته صناديق الاقتراع ان المالكي هو المتصدر كشخص وقائمه على بقية القوائم وفي مختلف محافظات العراق باستثاء أقليم كردستان و جعلته في موقف يحسد عليه مما دفع الاخرين للتحاوار معه كأعادة التحالف الوطني لما كان عليه قبل الانتخابات وكذلك الكتل الاخرى الصغيرة التي سارعت هي الاخرى معه والانضمام لكتلته وتأكيد ايمانها بمايسمى بحكومة الاغلبية السياسيه التي يسعى لها جاهدا السيد المالكي , ولانجد ضير في ذلك بعد حديث المتحدث باسم كتلة الاحرار جواد الجبوري والشيخ حميد معله عن كتلة المواطن والكتله الكردستانيه والكتل الاخرى بانه لاتوجد لديهم خطوط حمراء عن تولي السيد المالكي لولاية ثالثه أو اي شخص اخر يتولي هذا المنصب , اذن التسرع والحديث السابق لاوانه عن الخطوط الحمراء يجعلنا غير متوازنين بالطرح بعيدين عن قراءة الواقع غير دقيقين بتشخيص ما يجري في الساحة العراقية , لان التوازن في الطرح دليل على فهم السياسة بالشكل العلمي الصحيح الذي يبعدنا عن مهاوي الردى وسقطة اللسان والموقف غير المحسوب , فالرجل قدم ماعنده ضمن امكانياته القياديه واستخدم صلاحياته الدستوريه , الا اننا رأينا ومن خلال احاديث المالكي المتكرره أن العيب في شركاؤه الذين ابتعدوا عن النقد المباشر له واستخدموا وسائل اعلاميه مأجوره لتسقيطه وهذا بالتأكيد لم يلامس مشاعره او يحرك عواطفه لابالتعاطف او الحوار أو سماع النقد واعتبره في حساباته الشخصيه وفكره الذاتي انه تهديم له وليس تقويم لمسيرته ونقدا جارح بعيدا عن لغة الحوار والبناء مما دفعه ان يسلك الطريق الذي يراه هو صحيحا ضمن القانون والدستور ومايوفره له موقعه من صلاحيات لذلك حدث الشرخ بجدار البناء العقائدي والتحالف الوطني بما يطلق عليه البيت الشيعي والمشروع الوطني أي في حكومة الشراكه الوطنيه القائمه ,واصبح من العسير للغة مصالح البلد أن تجتمع بين التنفيذية والتشريعية مما فوت الفرص على قوانين مهمة ومشاريع خدميه كبيرة ان تمر عبر هذا التنافر بينهما, أن السنوات العجاف الماضية كانت في غاية التعقيد ولم يسجل شيء نستنير به او نجعله شاهدا على الفعل انما قضى بمهاترات سياسيه واحاديث جانبيه لم تصب كبد الحقيقة بشيء وعلى اثرها أندثرت الاماني وضاع الخيط والعصفور , كلام كثير يثار هنا وهناك عن الرؤيا الحقيقية لمستقبل البلد في تحالفات جديده تنطلق من البيت الشيعي الذي بقي هيكل يطلق عليه التحالف الوطني لاعادة بناءه وصياغة نظامه بشكل جديد يرى ان الوطن وخدمة الشعب هي الاساس في تكوينه والانتماء اليه , لكن هل يؤثر على تسمية المالكي لولاية ثالثة بعيدة هذه المره عن خطوط حمراء البعض , نجزم اننا اذا بقينا بهذه العقلية من التفكير والشخصنه سنبقى نراوح في مكاننا الذي أبينا ان نغادره أو نتزحزح قدم عنه لانه يحمي مصالحنا ويبقي على انانيتنا ونحافظ به على امتيازاتنا , ندعوا العقل والاراده في نفس العراقي الجديد ان يوظفها ويستخدمها ويسلك طريقها لاحداث التغيير المطلوب في النهج والعمل والبناء والتكاتف والوضوح وفضح الفاسدين واصحاب المصالح والانانيات لان العراق يستحق ذلك .